الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستوطنات الزبالة بكوم النور


كان لي ثلاثة مقالات سابقة عن القمامة أعتبرها طعنات مزقت جسد الادارية للمسئولين، لكن يبدو أن طعناتي كانت بـ[قلم] سنون سكينته تَلِمةْ فلم تخترق عقله ولا ضميره ، فقررت أن أواصل بمقال رابع لعل الضمير يستيقظ _أمل ذلك- لنطرح سؤالا آخر أين المسئول؟ وهل ركب ضميره الناقة وشرخ؟

إن [ماضي] الثلاثة مقالات التي حملت علي الترتيب عناوين "كوم النور ترحب بشاروبيم ولكن؟ أهرامات الجميزة ، محافظ في مهمة انتحارية "و[حجم] الاتصالات التي وصلتني سواء من مكتب وزيرة البيئة،أو من مجلس الوزراء، أو من وزير الشباب، أو حتي من وزير الأثار الذي بلغني أحد بالنيابة عنه أنه مستاء من ذكره بهذه الصورة في مقالي "أهرامات الجميزة" أو من مجلس المدينة [جعلتني] أتخيل أن أهرامات قمامة كوم النور ستواجه حربا عالمية شاملة لنسفها بلودارات دبابة، وعربات نقل مصفحة، وكيماوي لتطهير القاذورات وإبادة الحشرات والقوارض والزواحف.

[إلا] أن الاتصالات على ما يبدو كانت لتطييب خاطري أو لمواساتي في جثة القمامة الملقاة بجوار مقابر أجدادي، وكأن الرسالة [هي] "والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون".

[لذلك] بدأت أشعر أن المشكلة ليست في القمامة لكن في المسئول الذي علي ما يبدو يعتبرها -أي القمامة- مولوده الذي يجب أن يرعاه ويراه حتي يَشِبْ ! ويتزوج من [الآنسة] الزبالة [بنت] الحيوانات النافقة و[نسيبة] عائلات الحشرات الضارة والطيور الميتة، و[حسيبة] الطعام العفن والخضروات والفاكهة "المفعّصة" و[سليلة فاميلي] الكراتين والخردة والكانزات الفارغة ومخلفات الصفيح والخشب.-لم أمتلك تفسيرا يريحني غير هذا-.

ما جعلني أُعاود الكتابة عن جمهورية الزبالة -قرية كوم النور- التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية" عاصفة بوست ساخن علي الفيس بوك تم عمل "منشن" لي عليه مضمونه: [أطفال] القرية قد أصيبوا بأمراض صدرية "فيروس زيكا" و"حمى الضنك" و [العواجيز] لا ينامون الليل من الاختناق بسبب سحب الدخان المتطايرة من حريق الزبالة وأصابهم البعوض بإرتفاع في درجة الحرارة، وألم في العظام، وطفح جلدي، والتهاب في العين، و[شبابها] يرقدون بلا عمل فقد ألمّ بهم مشاكل في الجهاز التنفسي وخصوصا لمرضى الحساسية.

البوست خلق حالة من اشتعال التعليقات لعناصر غاضبة علي ما آلت إليه القرية من استعمار القمامة لأفدنة بأكملها، حتي بات المُحتل -أي القمامة- يبني مستوطنات من الحشرات والقوارض مما مثل خطرا يهدد صحة الإنسان والبيئة.

والرسالة أتركها أمام المسئولين و[لكن] حجم التعليقات بلغ أطنانا من الغضب لم يَقْو مقالي علي حمله ونصها "لحد امتي هنفضل احنا وعيالنا مستحملين المرض والقرف اللي احنا فيه بسبب الزباله اللي عند المقابر، طب جبال من الزباله وقلنا ماشى اهى ريحة قذرة وهنستحملها! انما يتولع فيها وطول الليل والنهار الدخان كابس على نفسنا هيموتنا يرضى مين ده! يعنى اقسم بالله الدخان بدون مبالغة بيكون مالى البيوت من جوه والأطفال والكبار كله صدره تعبه وأمراض كتير بدأت تظهر في المنطقه كلها، بجد عيب! كل اللي عاوزينه من المسئولين ميولعوش في الزبالة لأن الدخان مرضنا وهيموتنا ! انا نفسى بس اللي بيولع فى الزباله دى او اللي بيأمر بتوليعها ييجى يقعد ساعه فى المنطقه ويكلمنى عن احساسه ياريت اى حد مسئول يشوف الكلام ده يخلى عنده ضمير ويحل المشكلة.

دفعت تلك المأساة الناس دفعا إلي السوشيال ميديا بعدما باءت كل المحاولات بالفشل ، لعل محافظ الدقهلية كمال شاروبيم (يتحرك) أو سعد الفرماوي رئيس مجلس المدينة (ينتبه) وأنا هنا أناشد وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي ود. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة واللذان أعلم –كما عهدتهما- أنهما لن يرضيا عن هذه الوضعية وأنهما سيتحركان بسرعة الصاروخ لإنقاذ المصريين قبل أن يكون التظاهر ملجأهم الأخير لإنقاذ ذويهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط