الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد نبيوة يكتب: الأزهر قلب إفريقيا النابض

صدى البلد

تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، والدور الكبير التي تبذله الدولة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، على كافة الأصعدة ، تولي مؤسسات الدولة المختلفة وفي مقدمتها الأزهر الشريف كأهم قوى ناعمة في مصر ، أهمية بالغة بدول القارة السمراء.

ونحاول إلقاء الضوء على جزء بسيط من المجهود الكبير الذي يبذله الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث يلعب حاليا دورا بارزا في قلب القارة الافريقية كأحد القوى الناعمة المهمة للدولة المصرية، دون تفرقة على أساس الهوية العربية أو الدينية، في مختلف القطاعات.

ويعد الأزهر الشريف من ابرز مؤسسات الدولة التي لم تتخلف يوما عن دورها الإنساني والإغاثي والدعوي تجاه أبناء القارة، رغم فترة غياب طويلة للدولة المصرية، لأسباب ليس هناك مجالا لسردها الآن، فقد قدم الأزهر وعلمائه الأجلاء كافة أنواع الدعم المباشر وغير المباشر، في مختلف القطاعات وخاصة التعليمية والدعوية والإنسانية، ومن بينها ما تقوم به المؤسسات التعليمية في الأزهر متمثلة في "المعاهد الأزهرية – جامعة الأزهر"، التي تحتضن أكثر من 40 ألف طالب وطالبة وافدة من أكثر من 105 دول حسب الإحصائيات الأخيرة التي أعلنها الأزهر في 2018، من بينهم أكثر من 10 آلاف وافد من دول إفريقيا بمنح تعليمية كاملة على نفقت الأزهر وبغيرها.

ولعل المهتم بشئون الأزهر فقط، من غير الناقمين أو المنتقدين لأجل الانتقاد للمؤسسة الدينية الكبرى والمهمة في مصر، يعلم تمام العلم أن الأزهر له تاريخ طويل داخل القارة حيث أنه يقوم بايفاد عدد كبير من الوعاظ بلغ عددهم 562 مبعوثا بأكثر من 30 دولة إفريقية، يتم اختيارهم بعد اجراءات حاسمة تخضع لعدد من المعايير والأسس، تضمن سلامة هذا الواعظ من أي أفكار مغلوطة، كما أنه يضع في الحسبان قدرته على تصحيح المفاهيم المشوهة عن الإسلام وإمكاناته في نشر سماحة الإسلام الحنيف على المنهج الوسطي المعتدل الذي يتمتع به أبناء الأزهر الشريف.

وهناك تواجد مكثف للأزهر الشريف عن طريق معاهده، حيث يوجد أكثر من 23 معهدا خارجيا منها 16 معهدا بحسب تصريحات شيخ الأزهر لوفد الاعلاميين الافارقة الذين التقى بهم مؤخرا بمشيخة الأزهر بحضور رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وذلك لتعليم أبنائهم غير القادرين للمجيء إلى القاهرة للتعلم في رحاب الأزهر الشريف.

وفي سابقة جديدة للأزهر الشريف، قرّر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تشكيلَ لجنةٍ مختصّةٍ بالشئون الإفريقية داخل الأزهر، وذلك استكمالًا لدَور مصرَ والأزهرِ في دعم شعوب القارّة الإفريقية، على المستويات كافّة، حيث تختصّ اللجنةُ، بالعمل على وضْع البرامجِ والخُطط والأنشطة، التي من شأنها تدعيمُ أبناء دول وشعوب القارّة الإفريقية؛ من خلال بحْث زيادة عدد المِنَح المُقَدَّمة للطلاب الدارسين في الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرّسين في دول إفريقيا، وتكثيف البرامجِ التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازي مع القوافلِ الدعوية التي يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تَبُثّها الجماعات المتشددة، ونشْر الفِكر الوسطيّ، فضلًا عن تَيسير القَوافلِ الإغاثية والطبية للدول الإفريقية الأشدّ احتياجًا، والتي بها عجزٌ في الطَّواقمِ الطبية لرفْع المُعاناة عنهم، والعمل على ترتيب عِدّة زياراتٍ خارجية لشيخ الأزهر إلى غرْب إفريقيا.

