الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام بدر يكتب.. بين عيد الحب وعيد المودة

صدى البلد

قال الرحمن:{ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ، وفي الكتاب المقدس: "يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ".

الفالنتين عبارة عن أسطورة تحكي عن أحد القساوسة كان يُدعى فالنتين، كان قد حُكم عليه بالإعدام عام 269 بروما ، بسبب قيامه بإتمام مراسم الزواج للشباب في الخفاء، وهم في فترة التجنيد، وكان أمرا ممنوعا من قبل السلطات آنذاك، ويُذكر أنه كان يحب فتاة، وقبيل إعدامه قام بكتابة أول "بطاقة عيد حب" وقعها قائلًا: "من المخلص لك فالنتين".

في مقابل هذه الأسطورة لدينا في ديننا ما هو أعظم من ذلك ألا وهو عيد المودة ، التي تعني المحبة الخالصة، من الوُد، كما في قوله تععلى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "؛ والوُد: هو خالصُ الحُب . يتولد عن المودة عنه مشاعر السكن وأحاسيس الرحمة، وهي ورحمة لا مقطوعة ولا ممنوعة، منحة الرحمن.

يقول الشيخ الشعراوي : "لو تأملنا عن الربط بين لسكن والمودّة والرحمة ) لوجدنا السكن بين الزوجين ، حيث يرتاح كُلٌّ منهما إلى الآخر ، ويطمئن له ويسعد به ، ويجد لديه حاجته .. فإذا ما اهتزّتْ هذه الدرجة ونفرَ أحدهما من الآخر جاء دور المودّة والمحبّة التي تُمسِك بزمام الحياة الزوجية وتوفر لكليهما قَدْرًا كافيًا من القبول .. فإذا ما ضعف أحدهما عن القيام بواجبه نحو الآخر جاء دور الرحمة ، فيرحم كل منهما صاحبه .. يرحم ضَعْفه .. يرحم مرضه .. وبذلك تستمر الحياة الزوجية ، ولا تكون عُرْضة للعواصف في رحلة الحياة".

ما الذي حدث في مجتمعنا المعاصر؟ إحصائيات الطلاق في مصر تشير إلى وقوع حالة كل 6 دقائق؛ أتعرف عزيزي القاريء السبب ، دعك من الأزمات الاقتصادية واختلاف شخصية الزوج عن الزوجة والعكس ، بل الأمر يكمن في غياب المودة بينهما بسبب عدم الرضا بالمقسوم ، . وغالبا تكون المرأة الزوجة هي السبب في هذا التحول عن هذا الأمر، حيث أصبحت سلعة تباع وتشترى، فأصبح السكن (شقة ، ياليت ثلاثة غرف)، والمودة (اللبس على الموضة) ، الرحمة (خروجات وفسح بعيدا عن الزحمة)؛ ولا أبرأ الرجل، الذي ابتعد عن مفهوم الرجولة إلى معنى الذكورة؛ فهو يبحث عن جثة (عفوا جسد)، وحظه يكون عثر ؛ إذا ما وقع على امرأة تطيح به إلى أسفل سافلين من الخزي والعار ونسيانه لفلسفة مفهوم المودة القرآني؛ وحينها إن لم يقع الطلاق الحسي وقع الطلاق المعنوي؛ فكم من الأسر يكون فيها الشريكان تحت سقف واحد، لكنهما منفصلان لا يعبشان تحت سقف المودة!.