الأحاديث البراقة المتداولة عن هذا المكان ، وأحلام وجود الخضرة وعراقة منطقة الهرم لم يعد لها مكان على أرض الواقع، لا سيما بعدما سيطر الإهمال على جوانب عدة بها سواء على صعيد انتشار قمامة أو تكسير شوارع أو سرقات أو غزو التوك توك للشارع وما تخلف عن ذلك من آثار سلبية.
"صدى البلد" أجرى جولة ميدانية فى منطقة حدائق الأهرام، وبواباتها الأربع للتعرف على الجوانب التى تحتاج إلى مزيد من الجهود من قبل الأجهزة المعنية لتعديلها فى الفترة المقبلة ، خاصة أن أحاديث السكان تركزت أغلبها حول نقطة واحدة هى أن مظاهر العشوائية فى هذا المكان تزداد يومًا تلو الآخر وتحتاج إلى وقفة.
الطريق نحو العشوائية
قال عدد من المواطنين، إن من المظاهر السلبية التى تغلب على المنطقة انتشار التكاتك إلى حد كبير، وكذلك وجود تكسير فى عدد كبير من الشوارع، موضحين أن السبب فى عدم تمهيد الطرق بالشكل الأمثل يعود إلى إدخال خطوط الغاز الطبيعى إلى المنازل لكنهم فى الوقت ذاته تعجبوا من عدم التنسيق بين الحى أو المحافظة والجهات الحكومية الأخرى، وأيضًا عدم "سفلتة" الشوارع بكثرة، وكذلك الاهتمام بالشوارع الرئيسية وإغفال الجانبية من حساباتهم فى كثير من الأوقات، وإبرزها شارع عشرين ما بين منطقى "نون" وسين" بالقرب من البوابة الثالثة أو خزان المياه كما يطلق عليها سكان هذا المربع.
وفى إطار رصد المظاهر غير المألوفة، فإن هناك ملاحظة للسكان على وجود أكوام من القمامة فى أماكن متفرقة بحدائق الأهرام وغالبًا تتركز فى مناطق فضاء لم يتم البناء عليها، وعلى سبيل المثال لا الحصر تنتشر هذه السلبية فى أنحاء متفرقة من شارعى الثروة المعدنية والضغط العالى وتقاطعاتهما.
شكاوى المواطنين
المظاهر السلبية العامة منتشرة فى حدائق الأهرام وكشفت عنها الجولة لكن الأسئلة المطروحة الآن كيف يرى السكان أوضاعهم؟، وهل هناك تحسن فى أوضاع المنطقة أم أنها تتجه إلى الأسوأ وتحتاج إلى تدخل سريع؟، وهنا يقول حسين سيد: "نعاني من انتشار المحلات غير المرخصة فعددها بالمئات ولا تخضع لأى رقابة من الحى، ورغم أحاديث البعض أنها توفر خدمات مختلفة للسكان لكنها تسبب مشاكل أكبر خصوصا نوعيات محددة مثل المقاهى وورش الحدادة والرخام والميكانيكا الذين يسببون حالة كبيرة من الإزعاج والتلوث فلا يعقل أن يكون هناك منزل وأسفله مقهى أو ميكانيكى فكيف سيكون حال الأشخاص الذين يعيشون فى هذا النطاق".
واضاف: "بالنسبة لجزئية الطرق فإن هناك اعمالا يتم فيها خلال الفترة الأخيرة لكن نرجو الاهتمام بالشوارع الجانبية وعدم تركها وسفلتة الرئيسية فقط مثلما يحدث مع كل تكسير بالمنطقة".
واشتكى سيد، من تكدس أكوام القمامة فى أنحاء متفرقة من الحدائق، وانتشار التكاتك ، مؤكدا أن المنطقة أصبحت تعاني من تكرار حوادث السرقة ، وكذلك مضايقة الفتيات، كما أن هناك سعيا لوجود وسيلة نقل متخصصة داخل الحدائق ويكون لها إدارة ونظام محدد.
وأشار إلى أن القواعد الرئيسية بالمنطقة تنص على ألا يتخطى البناء مساحة 60% من الأرض ويكون هناك مسافة أو حاجز سياج وألا تكون العمارات ملتصقة وألا يتخطى علو المبانى عن ثلاثة أو أربعة أدوار وكذلك لا يجب البناء بدون إقامة جراج، موضحًا أن ما يحدث عكس ذلك تمامًا، وهذا ما ينتج عنه كل المشاكل المرصودة.
من جهته، قال حاتم البدوي إن هناك مقترحا لحل مشاكلهم توصل إليه عدد كبير من سكان حدائق الأهرام لتفادى الوقوع مستقبلا تحت رحمة المسئولين يتمثل فى السعى لإشهار اتحاد شاغلين للمدينة، موضحًا أنهم يعملون على تأسس اتحاد سكان فى كل مبنى، ثم بعد ذلك تنضم كل هذه الاتحادات تحت مظلة مسمى واحد وهو "اتحاد شاغلى سكان حدائق الأهرام"، مشيرًا إلى أن هذا التوجه ليس عشوائيا وإنما يتم عبر قنوات رسمية متمثلة فى مظلة الحى، وأيضًا ستكون هناك انتخابات لرئيس الاتحاد وأعضاء مجلسه.
واتفق معه، عبد الرحمن جاب الله أحد سكان المنطقة، على عدد من النقاط ، مؤكدا على أهمية وجود تنسيق بين الحى أو المحافظة لتفادى تكسير الشوارع المسفلتة ثم تركها فى حالة سيئة، مشيرًا إلى أن القمامة هى الأخرى مشكلة بالنسبة للسكان، لاسيما إذا كانت هناك أرض فضاء أمام منزل أو مبان فإنها تتحول فى الغالب إلى مقلب قمامة.
ويقدم موقع "صدى البلد" الإخباري، خدمة لاستقبال شكاوى القراء والعمل على حلها مع المسئولين من خلال الخط الساخن 5731 و01025555056 أو من خلال رقم الواتس آب 01006735360 .