الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هنا يسكن الألم وخيبة الأمل.. روايات حزينة لزوجات فى مرمى نيران محاكم الأسرة.. آية انضحك عليها.. وهبة حظها السيئ حول حياتها لجحيم

صور أرشيفية - تعبيرية
صور أرشيفية - تعبيرية

بمجرد دخولك إلى محاكم الأسرة بجميع أنحاء الجمهورية، تجد يوميا روايات وقصصا تسرد وقضايا ترفع ما بين خلع ونفقة وإسقاط حضانة، قد يكون العامل الرئيس في ذلك عدم المقدرة على المعيشة وعدم التفاهم واختلاف وجهات النظر التى لم تظهر قبل الزواج، وما بين حين وآخر تنقلب الآية رأسا على عقب، تشاهد وقائع قبل الزواج، وبعد الزواج تظهر وقائع أخرى قد تتسبب في ذلك إلى إنجاب أطفال يحملون على عاتقهم مسئولية أكبر منهم وتحمل خطأ الآباء والأمهات.

نرصد في التقرير التالي بعض القضايا التي شهدتها محاكم الأسرة وما بها من أشياء غريبة:

صدمة آية فى زوجها
تسرد "آية" فاجعتها التى استيقظت من حلمها الصغير عليها، بأنها تعرفت على الشاب أحمد، وبدأ يغازلها حتى أوقعها فى حبه، وطلبت منه التقدم لخطبتها فوافق، وتقدم لطلب يدها من والدها وكانت أسعد أيام حياتها، وقضت فيها فترة قصيرة تقابله بين الحين والآخر وتتبادل الكلمات المعسولة ولحظات السعادة فيما بينهما.

وتستكمل الفتاة كلماتها: "استمر فى طلباته باستعجال عقد القران، وأن أطلب من أهلي ذلك، حتى كانت الفرحة ستقفز من عيني بأنه يريد أن أصبح زوجته فى أسرع وقت، وهو ما حدث وافق أهلى وتم عقد قراني على أحمد".

"طلع نصاب وضحك عليا وعلى أهلي".. تحولت كلمات الفتاة العشرينية للمأساة، لتسرد حقيقة زوجها قائلة: "بعد عقد القران بأيام، وصلت صديقتي من إحدى الدول وحضرت لمنزل أهلي للمباركة، وبعد الحديث عن الخطوبة وعقد القران وشخصية أحمد طلبت رؤية صور عقد القران والخطوبة، وبمجرد رؤيتها أول صورة، ارتبكت وصرخت "هو ده أحمد"، فقلت لها مالك، أجابتني: لقد حضرت حفل زفاف ذلك الشاب من قبل مؤكدة أنه متزوج بأخرى".

وتستكمل الفتاة: "بعدما أخبرتني صديقتي بالفاجعة، مر أمامي شريط كامل للخطوبة وفرحة عقد القران، وكلامه المعسول، وقمت بإبلاغ أهالى بما حدث، فقاموا بالبحث عن المعلومات وتأكدوا من ذلك بأنه متزوج من أخرى، وقام بعقد قرانه عليها طمعا فى ثراء أهلها، فتوجهت لمحكمة الأسرة طالبة فسخ عقد القران".

مأساة هبة فى الحياة
نتحول إلى قضية أخرى وهي قضية "هبة" التى ذهبت إلى محكمة الأسرة وهي تلتقط أنفاسها المتسارعة، بينما تحدق فى رول الجلسات المعلق على باب قاعة المحكمة، بصوت هادئ همست فى أذن عامل البوفيه تخبره عن مكان مكتب تسوية المنازعات، لإقامة دعوى خلع ضد زوجها الذي حول حياتها إلى جحيم.

قالت هبة، الزوجة الثلاثينية، في دعواها، إنها من منطقة دار السلام ولجأت إلى محكمة الأسرة، بعد أن عانت سنوات طويلة من زوجها: "ارتبطت بزوجى منذ 8 سنوات، وكنت أحلم مثل كل البنات بزوج حنون يعطف على ويكون السند بعد وفاة والدي، لكن لحظي السيئ وجدت نفسي مع رجل مستهتر يتعاطى المخدرات، وبعد إتمام الزواج بفترة قصيرة، اكتشفت أنه لا يتحمل المسئولية، ووجدت نفسى فى حيرة هل أنفصل عنه أم أستمر فى الزواج".

وأضافت: "كان لا يصرف على المنزل، ويشتغل يوم وينام عشرة، ودائمًا يتشاجر معي عندما أطلب منه أموالا للإنفاق على المنزل، لكن كل الأمور انقلبت ضدي ولم يكن لديَّ خيار غير اللجوء للشغل بالمنازل "خادمة"، وبدأت فى رحلة الشقاء والعمل من بيت لآخر وخلال تلك الفترة كرمنى الله  بـ3 بنات ليكونوا السند بعد ربنا، فى الدنيا ورغم ذلك لم ينقطع زوجى عن التشاجر معى حتى ظل يعايرني بوزنى الزائد، قائلا لي: يا تخينة".

تستكمل هبة مأساتها: "تحملت ما لا يتحمله بشر بسبب الحفاظ على أطفالي، وبدأت أفكر في أن التقرب من زوجى بمساعدته بالمال ليفتح محل إكسسوارات، وبعدها لم يتغير زوجي فى معاملته ولم ينفق مليما واحدا على المنزل".

وأكدت: "بعد فترة قليلة علمت أنه على علاقة بفتاة أخرى تعرف عليها من المحل وبدأ فى الخروج معها ومن ثم تزوجها عرفيا، وهنا لم أفكر قليلًا فى إقامة دعوى خلع ضده بعد خيانتي، لكن كان الحظ السيئ يرافقني لأن زوجى كان يلازمنى ويتتبع خط سيري".

وتابعت: "عندما علم زوجى بأننى قمت برفع دعوى خلع ذهب إلى صاحب العقار الذي نقطن به أنا وأولادي وأخذ مبلغ 10 آلاف جنيه من صاحب العقار وتنازل عن الشقة، حيث إنها إيجار قديم، وفى يوم وليلة لم أجد مأوى لي ولأولادي غير الشارع بعد أن تم طردنا من الشقة".