الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: زكاة العلم .. رسالة أمل

صدى البلد

خيركم من تعلم العلم وعلمه وخير الناس أنفعهم للناس. هكذا رسخ فى يقين هؤلاء النبلاء أصحاب تلك المبادرة.. ومن هنا بدأت الفكرة واستحقت منا جميعًا أن ندعمها ونتحدث عنها.. إنها مبادرة زكاة العلم.

أن يمنحك الله العلم فتصل إلى أعلى درجاته وتنال شهادة الدكتوراه فى مجال تخصصك وتصبح ستاذًا جامعيًا فى أكبر جامعات مصر فهذا هو قمة النجاح ونهاية المطاف للكثيرين منا ولكن حين يمنحك الله مع العقل والعلم قلبًا ووجدانًا يشعر بمعاناة الناس ويفهم احتياجاتهم المُلحه ويدفعك لأن تفكر خارج الصندوق لكى تُبدع أكثر وأكثر وتتخطى هذا النجاح إلى براح فسيح من النجاحات .. إنها قيمة الإنسانية.

هكذا بدأت الفكرة على أرض الأسكندريه وعلى يد أحد اساتذه كلية الهندسه بأحدى الجامعات المرموقه والذى رأى بعين الأنسان قبل الأستاذ أن الكثيرين من الطلاب حديثى التخرج يعانون من صعوبة الحصول على دورات علميه معينه ضروريه وهامه للألتحاق بسوق العمل فى تخصصاتهم العلميه بسبب أرتفاع تكلفة تلك الدورات التى تصل أحيانًا إلى بضعة الاف وهو ما قد يكون صعبًا لبعض الطلبه من فئات أجتماعيه محدودة الأمكانيات والدخل .. كيف لشاب فقير أن يدفع تلك المبالغ الطائله وهو بالكاد قد انهى دراسته الجامعيه وأصبح مطلوبًا منه أن ينفق على نفسه وربما أن يُعيل اسرته كامله . وكيف سيتمكن من العمل إذا كان غير مؤهل بتلك الشهادات والدورات التى تطلبها جميع الشركات عند تعيين افراد جدد .. من هنا كانت المعضله ومن هنا كانت روح وفكرة المبادره .

فكره بسيطه ولكنها فى غاية النبل والرقى .. ان يتبرع كل استاذ جامعى من المشاركين فى المبادره ببعض وقته وساعات يومه لكى يساعد هؤلاء الطلبه ويدرس لهم تلك الدورات الباهظه التكلفه بالمجان كنوع من الزكاه على العلم الذى تعلمه ومنحه الله له .. اساتذه من كليات الهندسه والعلوم والطب والتجاره وغيرها اعجبتهم الفكره فقرروا الأنضمام لها ليزداد العدد وتنتشر المبادره ويجد ابناء مصر من الشباب الصغير من يمد له يد العون دون غرض او مقابل سوى أن يؤهله ويضعه على أول الطريق ليُصبح انسانًا مفيدًا ونافعًا لنفسه ولمجتمعه بل ليتجاوزوا هذا الهدف الى ماهو اسمى بأن يساعدوا بعضًا من الطلاب علي الألتحاق بشركات كبري بعلاقاتهم الطيبه داخل هذه الشركات .

بعيدًا عن تفاصيل المبادره تبقى الفكره شديدة الروعه ليس فقط فى كونها اعلى درجات التكافل بين ابناء الوطن الواحد ولكنها نموذج حياه ومنهج ما اعظم أن نتبعه فى الكثير من دروب دنيانا . أن يساعد بعضنا بعضًا لنتجاوز آثار ايامنا وسنواتنا القاسيه . أن نتجرد من حب الدنيا ومتاعها الزائل قليلًا وندرك قيمة الحياه ومعنى وجودنا على الارض .. ان يظل الانسان مهما علا شأنه وأرتفعت درجاته العلميه او قدراته الماديه انسانًا يشعر بمن هم فى أحتياج للعون والمساعده .. انها الرحمه والبر بين ابناء الوطن من أجل مجتمع متماسك يخلو من الحقد والطائفيه والطبقيه اللعينه التى تورث الكره والبغضاء بين ابناء البلد الواحد .. أن يجد الضعيف من يشد ازره ويجد المحتاج من يغنيه عن السؤال فى عزه وكرامه .

تحية أجلال وتقدير لصاحب هذه الفكره ومؤسس المبادره ألدكتور محمد الأخطابى أبن الأسكندريه الشاب الذى آمن بأن له في الحياه دورًا ورساله فقرر أن يحارب من أجل تحقيقها ودعوه لجميع القوى التنفيذيه وأصحاي الشركات ورجال الأعمال بأن يدعموا تلك الفكره ولجميع منابر الأعلام أن تتحدث عنها فربما يكمن بداخلها حلًا لكثير من ازماتنا الأجتماعيه التى كادت ان تمزق نسيج الوطن المتلاحم .. رفقًا ببسطاء الوطن وعامة الشعب ولنمد لهم يد العون فاليوم لنا وغدًا لا يعلمه إلا الله .. حفظ الله مصر وطنًا مترابطًا وشعبًا متلاحمًا ضد الفتن والمحن وتقلبات الايام .. حفظ الله الوطن