الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء النجمي تكتب: ألبوم الشرنوبي والديك الرومى

صدى البلد

"لم تكن النجومية حِكرا على صوت فقط، أو شكل ومظهر مميز فحسب، وحتى الدعم المالي لم يكُن كافيا لـ صناعة نجم، ثم إن النحومية لم تُصنع من الأساس، بل هي موجودة بذرتها في وجدان البعض، فقط تحتاج لريّها بالذكاء حتى تُجنى ثمارها، هي عبارة عن توليفة وخلطة سحرية رائق مذاقها لكل ذوّاق حقيقي، وليس في حاجة لكي أذكر أمثلة من أكبر النجوم في الوطن العربي لم يكن صوتهم بالقدر الكافي من القوة لأن ذلك واضح جليًا منذ زمن الفن الجميل وحتى الآن".



أصدر منذ أيام الفنان الشاب محمد الشرنوبي أول ألبوم غنائي له تحت عنوان "زي الفصول الأربعة"، والذي يحتوى على عشر أغاني تعاون فيهم مع أسماء كبيرة من الشعراء و الملحنين والموزعين مثل "أمير طعيمة، أيمن بهجت قمر، تامر حسين، جمال الخولي، تامر علي، عادل حقي، إيهاب عبد الواحد، محمد يحيى، تميم، أحمد إبراهيم، نادر حمدي، شريف المكاوي، محمد عاطف، أسامة عبد الهادي، نوراء الباز، يحيى يوسف، علي فتح الله.



ومنذ طرح الألبوم انتشر على مواقع "السوشيال ميديا" آراء داعمة وآراء هادمة و أخرى نقدية، ولكن دعونا نتفق بشكل مبدأي وقبل الخوض في أي تفاصيل، أن ما شاهدناه وأستمعنا إليه عمل ناجح بـ كل المقاييس، فـ قد كانت إختيارات الأغاني موفقة، ولا ننكر أن الشرنوبي أصاب الإختيار في أغاني ألبومه الأول أفضل من اختيارات نجوم كبار في الفترة الأخيرة، ولا يوجد أغنية في الألبوم نستطيع الجزم بـ أنها دون المستوى.



رائحة نصر محروس تُنسّم:

أول ما لاحظته أثناء سماعي لـ الأغاني، أن هناك رائحة تُشبه رائحة نصر محروس القديمة في ذلك العمل، من شكل إنتاج لـ تقديم النجم المُكتشف وهندمته بـ شكل يليق بـ نجوميته المنتظره والمتوقعة وتظبيط الببيونه له وتلك التنفيضة الرقيقة على أكتاف البذلة قبل تقديمه لـ الحضور، مع الأخذ في الحسبان أننا الآن في عصر "السوشيال الميديا"، وفي هذا مجهود ورؤية موفقة لـ شركة "Earth Production".



ألبوم الشرنوبي بـ مثابة الديك الرومي "اللي لم الليلة":

ماذا فعل الشرنوبي في ذلك الألبوم؟.. أخذ من كل لون غنائي خاص بـ مطرب مختلف عن الآخر، وأضاف منه لـ ألبومه، وخاصةً أن الفترة الأخيرة كثير من النجوم الكبار لم يوفقوا في اختيارتهم، كما يوجد منهم من هو بعيد عن الساحة الغنائية منذ فترة، ألبوم الشرنوبي كان بمثابة الديك الرومي، فـ مثل ما متعارف عليه أن الديك الرومي يحتوي كل جزء فيه على مذاق أنواع مختلفة من اللحوم، لـ درجة أنك في إستماعك لـ كل أغنية تُشبّه عليها أو تُذكرك بأغنية ما أو مطرب ما، وبالمناسبة الجيدة أن ذلك لا يُقلل إطلاقًا من نجاح الألبوم ومن الإختيارات الموفقة، بل بالعكس ذلك يزيد من التفاعل مع الأغاني وثباتها في الذهن، كما أنه يؤكد لك على النجومية المتوافرة في العمل كـ كل.



إوجد الشبه بين أغاني الشرنوبي وأغاني النجوم الكبار:

* "بقوي قلبي" و "مفيش داعي" تشبه بشكل كبير أجواء أغاني شيرين عبد الوهاب.

* "زي الفصول الأربعة" يشبه جوها أغنية دنيا سمير غانم "قصة شتا".

