الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قنابل دخان الزي الموحد.. وهاشتاج المكافأة على 2019


[لا] أستبعد أن أستيقظ من نومي فأجد نفسي المتهم الأول بملاحقة وزير التربية والتعليم د. طارق شوقي في كل قراراته [ما] يستوجب تقديمي للمحاكمة بتهمة التتبع دون إذن أو تصريح رسمي، حقاً لا أتصيد نقطة الخلاف بل أسعى لتحويلها إلى إتفاق، ولست ممن يهاجمون "شوقي" كالبسملة التي تسبق الكلام المكتوب وكالوضوء الملزم قبل كل صلاة، بل لي من الثناء عليه أحيانًا.

فقنابل دخان كثيفة صاحبت مبادرة محافظة جنوب الوادي بشأن الزي الموحد للمعلمين، أدت إلى إسالة بوستات وهاشتاج #لا للزي الموحد # علي وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم إيماني بالنوايا الحسنة للمبادرة ، غير أن النية الحسنة وحدها ربما لا تكفى لضمان نجاح الفكرة ما لم تقم على توازن بين الأولويات وتحليل التكاليف والمنافع وتبرير المزايا، خاصة أن الزي يمثل نفقة مضافة علي المعلم إذا كان القرار بتحملُه التكاليف، وعلي الدولة إذا كان ستوزع بالمجان- وكلاهما- يرفعان شعار "ممعناش".

إن مسألة "الزي الموحد" كالسلاطات خارج الطبق الرئيسي للمعلم والتعليم، كما الحال في طلاء واجهات المدارس، وجلوس ناظر المدرسة علي كرسي دوار مبطن بالأسفنج المقوي، وتركيب حنفيات إيطالي بخلاطات سخن وبارد بديلاً عن الصيني، وطباعة الكتب بورق كوشيه فاخر، وتركيب زجاج سوكريت مرصع بالألوميتال علي الشبابيك، وعمل حمامات أفرنجي وإزالة البلدي منها، ما هي إلا صور غير صالحة للبلع في ظل تحجر مكافأة وأساسي المعلم علي 2014 ، وتطبيق الخصم والضرائب علي 2019، وتصريحات الوزارة بأن الموازنة تعجز عن تحقيق ذلك الآن.

لديّ قناعة أن الوزير يحاول أن يقطف ثمرة ويزرع بذرة لصالح المنظومة التعليمية حتي وإن خانه في بعض الأوقات فقه الأولويات، ويقع في مصيدة تصريحات نائبه محمد عمر التي تستفز المعلمين، والذي صرح "بأن الوزارة حاليًا تقوم بإعداد كتاب دورى يضع الزي الموحد للمعلمين ضمن الإجراءات التنظيمية لتغيير صورة المجتمع ووضع المعلم فى المكانة الرفيعة الذى يستحقها"

بما يعني أن الزي الموحد توجه عام داخل الوزارة، وهو ما يتعارض مع تصريحات الوزير بأنها مبادرة من محافظ الوادي الجديد، وليس مشروع الوزارة .

بصراحة لا أعيب علي المعلمين تهكمهم وسخريتهم من الزي الموحد، فوضع المعلم في المكانة الرفيعة التي يستحقها وتغيير صورة المجتمع –كما صرح نائب الوزير- تكون براتب محترم أو علي أقل تقدير السعي أن يكون أساسي ومكافأة المعلم علي أساسي 2019 كما الخصم والضرائب تماما ، وصدقوني "ساعتها المعلم هيجي ببدلة وعلي سنجة عشرة ومن حسابه ولن ينتظر الزي الموحد المجاني".

يا عزيزي للتعليم [قضيبان] لن يسير عليهما قطار التطوير المأمول إلا ب [مناهج] متقدمة تواكب التكنولوجيا.. وتصنع عقولا راقية متعلمة تفرض نظريات لا تحفظ نصوص، و[معلم] متفتح مطلع علي الحديث في تخصصه، يهتم بالثقافة والتثقيف والتنوير،لا يهتم بالدروس الخصوصية والتنظير والتنظر، ولديه أمان اقتصادي قادر علي العيشة والعيش في مجتمع أصبح فيه الجنيه يساوي الكثير.. وأبسط حقوقه أن تكون المكافأة والأساسي علي 2019 .

لنطرح السؤال الأهم أيهما أولي في فقه الأولويات زي موحد تري فيه المعلمين كقطع البسكويت لونا واحدا متراصة جنبا إلي جنب، أم تحسين أحوالهم ماليا لضمان عيشة كريمة؟

والإجابة إن تحديد الأولويات يحتاج إلى ميزان الذهب لوضع الجرعة الدقيقة لانتشال التعليم والمعلمين من الانتحار الجماعي !.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط