قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إبراهيم رضوان يكتب: بشاير الخير ولصوص الوطن .. !


لا أخفيكم قولا أن دمعة هبطت من عيني وأنا أتابع تدشين السيد الرئيس لمشروع "بشاير الخير 2 " في غرب الإسكندرية ، ولم أتمكن من كبح شهوة الكتابة، ولأول مرة أشعر أن الوطن للجميع ، ولم يعد مجرد شعارات وأغاني وأماني من عينة "ما تقولش إيه إديتنا مصر".. و"مصر هي أمي ونيلها هو دمي .. الخ " فالفشل مرتبط بكثرة الأغاني الوطنية.

سجدت لله شكرا أن قيد الله لمصر مثل هذا الرجل ، عبد الفتاح السيسي ، لإنقاذها من وهدتها ، ووضعها على الطريق ، هكذا هو حال مصر على مر التاريخ ، تعيش عصور من الإهمال والفوضى ثم يأتي من ينفض عنها التراب، ويستنهض قواها الكامنة ، هكذا كان الحال دوما منذ عهد مينا موحد القطرين ، مرورا بالقادة الحقيقيين إنتهاء بمحمد علي ، ثم عبد الفتاح السيسي الذي يعيد بناء مصر المحروسة حاليا بعدما أستخلصها من براثن الإرهاب المتدثر برداء الذقون ..

رأيت كيف يتم تغيير وجه الإسكندرية ، بانتقال أصحاب المساكن العشوائية الي هذه المنازل الآدمية ، ـ ولأن جزء كبير من أهلي وأصدقائي من سكان العشوائيات ـ فأنا أعرف شعورهم جيدا ، أعرف كيف كانوا يعيشون بجانب الخوف ، بلا أمل في الغد ، صديقهم اليأس ، لا يعرفون معنى الإنتماء ، الهجرة الي الخارج هدفهم الأول حتى ولو على متن مركب غير شرعي ، الآن تغير الوضع ، أدركوا خطأ مقولة أن مصر تنقسم الي صنفين من البشر "ناس عايشة كويس جدا ، وناس كويس انها عايشة" ، لقد أدركوا أن هذا وطنهم أيضا بعد أن أصبح لهم مكانا ..

حكى لي صديقين عزيزين هما عالم الاجتماع د. إسماعيل سعد ، والصحفي الكبير محمد معوض كيف يبذل محافظ الإسكندرية الجديد عبد العزيز قنصوة جهده ليلا ونهارا من أجل إعادة المدينة الي وضعها الطبيعي ، منارة ، في كل شئ ، إلا أنني أعيب عليه بشئ واحد وهو البطء ، وصعوبة التواصل مع الناس ، فوجب عليه التخلص من هاتين الصفتين بسرعة خاصة وانه نجح في إمتحان رسب فيه محافظ القاهرة ، وأجاب على أسئلة الرئيس ، ونال ـ الشهادة الكبيرة ـ امام ملايين الناس يتابعون المشهد عبر الشاسات..

التحدي الأكبر أمام محافظ الإسكندرية ، إعادة الأموال المنهوبة من لصوص أراضي الدولة في منطقة الحديقة الدولية ، هولاء الذين إستولوا عليها بالحيلة مقابل ملاليم ، حتى وصل سعرها حاليا الي مليارات ، وخلال 20 عاما تحايلوا على الدولة في عدم دفع حق الإستغلال بما يقتضيه رفع الأسعار سنويا ، هؤلاء اللصوص لا ينبغي أن نصبر عليهم ، ولا نرحمهم ، بنص كلام الرئيس ، حتى لو أدى الأمر إلى إخلاء أرض الحديقة الدولية نهائيا ..

أصبحنا نحتاج الي فطائر الامل ، المعجونة بعصير الإخلاص ، المطبوخة على نار المحبة ..ما أحوجنا الي مخلوط الصدق ، والبعد عن النفاق ، والزيف من القول والعمل ، حفظ الله الوطن ..