القوات الفرنسية تدخل بلدتين في مالى بعد انسحاب الإسلاميين

دخلت طوابير من حاملات الجند الفرنسية والمالية المدرعة بلدتي ديابالي ودوينتزا بوسط مالي امس الاثنين بعد ايام من انسحاب المتمردين الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة من هناك واختفائهم في الأحراش لتجنب الضربات الجوية.
ووصفت باريس هذا التقدم بانه خطوة مهمة في حملتها لطرد المقاتلين الإسلاميين من صحراء مالي الواسعة في الشمال التي بسطوا سيطرتهم عليها لمدة عشرة أشهر مما أثار المخاوف من ان تتحول المنطقة إلى قاعدة انطلاق لشن هجمات دولية للمتشددين.
وزادت حدة الأخطار في مالي بشكل كبير الاسبوع الماضي عندما قال مسلحون إسلاميون إن التدخل العسكري الفرنسي هناك هو السبب في الهجوم الذي شنوه على منشأة للغاز في الجزائر المجاورة واحتجازهم لمئات الرهائن. واقتحمت القوات الجزائرية المنشأة في مطلع الاسبوع مما أسفر عن مقتل اكثر من 60 شخصا وفقا لما اعلنته الحكومة يوم الاثنين.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في بيان "تقدم جيش مالي في بلدتين سيطر عليهما أعداؤه هو نجاح عسكري بكل تأكيد للحكومة في باماكو وللقوات الفرنسية الداعمة للعمليات."
وكانت ديابالي الواقعة على بعد 350 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة باماكو تأوي المجموعة الرئيسية للمتمردين جنوبي بلدتي موبتي وسيفاري الموجودتين على خط المواجهة الامامي.
وذكر سكان أن بعض المتمردين تخلوا عن ملابسهم التقليدية الفضفاضة وانخرطوا وسط السكان المحليين حتى لا يتم التعرف عليهم. وفي شوارع ديابالي تناثر حطام متفحم لثماني شاحنات صغيرة للمتمردين. وقال سكان ان 200 مقاتل إسلامي احتجزوهم أسرى لمدة ثلاثة أيام لاستخدامهم دروعا بشرية واقية من الضربات الجوية الفرنسية.
وقال سيدو ديارا البالغ من العمر 18 عاما "كان منا 12 شخصا في المنزل بدون طعام او ماء. ومنعونا من مغادرة القرية. وقالوا لنا سنموت معا وان من أصروا على المغادرة هم كفار."
وحذر القائد الفرنسي في المنطقة من خطر الألغام والشراك الخداعية في اعقاب اختفاء المتمردين. وظلت المنطقة الواقعة حول ديابالي لفترة طويلة مركزا لخلايا مرتبطة بالقاعدة يعتقد انها كانت تعسكر في غابة واجادو القريبة من الحدود مع موريتانيا.
وتقع دوينتزا على بعد 800 كيلومتر الى الشمال الشرقي من باماكو. وقال سكان إن المتمردين الذين كانوا يحتلونها اختفوا بعد الغارات الجوية الأسبوع الماضي.
ونشرت فرنسا 2000 جندي من القوات البرية وقصفت طائراتها الحربية قوافل المتمردين وقواعدهم في مالي لليوم الحادي عشر على التوالي يوم الاثنين. وأدى التدخل العسكري الفرنسي إلى صد تقدم للمتمردين إلى العاصمة باماكو كان يهدد بالإطاحة بحكومة مالي.
وتهدف فرنسا بمساندة دولية إلى طرد الإسلاميين من منطقة شمال مالي الصحراوي قبل ان يستخدموها لشن هجمات على الغرب.
وفرض التحالف الإسلامي الذي يضم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا المحليتين التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية في شمال مالي بما في ذلك بتر الأيدي وهدم الأضرحة المقدسة لدى الصوفيين المعتدلين.
وقالت فرنسا يوم الأحد إن طائرات فرنسية من طراز رافال وميراج قصفت معسكرات للإسلاميين وقواعد للإمداد والتموين حول بلدة تمبكتو القديمة ومدينة جاو اكبر المدن في الشمال. واستهدفت الهجمات منع المقاتلين الإسلاميين من شن هجوم مضاد.
وقال ساكن من تمبكتو لرويترز عبر هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية يوم الاثنين إن عشرات من الشاحنات الصغيرة التي تحمل مقاتلين إسلاميين وصلت إلى هناك منذ يوم السبت في الوقت الذي سحب فيه المتمردون قواتهم على ما يبدو باتجاه معاقلهم في الصحراء. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وذكر موقع صحراء ميديا الموريتاني على الانترنت أن المقاتل الإسلامي المخضرم مختار بلمختار أعلن المسؤولية باسم تنظيم القاعدة عن الهجوم في الجزائر. وحذرت كتيبة الملثمين التي يقودها من انها ستشن هجمات على اهداف غربية في المنطقة ما لم يتوقف القتال في مالي.
وقال الاتحاد الاوروبي انه سيستضيف اجتماعا دوليا بشأن مالي في الخامس من فبراير شباط. وسيعقد المؤتمر في بروكسل بمشاركة الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس).
وأثار تقدم الجيش المالي شمالا المخاوف من قيام قوات الأمن وميليشيات محلية بعمليات انتقامية عرقية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان انها تلقت تقارير عن انتهاكات خطيرة تشمل اعمال قتل يرتكبها جيش مالي ضد المدنيين في نيونو.
وكانت المنطقة ايضا مسرحا لعمليات قتل وردت تقارير عنها هذا العام نفذها افارقة سود ضد العرب والطوارق الذين يلقى باللوم عليهم بصورة واسعة عن التمرد الذي اجتاح شمال مالي قبل عام.