* "البنت اللي بتحلم بيها" والتي تشبه كثيرًا أجواء موسيقى دويتو محمد حماقي ودنيا سمير غانم "أول مرة"، وتريو أحمد جمال ومحمد عساف وفرح يوسف "طريق جديد"، وموسيقى ديزني، أو تلك الأوبريت العالمي الذي يتغنى عن السلام.

* "حتة من الخيال" والتي ما بين لون أغاني حسام حبيب ولون العسيلي، هناك جزء في التوزيع يُشبه كثيرًا جزء من توزيع أغنية "يا أصلي" لـ محمد فؤاد.

* "خلّاني بعدت"، والتي عندما تستمع إليها تتذكر بها صوت هيثم شاكر ولؤي ورؤية نصر محروس.

* "عادي وبراحتك"، تشعر في بداية الأغنية أنها لـ تامر عاشور ولكن عندما يستكمل تُدرك أنها لون رامي جمال.

* "نقول مبروك" بداية لحن كلماتها يُذكرني بألحان قديمة لـ ليلى مراد أو ما على شاكلتها مثل أسمهان وغيرها، وعلى الفور تخيلتها على صوت رامي عيّاش.

* "صبح الصباح" على الرغم أنها لاقت انتشار كبير على السوشيال ميديا، وأعجب بها الكثيرون، إلا أن نظرتي لها مختلفة، هناك شئ غير مضبوط، ربما اللحن لم يكن لائق بـ الكلمات أو أن الكلمات لم تُصاغ على أكمل وجه، هناك تريو بعنوان "عظمة على عظمة" غناء كارمن سليمان ودنيا بطمة ويوسف عرفات، من كلمات هاني الصغير، ألحان وتوزيع محمد رحيم، أعتقد عندما نتناول موضوع مميز بـ هذا الشكل وكان قد تم تناوله من قبل على أكمل وجه ولاقى نجاح كبير حيث حقق نسبة مشاهدة قد تصل لأكثر من 40 مليون مشاهدة، فـ علينا أن نُقدمه بشكل أفضل أو نتراجع عن تكرار الفكرة، حتى لا يأتي مستمع مثلي لديه من "الرخامة" مايكفي لـ يٌقارن بين الأعمال المتشابهة.



ما الذي ينقص ألبوم الشرنوبي..ومتى ظهر بوجهه الحقيقي..وكيف أحيا الهوية المصرية في الغناء من جديد:

كل شئ على ما يرام في ذلك الألبوم، ولكن كان ينقصه ابتكار وجنون في موسيقاها وألحانها بشكل جديد ومختلف "مطرقع"، وذلك لا يجعلنا نتغافل عن عبقرية الملحن تامر علي وقدرته على ترويض الكلمات وفقًا لألحانه، لتصبح كأنها قالب واحد متماسك.

*الإختيارات كلها بشكل عام جيدة ولكن سبق وتم "هرسها" من قبل، والدليل أنك تشبه على أغانيه، ولكن لا نستطيع الإغفال عن ظهور الشرنوبي بالشكل الصافي له في أغنية بعينها والذي نستطيع القول فيها، أنها الأغنية الوحيدة التي شعرت بإختلافها وتشبه الشرنوبي كثيرًا ولا تشبه أغاني قد سمعتها من قبل وهي "زي العادة"، ونشكر من خلالها الشاعر جمال الخولي والملحن تامر علي وشكر كبير للموزع تميم الذي تميز بها عن باقي أغاني الألبوم، وهذا لا ينفي نجومية أغنية "خلّاني بعدت" كلمات تامر حسين، وألحان تامر علي وتوزيع شريف مكاوي، حيث مثلما يوجد من هو نجم في التمثيل أو نجم في الغناء وهكذا، توجد أيضًا أغنية نجمة كـ نجومية هذه الأغنية التي لمسنا فيها الهوية المصرية بشكل من الحنين.

*كان ينقص العمل أيضًا التعاون مع عدد كبير من المواهب الشابة الجديدة سواء في الكلمات أو اللحن أوالتوزيع.



عوامل نجاح الشرنوبي في أول ألبوم:

* الصوت، قد لا يملك الصوت القوي والمُبهر ولكنه يملك الحنين في صوته وليس الحنيّة فـ هناك فرق، وهذا لا ينفي أنه يملك قدر من الحنان في صوته، وربما يكون الحنين هذا نابع من تشابه الأغاني مع أغاني قديمة التي تجعلك تحن لـ شئ ما، كان قد ارتبط بتلك الأغنية القديمة في ذهنك.

