طقوس وعادات متوارثة لأهالى أسوان فى الاحتفال بأفراح أبنائهم ..أبرزها تجهيزات خاصة فى يومى الحناء والزفاف

= طقوس وعادات متوارثة لأهالى أسوان فى الاحتفال بأفراح أبنائهم
= تنظيم احتفالات متنوعة قبل ليلة الزفاف
= تجهيزات خاصة فى يومى الحناء والزفاف

طقوس وعادات يتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل فى احتفالات أهالى أسوان بحفلات الزفاف حيث تتميز الأفراح بمييزات خاصة لتعطى لها مذاق وشكل تانى، فهناك كثير من التشابه في العادات والتقاليد بين مدن وقرى أسوان ، ونجد أهالى النوبة لهم من الطقوس والعادات أيضًا المميزة للأفراح وحفلات الزفاف ، فالإحتفالات لا تقتصر على يوم حفل الزفاف فقط ، وإنما تسبقه أيام عديدة كليلة الحناء وغيرها .

وهنا ترصد"صدى البلد " فى السطور التالية أبرز ما يتم تنفيذه من طقوس وعادات فى أفراح الأسوانيين والنوبيين حيث تعتمد على مأثورات وموروثات شعبية عديدة .

فيقول مصطفى أحمد – شاب من أهالى أسوان والذى تم عقد قرانه منذ شهور قليلة بأنه سبق ليلة عقد القران تنظيم احتفال ليلة الحناء ، وهى يتم تنفيذها من خلال احتفالين إحداهما بمنزل العروس والأخر بمنزل العريس ، فالاحتفال التقليدى المتوارث هو أنه يتم وضع الحناء للعريس وأيضًا العروسة من خلال رسومات متنوعة .

وأشار بأنه يتم فتح صحن النقوط بأن يتلقى العريس المشاركة من أهالى المنطقة والقرية بأن يساهموا معه فى تسليمه بعض الأموال من خلال النقوط ، ويتم تقديم العشاء للضيوف الزائرين والذى يتمثل فى طقوس ومأكولات متنوعة تتمثل فى الأطعمة المختلفة واللحوم ، والحلويات حيث يتم عمل صوان أو فراشة كبيرة ويتم وضع الإضاءات المبهرة المختلفة بها سواء فى إحتفال العروسة أو العريس .

فيما أوضح محمود حمدى بأنه من العادات المشهورة في يوم الإحتفال بأنه يتم إقامة الحفلات أمام منزل العريس أو العروسة فى مكان واسع بالمنطقة أو القرية ويتم فى هذا المكان إستضافة السماعات الصب ذات الأحجام الكبيرة فى جو إحتفالى بحضور بعض المطربين المشهور من أمثال محمد فوزى وعز الدين وحنين وغيرهم الكثير حيث يقوم كل مغنى بأداء فقرة غنائية وتشهد هذه الفقرات مشاركة واسعة من أهل وأسرة العريس أو العروسة والأصدقاء والمحبين حيث يشاركوا بالرقصات المختلفة التى تنال إعجاب الحضور ، وهناك من يحضر الدى جى فى ليلة الحناء ، والمطربين فى يوم الزفاف .

ومن المتعارف أن هذه الإحتفالات تمتد لساعات طويلة تصل حتى الصباح سواء فى ليلة الحناء أو الزفاف وفى مدن وقرى كثيرة .

وتابع بأنه فى يوم الزفاف كان فى السابق يبدأ أيضًا بذبح الذبائح ، أو شراء اللحوم ويتم تقديم العشاء للضيوف ، ، كما أن الأفراح تشتهر بالكرم والضيافة، وتذبح فيها الذبائح من عجول وخرفان وجمال أيضًا على مدار أيام عديدة وليست قاصرة على يوم الدخلة فقط، ويتم تقسيم الأدوار بين الشباب لإعداد الموائد سواء للضيوف القادمين من المحافظات الأخرى ، وأن العريس كان يلبس جلباب أبيض فى يوم الحناء ، لكن حاليًا فى الغالب تنفيذ ذلك فقط فى يوم ليلة الحناء ، ويقتصر يوم الزفاف على الإحتفال الفنى وتجهيزات العروس والعروسة من خلال ذهاب العروسة للكوفير منذ ظهيرة يوم الزفاف وتستمر حتى يأتى العريس فى المساء ويأخذها وسط مشاركة من أهل العروسين بالسيارات والفرق الفنية التى تشاركهم أمام الكوافير .

ثم فى الإستوديو لأخذ بعض الصور التذكارية ، ثم يتم التوجه لأحد الأماكن الشهيرة لإلتقاط بعض الصور التذكارية أيضًا بها ، ويعقب ذلك التوجه لمكان الزفاف حيث تستقبل العروسين الفرق الفنية ، والفنانين المشاركين بالأغانى النوبية والفلولكور النوبى الأصيل ، وأيضًا بعض الأغانى الشبابية ، وتبدأ الحفل الفنى الساهر وسط أجواء إحتفالية يعمها السعادة والسرور من جميع الحضور.

