الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى إطلاق سراح نيسلون مانديلا.. كيف ألهمت روحه قادة زعماء قمة الاتحاد الإفريقي

نيلسون مانديلا
نيلسون مانديلا

"لقد امتلك أسلافنا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التي قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذي سميت هذه القاعة تيمنًا به"، بهذه الكلمات، أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمته خلال أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي.

مانديلا الذي دومًا ما يكون حاضرًا في أحاديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوافق اليوم الاثنين ذكرى إطلاق سراحه في 11 فبراير 1990، بعد أن تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهم تتعلق بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم.

نيسلون مانديلا الذي ولد في 1918 بجنوب إفريقيا، هو أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية.

يحظى مانديلا بمكانة كبيرة في العالم، وفي إفريقيا بشكل خاص، بفضل مساهماته في تحقيق الاستقلال، ومناهضة العنصرية، حيث دفع حريته ثمنًا لتحرير الشعوب، وتحقيق العدل في كل مكان.

وفى ١٩٤٨ انتصر في الانتخابات الحزب القومى، وهو (حزب الأقلية البيضاء) ذو التوجهات والسياسات العنصرية، وفى تلك الفترة أصبح مانديلا قائدًا لحملات المعارضة والمقاومة، وفى البداية دعا للمقاومة السلمية، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عُزل في ١٩٦٠، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر فتح باب المقاومة المسلحة، وفى ١٩٦١ أصبح رئيسًا للجناح العسكرى للمجلس.

وفى فبراير ١٩٦٢ اعتُقل وحُكم عليه بخمس سنوات بتهمة السفر غير القانونى، والتدبير للإضراب، وفى ١٩٦٤ التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فُحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخلال سنوات سجنه الثمانى والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصرى.

عقب إطلاق سراحه في 1990، قاد مانديلا حملات للتصالح مع الأقلية البيضاء التي مارست الفصل العنصري، وتولى رئاسة جنوب إفريقيا (1994 – 1999)، وعمل على معالجة مشاكل البطالة والبنى التحتية والتعليم الذي عانى منه شعب جنوب إفريقيا طوال فترة حكم النظام العنصري.

لم يخطط مانديلا لفترة حكم ثانية، ففي نهاية مارس 1999، ألقى خطاب الوداع لشعبه ثم تقاعد عن العمل السياسي، ولكن نشاطه الاجتماعي استمر، فبدا في تكملة كتابة سيرته الذاتية، وقاد حملات ضد الفقر ومحاربة الإيدز، وافتتح مؤسسات خيرية تعمل اسمه في مجال العمل التطوعي والتعليم والدراسات، ومع الوقت تدهورت حالته الصحية إلى أن توفى في 5 ديسمبر 2013، متأثرا بعدوى في الرئتين عانى منها طويلا.