الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

1955.. عندما انسحب الأهلي من الدوري بسبب الحكم الزملكاوي حلمي زامورا

فريق الأهلي 1955
فريق الأهلي 1955

يبدو الموسم الكروي 1955 متوهجا في تفاصيله، الأهلي يتبقى له 3 مباريات يحتاج منها إلى 7 نقاط لحسم اللقب، بينما الزمالك ينتظر تعثر الفريق الأحمر في أي من مبارياته لينقض على البطولة التي يزحف نحو صدارتها.

الطرفان في هذه المباراة الأهلي والترام، والأعين تنصب على فريق الترام باعتباره المنقذ الوحيد للزمالك على خلفية أن النادي السكندري كان عقدة الأهلي التي لا تنفك، فدائما يلعب الأهلي، بينما في الأخير يربح الترام أو يتعادل.

المباراة بدأت من طرف واحد، لاعبو الترام كأنما حُرم عليهم الخروج خارج منطقة الجزاء بينما الحصار الأهلاوي لم يرحم دفاعات الترام وحارس مرماه.

يحكي شيخ الصحفيين عبد الرحمن فهمي في كتابه "حكايات رياضية" عن تلك المباراة التي خصص لها فقرة كاملة في كتابه فيقول إن فريق الترام سرق المباراة من الأهلي في بدايتها بأعجوبة عن طريق هجمتين مرتدتين لم يفعل غيرهما، لينتهي الشوط الأول بهدف، بينما يتفاجأ لاعبو الأهلي بهدف على نفس المنوال في مرماهم بداية الشوط الثاني، وسط غضبة أهلاوية جماهيرية لم تعرفها مدرجات الكرة من قبل.

كان يحكم تلك المباراة الحكم الزملكاوي حسين الإمام "والد حمادة إمام وجد حازم إمام" نجوم الزمالك السابقين، بينما كان حكم الراية رئيس نادي الزمالك بعد ذلك كابتن حلمي زامورا.

الأهلي استطاع في المباراة أن يعود في الدقائق الأخيرة ويسجل 3 أهداف ويقطع أكثر من ثلثي المسافة نحو اللقب المحبب إليه، لكن ما حدث أثناء المباراة لم يكن على قدر السخونة التي حدثت بعدها.

الحكم حسين الإمام اتخذ قرارا بطرد اللاعب توني من الترام بعد تعديه على لاعب الأهلي طلعت عبد الحميد، وكتب ذلك في تقريره بينما بادر حكم الراية الزملكاوي حلمي زامورا بالركض نحو حكم الساحة ليخبره أن لاعب الأهلي هو من استفز اللاعب توني، لكن الحكم قال إنه لم ير سوى الاعتداء فقط وكتب ذلك في تقريره.

في موقف غريب بعض الشيء، رفع حلمي زامورا حكم الراية تقريرا منفصلا إلى اتحاد الكرة، طالب فيه بمعاقبة طلعت، ليقرر اتحاد الكرة إلغاء نتيجة المباراة وإعادتها بملعب طنطا بدون جمهور، مع إيقاف طلعت مباراتين وتوني لنهاية الموسم.

مجلس إدارة الأهلي اجتمع برئاسة الأمير عباس حلمي الغمراوي وكيل النادي، حيث كان أحمد عبود باشا رئيس النادي خارج البلاد حينها، في جلسة السبت الموافق 30 أبريل 1955، واعترض على الأخذ بتقرير حكم الراية وترك التقرير الأساسي لحكم الساحة في واقعة لم تحدث تاريخيا، وقرر المجلس الانسحاب من عضوية الاتحاد المصري لكرة القدم بالإجماع.

وبعد مفاوضات فاشلة لإثناء الأهلي عن العدول عن قراره، اجتمعت اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم يوم 6 مايو 1955 وأصدرت قرارها الجديد باعتماد نتيجة مباراة الأهلي والترام 3 /2 لصالح الأهلي، والموافقة على قرار لجنة الدوري بوقف لاعب الترام تونى حتى نهاية الموسم.

لكن الأهلي اعترض على قرار الاتحاد بنقل مباراته القادمة مع الأوليمبي إلى طنطا بدلا من اللعب على ملعب الأهلي، متمسكا بقراره الانسحاب من البطولة.

واقعيا كان الأهلي متوجا باللقب بعد فوز الزمالك على الترام بنتيجة 4 /2 وخسارته من الإسماعيلي، بينما الأهلي أصبح يحتاج لفوز وحيد من مباراتين سهلتين نسبيا.

لكن إدارة الأهلي لم تنظر إلى البطولة بقدر ما أرادت أن تضع الأمور في نصابها الصحيح ولم تتراجع عن قرارها رغم الوساطات المتعددة والتهديدات بعقوبات محتملة.

اتحاد الكرة قرر شطب الأهلي من سجلاته، وأصدر قرارا خاصا بلاعبيه يخيرهم فيه بين الانضمام لنادٍ آخر أو الإيقاف، مع منح لاعبيه مهلة لمدة شهر من تاريخه لتحديد موقفهم، وعقد لاعبو الأهلي اجتماعا بالنادي وقرروا تأييد مجلس إدارة النادي في القرارات التي اتخذها.

انتهت الأزمة بإلغاء الموسم 54ــ1955، وكان الزمالك لعب مباراتيه الأخيرتين في الدوري ففاز على الترام 4-2 وخسر من الإسماعيلي بنفس النتيجة، وتصدر الدوري برصيد 24 نقطة بفارق نقطتين أمام الأهلي الذي تبقت له مباراة أمام الأوليمبي والقناة يحتاج منها 3 نقاط فقط.

كان لـ عبد الرحمن أمين رئيس اللجنة الأوليمبية رأي آخر حينها، فتوسط بين الأهلي واتحاد الكرة، وتم الاتفاق على أن يوقف الاتحاد قراراته، ويسحب الأهلي استقالته حتى يستطيع الاتحاد الاستعانة بلاعبي الأهلي في المنتخب، بينما لم تستكمل البطولة التي كان الأهلي ضامنا لدررع الدوري حينها.