الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب : هويتنا تحمي أجراس السلام في الكنائس

صدى البلد

إن الادعاء الباطل بوجود بذور فتنة طائفية كامنة فى خصوبة تعصب فكرى يمكن أن تنبت بفعل شرارة فتنة تلقى بفعل فاعل على نسيج مصر الوطنى الراسخ فى أعماق الحضارة الإنسانية ، لن يثبت هذا الادعاء أمام أيسر التفكير و لا يستقيم فى العقل لأهون نظرة فى تاريخ الشعب المصرى ، فبتصفح هويتنا الفرعونية القبطية الإسلامية سنجد درعا واقة ضد أى فتنة يحاول أعداء الوطن والإنسانية إشعالها ، فهويتنا الفرعونية التى يدل كل شيء فيها بل يصرخ أن لمصر ديانتين لشعب واحد وثقافتين لحضارة واحدة وجنس بشرى واحد بنى حضارته على ضفاف النيل الخالد الذى صبغ الشعب بصبغة وراثية ثابتة سبقت الأديان و الحضارات الأخرى فبعض أسمائنا الفرعونية التى ترتبط بأسماء الأقباط مثل "مينا" يعود إلى الملك مينا موحد القطرين وغيرها من الأمثلة .

وبالنظر إلى هويتنا المسيحية التى بُنيت على الهوية الفرعونية امتصها الشعب المصرى وساهم فى انتشارها ودوت أجراس كنائسه أرجاء المعمورة لقرون بالمحبة والسلام ، أما الهوية الإسلامية فاحتضنتها الهوية المسيحية قبل وصول الفتح الإسلامى إلى مصر وبدأت حكاية المسيحية مع الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل برسالته الخالدة إلى حاكم مصر "المقوقس" (سايروس) حاكم مصر وبطريرك كنيسة الإسكندرية والتى استقبلها حاكم مصر وشعبها بالترحاب لا بالاستعلاء ولا التردد كما فعل ملوك الفرس والروم والحبشة ، ورد "المقوقس" رسول النبى صلى الله عليه وسلم " حاطب بن أبي بلتعة " محملًا بالهدايا و السيدة ماريا القبطية زوجة الرسول والسيدة سيرين بنت شمعون.

ولا دليل أكثر قوة وحجة أكثر من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى رواه كعب بن مالك : (إذا فُتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما)، فهل يوجد أوثق من حديث من لا ينطق عن الهوى ؟ ، فكل من يريد سوءا بأقباط مصر هو مخالف لوصية الرسول التى تحمل كل معانى السلام والمحبة ، وفى مقالى هذا لا يمكن المرور دون التطرق إلى حديث المفكر الإستراتيجى الراحل الدكتور جمال حمدان عندما قال ( إن الأقباط أقرب المسيحيين فى العالم إلى الإسلام بمعنى أو آخر ... وفى هذا تفرد يضاف إلى تفرد مصر بعامة ، فكما أن مصر فلتة جغرافية فإن الأقباط فلتة طائفية ).

هذا وأعطف على كلام مفكرنا الكبير لأقول إن المسلمين فى مصر أكثرية هم جسد الوطن والمسيحيين الأقلية هم قلب هذا الجسد فلا يمكن لجسد أن يحيا من دون القلب ولا موضع لقلب دون الجسد الذى يحويه، من هنا أيضًا نرسل برسالة إلى الداخل والخارج أن شعب مصر يعيش تحت سقف نظام يحترم الجميع هيبته وسلطته وأن هوية هذا الشعب الفرعونية القبطية الإسلامية هى الحامى للسلم الاجتماعى الذى تنعم به مصر ويحول بينها وبين مخططات أعدائها ، وأن الشعب المصرى على استعداد تام للتضحية بكل غال ونفيس من أجل الحفاظ على مكتسباته و الخطوات التى خطوناها خلف القيادة السياسية بعد ثورة 30 يونيو نحو المستقبل والتى لا أمل لأعداء الوطن فى أن نرجع عنها ، ولا سبيل للرجوع لتحيا مصر .