الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا المقدم تكتب: زواج الأطفال‎

صدى البلد

برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة زواج القاصرات التى يجب أن نسميها زواج الأطفال أو اغتصاب الأطفال من رجال يكبرونهن سنا أو حتى فى اعمارهن .. وبالرغم من وجود هذه الظاهرة سعى البعض لوضعها فـي نطـاق ضـيق باعتبارها حـالات شـاذة لا تصـل لان تعتبـر ظـاهرة وظاهرة خطيرة جدا.

إلا أن تزايد القصص التي نسمعها بين الفينة والأخرى جعلت هذه الظاهرة الشغل الشـاغل لقضـاة وطلبة علم وناشطين حقوقيين وباحثين اجتماعيين ، إذ أنها تمثل انتهاكا صارخا للطفولة المغتصبة على يد مجموعة من الجهلة والتــذرع بحجــة الــدين لتحقيــق مصــالح شخصــية يراهــا مختصــون شــذوذا أن يلتفــت الشــيخ السبعيني مثلا لطفلة لم تتجاوز الثاني عشرة سنة ، بينمـا يسـعى حقـوقيين لتجـريم زواج القاصـرات زواج الاطفال أو زواج القصر هو زواج رسمي أو غير رسمي للأطفال دون سن البلوغ 18 عام. لوحظ أن الغالبية العظمى من المتضررين من الممارسات هم من الفتيات، ومعظمهم في أوضاع اجتماعية واقتصادية متدنية.

في حالات كثيرة، يكون أحد الزوجين طفل، وعادة ما تكون الأنثى ويرجع ذلك إلى أهمية العذرية المفروضة على الإناث.

المحرك الرئيسي لزواج الأطفال يكمُن في الفقر وثمن العروس، والمهر، والتقاليد الثقافية والقوانين التي تسمح بزواج الأطفال، والضغوط الدينية والاجتماعية ، والخوف من العنوسة، والأمية، وعدم تقبل عمل المرأة من أجل المال.

زواج الأطفال كان شائعًا على مر التاريخ البشري. وحتى اليوم لا تزال منتشرة على نطاق واسع إلى حد ما في بعض المناطق النامية من العالم، مثل أجزاء من أفريقيا، وجنوب آسيا، وجنوب شرق وشرق آسيا، غرب آسيا، وأمريكا اللاتينية.

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى انتشار هذه الظاهرة منها الفقر والجهل وغيرها لكن الأسباب الأكثر شيوعًا والتي يصعب كثيرًا تبديلها هي العادات والتقاليد التي يمنع التخلي عنها أو معارضتها. 

١٤ مليون فتاة قاصر يتم تزويجها سنويًا حول العالم وبحسب هيئة الأمم المتحدة تتصدر الهند عدد حالات زواج القاصرات، بما يقدر بعشرة آلاف حالة. كما تنتشر حالات زواج القاصرات بشكل كبير في بعض البلدان الإفريقية، حيث تصل النسبة إلى 58% في دول النيجر وتشاد وإثيوبيا وغينيا.

أما في عالمنا العربي فإن فتاة من أصل سبع تتزوج قبل بلوغها الثامنة عشرة من عمرها.
معدلات الإصابة جراء زواج الأطفال فى ارتفاع أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعًا للفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 19 في البلدان النامية هو الحمل والولادة

فى مصر تعد ظاهرة الزواج المبكر من أكبر آفات هذا المجتمع الذى تقع فريسته الفتاة من سن ال ٩ سنوات وحتى ال15
تشير معظم الدراسات إلى ان جذور الظاهرة تعود للموروثات الثقافية المغلوطة والممارسات الإجتماعية الخاطئة التى تدفع ثمنها بكل أسف الفتيات الصغيرات اللائى شاءت أقدارهن ان تغتال براءتهن فى سن مبكرة تحت وطأة الفقر والجهل والعناد. 

زواج الفتيات الصغيرات من رجال كبار السن فى أعمار أجدادهم سعيًا وراء حفنة من الدراهم أو الدنانير او الجنيهات يلقيها التاجر ... "عفوًا الزوج المسن" فى حجر والد الضحية والذى يغريه بريق الذهب ويطربه رنين صوتها ... ولكن سرعان ما تعود الضحية تجر أذيال الخيبة والحسرة ولكن ... بعد فوات الأوان حينما تحمل على يديها أو بين أحشائها جنينا يتيم فى ظل حياة والده وذلك عندما تفاجأ تلك "الطفلة" أو الزوجة القاصر بأنها كانت مجرد خادمة أو ممرضة أو مجرد شهوة عابرة أو متعة مؤقتة وزائلة لهذا التاجر 

أو فى الريف والصعيد الذى يعتبر زواج الطفلة ستر بسبقه العار من خلفة البنات فنقوم بعقد قرانها قبل الفضيحة 
إلا أن الفضيحة الأكبر هى تدمير بناتنا نفسيا وصحيا يترتب عليها مجتمع مريض بالكامل 
هذه الآفة لا تضر الفتاة فقط بل الوطن بأكمله يترتب على زواج القاصر حرمان الدول التي تعاني هذه الظاهرة من إمكانية تحقيق أرباح بمليارات الدولارات. إذ كشف التقرير الذى قدمه البنك الدولى فى عام ٢٠١٨ أن سنوات التعليم الأقل التي تقضيها القاصرات اللواتي يتم تزويجهن مبكرا تكلف اثنتي عشرة دولة نحو 63 مليار دولار، وأن 18 دولة من الدول العشرين الأكثر تأثرا باالظاهرة تقع في أفريقيا.ومن ضمنهم مصر طبعا ناهيك عن ارتفاع عدد السكان بشكل جاهل وبدون وعى وارتفاع نسب الامية وتدهور الحالة الصحية وهذا كله عبء لا يحتمل على عاتق الدولة 
وبحسب تقرير جهاز التعبئة والإحصاء بيان بأخطر النتائج لهذا العام أعلن عن 118 ألف حالة زواج قاصرات على مستوى الجمهورية و%40 نسبة الزواج المبكر فى محافظات الصعيد.
القاهرة هى أكثر نسبة للمتزوجات أقل من 20 سنة و200 ألف عقد غير موثق للقاصرات فى المحافظات.
محاكم الأسرة ترصد 200 قضية لزواج القاصرات سنويًا.معدل وفيات الأطفال بالنسبة للفتيات القاصرات 29 لكل ألف مولود.
هناك ما يقرب من 4 آلاف شخص ينتحلون صفة مأذون

بهذه الأرقام اعتقد حان الوقت للوقوف بمنتهى الحزم أمام هذا العمل الإجرامي فى حق اطفالنا ومجتمعنا والقيام بالتوعية اللازمة ضد هذه الآفة .