ومما يؤكد على عمق العلاقات بين الأزهر والقارة، تعدد الأروقة الأفرقية بالجامع الأزهر، ومن أهمها أروقة "السنارية، والدارفورية، والبربر، والمغاربة، والجبرتية، والدكارنة، والفلاتة، والبرنية"، حيث كان العامل التاريخي الأول الذي اعتمد عليه الأزهر، إرسال المبعوثين إلى البلدان الأفريقية لنشر الإسلام واللغة العربية، مما طبع كثيرا من بلاد القارة بالصبغة الإسلامية، وانتشر الإسلام فى شمال وغرب وشرق وجنوب القارة السمراء، والسودان والصومال.

كما كان لهؤلاء المبعوثين الأزهريين، مساهمات واسعة في إصلاح أفريقيا وتسلحها بالعلم والدين، كما ساهم العلماء الأزهريين كثيرا في حركات الإصلاح التي جرت في القارة السمراء، خلال القرن التاسع عشر، حيث كان زعماؤها من المتصلين بالأزهر والمتأثرين بتعاليمه مثل حركة المهدية في السودان، وحركة السنوسية في ليبيا، وحركة عثمان بن فودي في غرب أفريقيا.

وما لا يعلمه الجميع ، أن الأزهر الشريف أحد أهم مؤسسات الدولة المصرية ، التي حققت نجاحا واسعا في التواصل مع أفريقيا، عن طريق تسيير القوافل إلى القارة السمراء، والتي بدأها بقوافل دعوية في السنوات الماضية، أهمها قافلتي السلام الأولى والثانية لأفريقيا الوسطى، لارساء السلام المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد وعقد مصالحة شاملة، كما تم ارسال عدة قوافل اغاثية ودعوية ابرزها كلا من: " نيجيريا وبوركينا فاسو والصومال وجنوب السودان وأخرها تشاد"، والتي حققت نجاحا كبير وحظيت باشادات واسعة على المستوي الرسمي والشعبي داخل هذه البلاد.

وسجل التاريخ أرقاما وتواريخا مهمة، وثقت دور الأزهر في القارة السمراء، حيث قام شيخ الأزهر بزيارة وإرسال قوافل دعوية وإغاثية وطبية لأكثر من 8 دول افريقيا، سنحت الظروف الداخلية لهذه الدول بزيارتها ، بخلاف التواجد المكثف بكل دول القارة، ففي 18 ديسمبر 2014 زارت كاترين سامبا بانزا، رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، مشيخة الأزهر، وفي 16 مايو 2016 زار شيخ الأزهر نيجيريا، وفي 10 سبتمبر 2017، التقى الشيخ الطيب بالرئيس محمد يوسفو رئيس النيجر، على هامش مشاركته بمؤتمر السلام العالمي المنعقد في مدينة مونستر بألمانيا.

وفي 20 مارس 2018، زار مروريتانيا، وفي 2 يونيو 2015، أرسل شيخ الأزهر الشريف، وفدا أزهريا دعويا بالاضافة للقافلة إغاثية وطبية إلى أفريقيا الوسطى، وفي 29 مايو 2016 أرسل الأزهر الشريف قافلة اغاثية لدولة نيجيريا، وفي 11 فبراير 2018 أرسل الأزهر قافلة طبية إلى بوركينا فاسو، لإجراء الكشف الطبى والقوميسيونات الطبية للشعب البوركينى، ومؤخرا أرسل الأزهر في 16 ابريل 2018، قافلة طبية إلى دولة تشاد، هي الثالثة من نوعها التي يرسلها لاغاثة الشعب التشادي، وغير هذه الأرقام والتواريخ ربما نتناولها في مقال قادم إن قدر الله لنا البقاء واللقاء.