الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس السيسي يشارك في فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن.. 5 ملفات ومحاور ساخنة على طاولة الحوار.. داعش وأفغانستان وسوريا وصراع أمريكا وروسيا وبريكست.. وألمانيا تطالب بتعاون عسكري أوروبي أقوى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

  • انطلاق فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن بحضور واسع
  • الرئيس السيسي أول رئيس غير أوروبي يشارك في القمة
  • 5 ملفات ومحاور ساخنة يناقشها المؤتمر الأمني.. داعش وأفغانستان على رأسها
  • مسئولون ألمان يحذرون من الصراع الروسي الأمريكي بعد انهيار معاهدة الصواريخ

تبدأ اليوم، الخميس، أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ55 التي تستمر فى الفترة من 15 وحتى 17 من فبراير الجارى، بحضور دولي رفيع، لمناقشة العديد من القضايا الأمنية الدولية والإقليمية، ومن بينها الملفات الشائكة في المنطقة العربية والإقليمية.

ويشارك في هذه الدورة 600 من الشخصيات البارزة المعنية بالسياسة الأمنية، من بينهم نحو 30 رئيس حكومة ودولة ونحو 80 وزير خارجية ودفاع، فضلًا عن عددٍ بارزٍ من الأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني.

وعلى رأس المشاركين الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تلقى دعوة من رئيس المؤتمر، فولفجانج إيشينجر، للمشاركة في أعمال الدورة المقبلة من مؤتمر ميونيخ للأمن، ليكون ذلك مواكبًا لتولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وليكون الرئيس السيسي أول رئيس غير أوروبي يتحدث فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر التى تعقد صباح السبت المقبل بمشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ومن بين الحضور الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس شتولتنبرج، والمدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة "برنامج الغذاء العالمي" ديفيد بيسلى، والمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى كريستين لاجارد، والأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا توماس جريمنجر، ومن بين المتحدثين بجانب المستشارة الألمانية، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.

ومن المعروف أن مدينة ميونيخ تحتضن سنويًا المؤتمر بهدف مناقشة الأزمات والصراعات والسياسة العسكرية والأمنية فى العالم، وذلك منذ تأسيسه للمرة الأولى عام 1963، ليكون إحدى وسائل التقريب بين وجهات نظر كبار القادة فى العالم لتفادى نشوب حروب عالمية جديدة.

ويعتبر المؤتمر منصة عالمية هامة لبحث السياسات الأمنية في العديد من الدول، إذ من المقرر أن تنعقد خلال فعاليته العديد من الاجتماعات الثنائية بين الدول المشاركة فيه، وذلك لتبادل الآراء حول القضايا الأمنية في نحو 40 حلقة نقاش يتحدث فيها حوالي 130 شخصا.

ونقلت مجلة "فوكس" الألمانية عن رئيس المؤتمر، فولفجانج إيشينجر، قوله إن النسخة الحالية للمؤتمر ستكون الأوسع في تاريخه، مؤكدًا أن تصور النظام العالمي القائم على قواعد مشتركة وهيكلية عالمية لم يعد قادرًا بعد على البقاء.

وأشار الدبلوماسي الألماني المخضرم إلى أنه من الواضح أن التنافس بين القوى الكبرى صار أقوى مرة أخرى، معربًا عن أسفه لقيام الولايات المتحدة من الانسحاب من معاهدة نزع الأسلحة النووية متوسطة المدى، واصفًا ذلك بأنه سيكون "مأساة لمنظومة الأمن الأوروبية" وحدثًا خطيرا.

وأوضح إيشينجر أن هناك أيضًا خطر تعثر معاهدات نزع السلاح الأخرى بين الولايات المتحدة وروسيا، لافتًا إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة واسعة من الولايات المتحدة والصين، على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ألغيا مشاركتهما.

ومن أهم الأعمال التي سيناقشها المؤتمر مستقبل السياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، وملفات متعلقة بروسيا وأوكرانيا، والشرق الأوسط، والصين، فضلا عن موضوع المناخ.

كما سيركز المؤتمر على قضية انعدام الأمن وقضية الأمن الإلكتروني وعلاقة التغير المناخي بالصراعات، والأوضاع فى الشرق الأوسط، فضلا عن قلق العالم بشأن التسليح النووي.

ويتضمن جدول أعمال المؤتمر عددًا من الموضوعات أهمها لتأكيد تعاون الاتحاد الأوروبى عبر الأطلسى والتأثير المحتمل لعهد جديد من المنافسة القوى العظمى، وإيجاد الحلول للعديد من المشكلات التى تواجهها دول العالم فى ضوء التنافس بين الدول العظمى، كما ستتم مناقشة مستقبل مراقبة الأسلحة والتعاون فى السياسة الدفاعية فى ميونيخ، وسيتم تسليط الضوء على التفاعل بين السياسات التجارية والأمنية، شأنه فى ذلك شأن تأثير تغير المناخ أو الابتكار التكنولوجى على الأمن الدولي.

من ناحية أخرى، وقبيل انعقاد المؤتمر دعت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين إلى توسيع التعاون العسكري بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، قائلةً في تصريحات نقلتها مجلة "دويتش فيله" الألمانية: "هذه مصلحة متبادلة"، لافتةً إلى أن افتتاحها لمؤتمر ميونيخ مع نظيرها البريطاني جافين ويليامسون إشارة في هذا الاتجاه.

وحذرت الوزيرة الألمانية من تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلة: "خروج بريطانيا من الاتحاد والموقف المتباعد من جانب الرئيس الأمريكي أسرعا تأسيسنا لاتحاد دفاعي أوروبي، هذا يقوي أيضا الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي"، مشددةً في الوقت نفسه على أهمية عدم التراخي في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدةً أن المجموعة الرئيسية للمؤتمر ستبحث سبل مكافحة التنظيم بين دول التحالف الدولي في سوريا بقيادة الولايات المتحدة.

وقالت دير لاين: "سنبحث على نحو مكثف كيفية درء ومكافحة الانتشار المتسلل والمتجاوز للحدود الإقليمية لتنظيم داعش عبر شبكات سرية".

وعن تحقيق استقرار للأوضاع عقب انتهاء العمليات القتالية في سوريا، نقلت صحيفة "فيلت" الألمانية عن دير لاين قولها: "من الممكن أن تلعب أوروبا دورًا مهما للغاية"، مشيرة إلى أن إعادة إعمار سوريا ستستغرق أعواما وستتكلف مليارات اليورو، موضحة أنه لن يكون بمقدور روسيا أو النظام السوري تحقيق ذلك بمفردهما".

وقالت: "لذلك يتعين علينا نحن الأوروبيين أن نوضح أننا سنقدم مساعدات إنسانية، لكن إعادة إعمار سوريا ستكون مرهونة بشرط أن تكون العملية السياسية تحت عباءة الأمم المتحدة سارية على نحو يضمن عودة الأفراد الذين فروا دون تعرضهم للخطر"، مؤكدة أيضا ضرورة ضمان حقوق الأقليات، مثل الأكراد".

ومن ناحية أخرى، حذرت فون دير لاين الولايات المتحدة من عواقب انسحاب متعجل من أفغانستان، وقالت: "الأمريكيون يعلمون أننا نرى أنه ليس من السليم التخلي عن أفغانستان حاليًا. عملية السحب الذكي للقوات يتعين أن تكون مرهونة دائما بخطوات تقدم مستدامة في عملية السلام"،

في الوقت نفسه، حذر نوربرت روتجن، رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الألماني، في حوارٍ مع وكالة الأنباء الألمانية قبيل مؤتمر ميونيخ الأمني، من أن "أي تكهن بشأن الإنهاء المبكر للمشاركة العسكرية الألمانية في أفغانستان، أو أي خفض لهذه المشاركة سيسحب البساط من تحت أي مفاوضات مع طالبان"، مستطردًا: "عندها لن تحتاج طالبان سوى إلى الانتظار قليلا إلى أن تستطيع استعادة البلاد مرة أخرى، وأرى أن رغبة ألمانيا في أن تنشط أكثر فيما يتعلق بمساعي السلام والعملية السياسية في أفغانستان، أمر يستحق الدعم".

واعتبر أن استعداد ألمانيا كبلد معروف بجهوده من أجل أفغانستان لاستضافة مؤتمر خاص بأفغانستان شيء إيجابي وصحيح "إذا توفرت المعطيات".

في السياق ذاته، أعلن أمين "الناتو" أنه يعتزم الاجتماع مع وزير خارجية روسيا ،سيرجي لافروف، في ألمانيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لمناقشة معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث قال قبل اجتماع في بروكسل لوزراء دفاع حلف الأطلسي: "أعتقد أنه من المهم أن يكون هناك حوار مع روسيا، خاصة عندما نواجه الكثير من القضايا الصعبة التي نواجهها اليوم بسبب تزايد التوترات مع انتهاك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى".

وأضاف: "إن تركيزنا الأساسي الآن هو الحفاظ على المعاهدة، وهناك فرصة سانحة لروسيا للعودة إلى الالتزام، لأن عملية الانسحاب لن تنتهي حتى أغسطس وإننا نواصل حث روسيا على العودة إلى الالتزام بالمعاهدة"، مشيرًا إلى أن "الناتو"، "يخطط للمستقبل دون معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ومع المزيد من الصواريخ الروسية".