الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دبلوماسي: عقبة قوية تقف أمام رغبة السيسي لتحقيق التكامل العربي الأفريقي

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي مع زعماء الدول الإفريقية

قال السفير وائل نصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية السابق، إن هناك ضرورة حتمية وضرورية لتحقيق التكامل العربي الأفريقي، الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال انعقاد منتدى الشباب العربي الأفريقي في محافظة أسوان أول أمس، إلا أن هناك عقبة قوية تقف أمام هذه الخطة.

وأضاف "نصر" في تصريح لـ"صدى البلد" أن قارة أفريقيا لديها وفرة في الأمطار والمياه، كما أن لديها التربة الخصبة لزراعة أي أنواع من المحاصيل، فضلا عن امتلاكها ثروة حيوانية كبيرة، ولديها ثروات متنوعة وكثيرة، بالإضافة إلى امتلاكها وفرة كبيرة من جميع أنواع المعادن الموجودة على وجه الأرض، وأيضا لديها المناخ المتنوع من صحراوي وجنوبي واستوائي، ولكنها لا تمتلك القدرة المالية لاستغلال هذه الموارد.

وأشار إلى أنه في المقابل فإن المنطقة العربية ليها القدرة المالية، وبالتالي فإنه يمكن عمل مزاوجة بين القدرة المالية العربية والقدرات الطبيعية الإفريقية، والاستفادة من هذا التكامل.

وأوضح أنه على مستوى الصناعات التعدينية فإن إفريقيا لديها كل المعادن ولا يتم استغلالها، في حين أن مصر تمتلك المعرفة الصناعية ولكن ينقصها المواد الخام، ومن الممكن تحقيق التكامل الصناعي في مجال التعدين من خلال توظيف الخبرة والقاعدة الصناعية المصرية مع رأس المال العربي الذي تمتلكه الدول البترولية لاستخراج هذه المعادن ليستفيد منها كل الأطراف.

وأكد أن مسألة التكامل العربي الإفريقي مسألة حتمية، وإذا لم يتم فإن المنطقة العربية ستظل تحت سطوة الدول الصناعية الكبرى ورأس المال الغربي؛ إذ إن كل الدول الصناعية تسارع للاستثمار في إفريقيا مثل تركيا والصين وروسيا وغيرها، ويجب ان نلتفت إلى أن دول إفريقيا هي دول مستقلة ذات سيادة، لكنها لا تمتلك السيادة المالية؛ لأنها دائما تقع تحت طائلة المنح والديون.

وقال الدبلوماسي السابق إن هناك إمكانية تحقيق التكامل العربي الإفريقي في مجال الصناعات الغذائية، وهو مجال مصر حققت فيه تقدما كبيرا، لكنها تعاني من نقص المحاصيل الزراعية؛ إذ إن حجم الأراضي المزروعة لا يتخطى 5 ملايين فدان، وتذهب نتاجها للاستهلاك المحلي، وإفريقيا تمتلك وفرة مائية وتربة خصبة وبالتالي فإنه يمكن الزراعة في إفريقيا وتوجيه المحاصيل للصناعة الغذائية في مصر، ثم إعادة تصدير هذه المنتجات للعالم الخارجي.

وتابع أن مجال التكامل فيما يتعلق باللحوم يعد مجالا خصبا للتكامل العربي الإفريقي، فإفريقيا لديها ثروة حيوانية وفيرة، والدول العربية من أكبر مستوردي اللحوم، وبالتالي يمكن عمل خط ملاحي بين الساحل الشرقي الإفريقي وقناة السويس، وبين الساحل الغربي الإفريقي والبحر المتوسط، وبهذا فيمكن للعامل العربي أن يستورد اللحوم من إفريقيا بربع الثمن الذي يستورد بها من دول أخرى، وستكون جودتها عالية نظرا لاعتمادها على الأعلاف الطبيعية.

وأشار إلى أنه يمكن تحقيق التكامل في مجال الكهرباء؛ إذ إن مصر يمكنها أن تولد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الصحراء الغربية والشرقية وسيناء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها ثم تصدير الفائض منها إلى دول إفريقيا، مؤكدا ان مصر لديها القدرة على تحقيق هذا الخطوة، إذ إنها في عام 1913 كانت أول من بنى أول محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية، وبالتالي فتنفيذ الأمر مرة أخرى سهل، ويمكن تمويل المشروع بأموال عربية.

وأكد مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الإفريقية أن التكامل العربي الإفريقي يمثل كل المقومات اللازمة لبناء اتحاد إفريقي قوي على غرار الاتحاد الأوروبي الذي وحد دول القارة الأوروبية، بل إن إفريقيا تتميز عن أوروبا في امتلاكها وفرة من الأيدي العالمي، فضلا عن 50% من طاقتها البشرية تنتمي لفئة الشباب على عكس القارة الأوروبية.

وأوضح أن الجانب العربي والإفريقي لديهما المعرفة المصرية ورأس المال من الدول البترولية والموارد الطبيعية الإفريقية، وبالتالي فيمكن خلق تكامل يشكل قوة اقتصادية كبرى.

وقال إن تحقيق التكامل العربي الإفريقي لن يتحقق بسهولة، بل سيواجه المزيد من المعوقات، وأبرزها أن الدول العظمي تسعى لتعطيل ها المشروع لمنع أي دولة من منافستها في السوق الإفريقية، إذ إنها تمثل سوقا خصبة لتصدير المنتجات الصناعية لها وتحقيق الثروات، كما أنها مصدر لاستيراد المواد الخام بأقل الأسعار، وبالتالي فإنها ستسعى جاهدة لتعطيل أي نوع من أنواع التكامل العربي الإفريقي يغلق عليها هذا الباب.

وحول ما ينقصنا لتحقيق هذا التكامل، أكد مساعد وزير الخارجية السابق أنه ينقصنا الثقة بالنفس والثقة في بعضنا البعض، كما ينقصنا الإدارة الجيدة، فإذا تمكننا من تجاوز هذا فإنه يمكننا إحداث تزاوج بين القدرات العربية والإفريقية يحقق المكاسب لكل الأطراف.