فيما أشار حسن حمدين بأنه فى بعض المناطق يتم إقامة حفلات عديدة قبل ليلة الزفاف حيث يتم دعوة المدعوين فى هذه الليالى ، ويتم إقامة ليلة مديح من بعض المداحين ، وفى اليوم التالى يتم إقامة حفلة للحناء ، ويتم فى اليوم الثالث وقف الاحتفال للاستعداد لحفل الزفاف فى اليوم الرابع ، ولكن فى منزل العروس والعريس تكون الاحتفالات مستمرة لفترات طويلة متوالية أثناء شراء مستلزمات الشقة من العفش والمفروشات المختلفة أو تجهيز الشقة نفسها .

بينما أشارت صابرين أحمد – بأنه يسبق الاحتفالات بليلة الحناء والدخلة تجهيز شقة العروسة من خلال القيام بفرشها بأحدث وأرقى وأجمل المفروشات والتجهيزات الديكورية الجمالية ، وتقوم صديقات العروسة وأخوتها وبعض أفراد أسرتها بفرش " عش الزوجة " بتنسيق متميز ومختلف ليكون فى أبهى صوره ، ولا تشاهد العروسة ذلك إلا يوم حفل الزفاف فقط ، وهناك من يضع الزينات والأولوان المبهرة المختلفة لإبهار الحاضرين لتهنئة العروسين فى يوم الصباحية .

وتابعت بأنه فى ليلة الزفاف عندما تصل العروسة والعريس إلى بيت الزوجية يتم تقديم مشروب الحليب على باب الشقة قبل دخولهم لتنعم حياتهم بالسعادة والإستقرار ، كما يتم وضع عقاد فى بعض الأحيان للعروسة من سبع لفات من الخيط فى أحدى يديها لعدم المشاهرة ، وفى الصباحية تخرج هى على المترددات عليها لمنع المشاهرة أيضًا ، ويتم ملء ثلاجة العروسة بالمشروبات والمأكولات المختلفة لينعم العروسين خلال أيام شهر العسل بتوفير المستلزمات الضرورية لهم بالشكل المطلوب .

كما أنها من أهم العادات والطقوس القديمة فى مجتمع النوبة بأنه كانت هناك ليلة مخصصة لتسليم المهر وأخرى للتنجيد وصنع المراتب ومفروشات العرائس وكان يسمي يوم "الشيلة" ، وليلة أخرى تسمى "ليلة الحمام" لأكل الحمام وكان يصل عدد الحمام الذى يقدم للعروس خلال الأفراح إلى نحو 25 زوجًا، وكانت تصل ليالى الفرح قبل يوم الزفاف لنحو أسبوعين.

ومن العادات والتقاليد فى الزواج أن العروسة تقيم بعد الزواج فى منزل والدها، وعلى العريس تجهيز كل مستلزمات الشقة ، ويهدى والد العروس هدية من الذهب لابنته حسب مقدرته، وتكون "شبكة" العريس" حسب مقدرته ، فيما توجه العروس الدعوة للأحبة والجيران فى القرية أو النجع قبل موعد الزفاف بـ15 يومًا وهى فى موكب مع صديقاتها اللاتى يصل عددهن لـ 30 بنتًا ، وقبل ليلة الحنة بـ 15 يومًا تقوم أم العروس والأقارب والجيران بصناعة المخبوزات من "قراقيش وكحك وبسكويت وكحك بالجبنة والبتي فور والغريبة والكاكاوية والبطيخية والشكلمة" ، بالإضافة إلى تقديم جميع أنواع الحلويات من "بسبوسة وكنافة وجلاش وأرز باللبن والبليلة " مع البلح الذى نقوم بنقعه فى الماء ويعجن ليصبح عجوة ونقوم بحشوه بالفستق والفول ، ومن مخبوزات العروسة بأنواعها "بيتي فور وبسكويت" وغيرها من المخبوزات التى يتم خبزها خصيصا للعروس مع علبة من الشيكولاته لتوزيعها على الحاضرين فى كتب الكتاب.

ومن طقوس الأفراح أيضًا بأن الفرح يسبقه قيام صديقات العروس وأهلها بتجهيزها وذلك بفترة تصل لنحو شهر كامل من خلال عمل خلطات من البخور تسمى "الخُمرة" ، و"خشب الصندل والدلكة" لتكتسب العروس رائحة زكية ، أما يوم الحنة فتقوم "الحنانة "برسم نقوش ورسومات بالحنة للعروس وصديقاتها وأقاربها، وتجهيز العروسة ليلة الحنة حيث تقوم "الحنانة" وهى السيدة المختصة برسم الحنة للعروسة وتجهيزها وترتدى العروس فى هذه المناسبة السارى الهندى مع الإكسسوارات وتذهب مع مجموعة مع البنات إلى منزل العريس للاحتفال سويًا .