الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كابوس صخرة المقطم .. كيف أنقذت الدولة 11 ألف أسرة من الموت

صدى البلد

كابوس صخرة المقطم، ذلك الوحش الضخم الذي ظل يرعب الآلاف من أهالي الرزاز والدويقة بمنشأة ناصر على مدار عقود ، ظل الأهالي ينامون والخوف يملأ وجدانهم على أسرتهم، ينتظرون الموت من أعلاهم في أي لحظة، وهو ما حدث في كارثة 2008.


الحي الفقير ظل بمنأى بعيدا عن اهتمام الدولة حتى قبل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، فقد كانت الدولة لا تتحرك إلا بوقوع كارثة، حادثة سبتمبر 2008 لم تكُن حادثة الانهيار الأولى من نوعها فى سلسلة الانهيارات التى شهدتها منطقة الدويقة منذ سبعينيات القرن الماضى، إذ شهدت المنطقة كوارث تاريخية فى أعوام 1975، و1989، و1993، وتُعد الأخيرة الأكثر فداحة.

الكارثة الكبرى
الأحـد 5 رمضـان 1429 هـ - 6 سبتمبر 2008 ، يوم لن تنساه ذاكرة المصريين لارتباطه بأبشع حوادث صخرة المقطم ، حيث استيقظ سكان منطقة الدويقة الشعبية على كارثة مروعة بعد أن سقطت ثماني كتل صخرية فوق 50 منزلا في التاسعة صباحا، كان أغلب سكانها مازالوا نياما ، ليلقى أكثر من 119 شخصا مصرعهم، وأصيب أكثر من 55 آخرين.


500 طن
من ارتفاع 40 مترا، تبلغ مساحة الكتلة الواحدة 15 مترا طولا و9 أمتار عرضا ويبلغ وزن الكتلة الواحدة من 100 إلى 500 طن سقطت لتدهس العشرات من الأبرياء الصائمين وهم نيام في أكثر من 50 منزلا بالمنطقة إلا أن تحرك الدولة انحصر في تسكين المصابين في الحادث في مساكن بديلة ، وطويت صفحة الحادث دون الأخذ في الاعتبار دراسة المناطق الأكثر عرضة للانهيار بالصخرة أو نقل اهالي المنطقة تحسبا لتكرار الكارثة.

يناير 2015
وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة تعددت انهيارات أجزاء من الصخرة، في تلك المنطقة منذ مأساة عام 2008، ففي فجر السبت 3 يناير 2015 سقطت صخرة قدر حجمها بـ2 طن، وأنقذت العناية الإلهية والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها محافظة القاهرة بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، 70 أسرة من سكان المنطقة، بعد نقلهم من المنطقة قبيل أيام من الحادث.


وذكرت التقارير العلمية الجيولوجية آنذاك تعرض المنطقة للانهيار، حيث نقلت 70 أسرة وجرى تسكينهم في وحدات سكنية آمنة بمدينتى بدر و6 أكتوبر، بواسطة أتوبيسات هيئة النقل العام وسيارات نقل تابعة لهيئة النظافة، ثم سقطت الصخرة.


وتوالت أعمال نقل سكان المناطق الأكثر خطورة حفاظا على حياة المواطنين ، فمع الانتهاء من تشييد حي الأسمرات لتسكين أسر العشوائيات والمناطق الأكثر خطورة ، بدأت أجهزة حي منشاة ناصر بسرعة حصر وإخلاء المناطق المتوقع ان تسقط فيها أجزاء من الصخرة حفاظا على أرواحهم.



يناير 2019
مسلسل الانهيارات للصخرة لم يكتب نهايته بعد تلك الواقعتين ، فانهارت صخرة يوم الثلاثاء، 29 يناير بمنطقة محجر فوزي عليوة، دون وقوع ضحايا، بعد أن سقطت في منطقة تم إخلائها من قبل ونقل الأسر للأسمرات.


كإجراء احترازي أعلنت محافظة القاهرة حينها عن إخلاء 14 عقارا بالمنطقة ، حيث تم إخلاء 82 أسرة بالمناطق المحيطة بموقع سقوط الصخرة الأخيرة تحسبا لأي انهيارات اخرى بالمنطقة.



فبراير 2019
كان أمس الأحد 23 فبراير أخر مشهد بمسلسل انهيار الصخرة ، بعد سقوط قطعة مساحتها 15 مترا في 15 مترا بشارع أحمد عبدالحافظ أعلي خور منطقة فوزي عليوة فى منطقة غير مأهولة بالسكان.


سقوط الصخرة لم يسفر عن أى خسائر سواء فى الأرواح أو الممتلكات نظرًا لبعدها عن المنطقة المأهولة بالسكان، نظرا لأن الجهود التى بذلتها الدولة خلال الفترة الماضية لنقل المواطنين احترازيًا من هذه المنطقة أنقذت كثيرا من الأرواح، حيث قامت أجهزة المحافظة بنقل 82 أسرة كانت تقطن بالقرب من هذه المنطقة إلى مساكن آمنة بمشروع الأسمرات الحضارى.

تحرك قبل الكارثة
اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة الحالي ، أكد أن تحرك الدولة السريع فى الفترة السابقة وإنشاء آلاف الوحدات السكنية فى مناطق مختلفة ونقل المواطنين القاطنين بالمناطق العشوائية غير الآمنة والمهددة للحياة إليها، أنقذ كثيرا من الأرواح، وساهم فى تحقيق جودة الحياة لآلاف الأسر.


وأشار المحافظ إلى أن نتائج ذلك التحرك السريع حمانا الآن من كارثة محققة عقب حدوث شروخ جبلية بمنطقة الرزاز بحى منشأة ناصر مجاورة لعقارات كان يقطن بها عدد من الأسر.


وأضاف عبد العال أن ما يحدث الآن هو من أجل ألا تتكرر الحوادث الكارثية التي وقعت منذ سنوات ماضية، حيث إن الدولة تعلي حقوق المواطنين فى السكن الآمن، وتسعى جاهدة لتحقيق تطلعاتهم في الحياة الكريمة.


إنقاذ 11 ألف أسرة
اللواء محمد عبد الجليل رئيس حي الساحل ، أكد أنه تم نقل وإخلاء نحو 11 ألف أسرة من المناطق ذات الخطورة الجيولوجية بمنشأة ناصر، وتسكينهم في حي الأسمرات على عدة مراحل ، وذلك بالتعاون مع اللجنة الجيولوجية التي حددت أكثر المناطق خطورة.

أسباب الانهيار
السبب الأساسى للانهيارات الصخرية المتتالية بالمنطقة حسمته دراسة أجرتها هيئة الاستشعار عن بعد والاستطلاعات الجيولوجية ، والذي يتمثل فى تراكم مخرجات الصرف الصحى والكيماويات الناتجة عن تحلل النفايات الموجودة فيه، والتى تترسب على هضبة المقطم، ما أدى لتمدد الطفلة أو المحتوى الطينى بالجبل والضغط على طبقات الحجر الجيرى، مؤثرًا فى نهاية المطاف على تماسك الصخور.