* الألبوم خالي من الملل ولا يسبب الصداع، سواء في صوت الشرنوبي المريح أو في الأغاني وموسيقاها وكلماتها، وذلك عكس أغلب ألبومات المطربين الكبار في الفترة الأخيرة.

* الدعم المادي، واضح جليًا أن شركة الإنتاج لم تبخل بشئ واستطاعت أن تقدمه بشكل يليق بـ النجومية الوليدة له في الغناء.

*قاعدة جماهيرية، تكونت قاعدة جماهيرية لا بأس بها، وبدون قصد منه كان أغلبها من الفتايات المعجبات بـ هوس به، منذ ظهوره في التمثيل ثم في حلقات متفرقة من برنامج "صاحبة السعادة"، والذي ساهم كثيرًا في انتشار معلومة أنه يملك صوت جيد بجانب موهبة التمثيل.

* الذكاء، ظهر ذلك في اختياره لـ أغانيه وفي الشكل الذي أختار أن يطرح به أول ألبوم له، كما كان ذكاؤه الأكبر في استغلال وربط القاعدة الحماهيرية من المعجبات بـ أنه يمتلك صوت رومانسي بعض الشئ، مُبلورًا ذلك في إصدار ألبوم غنائي له واتجاهه لـ الغناء بشكل عام بجانب التمثيل، وقد كانت النتيجة تحقيق نسب مشاهدة جيدة لأغاني الألبوم على القناة الخاصة بالشركة المنتجة بموقع الفيديوهات الأشهر"يوتيوب".

* الظهر أو السند الفني، لا نستطيع أن ننكر أن كونه من عائلة فنية ذلك سيساعده في الظهور أو قد يمنحه فرصة مبدأية، ولكن لا يمنحه النجاح، لأن النجاح أساسه الموهبة، لا يوجد موهبة إذن لا يوجد نجاح.



متى أخفق الشرنوبي في الألبوم:

على الرغم من أنه ممثل في الأصل ويمتلك الموهبة الحقيقية في التمثيل، إلا أنني أرى أنه أخفق في الآداء التمثيلي بشكل عام في الفيديوهات المصورة الخاصة بكل أغنية بالألبوم، حيث كانت حركات الأيدي مبالغ فيها وخاصةً في كليب "حتة من الخيال"و "صبح الصباح"، كما تلك الإبتسامة على الدوام في بعض الأغاني تُشعرك بعدم إرتياحه بعض الشئ، وإهتزازة ساقه اليُسرى أثارت إستفزازي قليلًا، وهناك نظرة ثابتة له لـ الكاميرا أثناء الفواصل الموسيقية، حتى أنك تشعر وكأنه يريد أن يُخبرك بـ شئ، لـ تجد نفسك تقول له في قلقٍ عليه: "اية اللي عايز تقوله بسرعة الكوبلية داخل علينا".

* كان من الممكن أن تختلف وضعيته في الظهور عن كل أغنية، من رأيي من الجيد لو ظهر واقفًا في بعض الأغاني أو بـ أختلاف الجلسات مع حركات وإيماءات تناسب أجواء الأغنية مع الحرص على عدم المبالغة في ذلك، بصحبة العازفين الحقيقين الذين شاركوا في موسيقى الأغاني.



إيجابيات الفيديوهات:

* "بقوّي قلبي" شهدت على أفضل أداء تمثيلي له في الفيديو، والذي يشبه كثيرًا أجواء الأغنية.

* بساطة الشكل والإستايل المتواضع الغير مُكلف في الظهور أمام الكاميرا، فـ لم يُحنط شعر رأسه ولا اتبع قصة الديك، ولم يرتدي سلاسل مبالغ فيها، ولم يظهر بوشمٍ ما، كما أنه اختار أن يظهر بذقن غير محدد وغير طويل، ولكنه بسيط.



ختامًا: تجربة ناجحة، تُشير إلى نجومية الشرنوبي الوليدة في الغناء، ومن الممكن إستمراريتها ونموها بـ الذكاء، وبـ قـدرته على التميّز ورسم شخصية خاصة به في ألبوماته القادمة.