ألسن عين شمس.. أنشأها رفاعة الطهطاوي باسم مدرسة المترجمين منذ 184 سنة وانتقلت ما بين 11 منطقة.. نوستالجيا

184 عاما هي عمر كلية الألسن جامعة عين شمس، وربما يندهش البعض من تأسيس كلية الألسن قبل إنشاء الجامعة نفسها بـ 115 عاما، حيث أنشئت كلية الألسن تحت اسم مدرسة المترجمين في بادئ الأمر، ثم تغير الاسم إلى مدرسة الألسن.
أنشأ مدرسة الألسن الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي في سنة (1351هـ-1835م)، لتكوين جيل من المثقفين ويكونون صلة بين الثقافة العربية والغربية ضالعين في الآداب العربية وفي آداب اللغات الأجنبية، قادرين علي تعريب الكتب الأجنبية، وعلي النهوض بالإدارة الحكومية فيما يعهد به إليهم من المناصب.
استهدفت مدرسة الألسن تخريج مترجمين لخدمة المصالح والمدارس الحكومية، وتكوين قلم للترجمة من خريجيها، ولما وضعت قوانين التعليم سنة 1836-1837م، أصبح الغرض منها تخريج المترجمين، وإمداد المدارس الخاصة بتلاميذ يعرفون اللغة الفرنسية.
تخرجت أول دفعة في مدرسة الألسن سنة 1839م، وتعرضت مدرسة الألسن خلال تاريخها الطويل الذي جاوز قرنا ونصفا من الزمان للإغلاق في بعض الفترات، ولكنها بقيت خالدة الأثر بما ربت من أجيال كان كل منها يجدد في الذهن ذكراها، ويؤصل تاريخها.
أعيدت مدرسة الألسن سنة 1951، وكانت الدراسة بها مسائية، لتتيح لطلاب الجامعات فرصة إتقان اللغات الأجنبية، وأحاطت الثورة مدرسة الألسن بعنايتها لما لمسته من أهمية دراسة اللغات، فصدر في 1957 قرار بإنشاء "مدرسة الألسن العليا"، وأصبحت بمقتضاه في مصاف المعاهد العليا وتمنح خريجيها درجة الليسانس، وصارت الألسن المدرسة العليا الوحيدة في الشرق الأوسط لدراسة اللغات دراسة تخصصية مع الاهتمام الخاص بالترجمة.
كان موقع مدرسة الألسن عند إنشائها سراى محمد بك الدفتر دار بحى الأزبكية (فى مكان فندق "شبرد" القديم)، ثم نقلت فى أوائل عصر عباس الأول إلى الناصرية، وقد عادت مدرسة الألسن إلى الحياة فى صورة أخرى حين عين رفاعة الطهطاوى ناظرا ثانيا (وكيلا) للمدرسة الحربية "بالحوض المرصود" فى حى السيدة زينب بالقاهرة، ثم رئيسا لها بعد أن انتقلت إلى القلعة، ثم مبنى متواضع بشارع رمسيس مقابل مستشفى الدمرداش شغلته بعدها "مدرسة المعلمات".
وشغلت الكلية "فيلا" قليلة الحجرات بجاردن سيتى، ثم "فيلا" طلعت حرب بشارع هارون بالدقى، ثم مبنى مدرسة المعلمات بشارع مدرسة ولى العهد بجوار مسجد القبة الفداوية بالعباسية، ثم مقر معهد المعلمين الخاص بشارع الأصبغ بحى الزيتون، وفي 20 ديسمبر 1973 صدر القرار الجمهوري رقم 1952 بضم مدرسة الألسن العليا إلي جامعة عين شمس كلية مستقلة ذات رؤية ورسالة وأهداف استراتيجية باسم كلية الألسن، ثم نقلت فى عام 1989 إلى مبنى مستقل بشارع الخليفة المأمون بالعباسية بجوار كلية التجارة.