الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نابلسي شاهين صابون العظماء.. روجت له أم كلثوم ورشدى أباظة واستخدم في محو الملك فاروق| نوستالجيا

إعلان أم كلثوم لصابون
إعلان أم كلثوم لصابون نابلسي شاهين

"أم كلثوم تقول استعملوا نابلسي فاروق لأنه مصري يحمل أكرم الأسماء، نقي يصنع من زيت الزيتون 100%، ونزيه يكتفي بالربح القليل، وجيد يبقى في الاستعمال مدة طويلة، ثمن القطعة 8 قروش"، قد يبدو فكاهة أمامك أن تقوم كوكب الشرق بدعاية لصابون، إلا أنها ليست دعابة، بل إعلان صابون نابلسي شاهين "فاروق" قديما.


مربع أخضر، كتب عليه نابلسي شاهين، مر على بيوت المصريين منذ ثلاثينات القرن الماضي، فكان ضيفا لطيفا أحبه الكثيرون وتعلق به العديد منهم، رائحته المميزة تعلقت في روائح المنازل، عامة الشعب وأمراؤه، المشاهير والبسطاء، فأصبح علامة مميزة لدى المصريين حتى يومنا هذا.


وتعود أصول الصابون إلى الحاج محمد شاهين، الذي افتتح أول مصنع صابون زيت زيتون في مصر عام 1928، ويرجع اسم نابلس للمدينة الفلسطينية التي عرفت بزراعة الزيتون وكانت أجزاء من فلسطين حينها تتبع المملكة المصرية وخاضعة للملك فاروق آنذاك، وانتشرت مصانع الصابون في فلسطين بشكل كبير، ونالت شعبية بين مستخدميها، فتحول اسمها إلى نابلسي فاروق.

لاقت الصابونة استحسان المصريين، فاستخدمتها الممثلات، للعناية بالبشرة والشعر، ولم يقتصر الأمر على السيدات فقط، فأقبل الرجال أيضا على استخدامها لمكوناتها الطبيعية، وعرف عن رشدي أباظة استخدامها.


قال عنها عبد الوهاب: "أذكر مع السرور والارتياح أنني استعملت نابلسي فاروق فوجدته يستحق كل تشجيع وتقدير"، أما أم كلثوم فاستحسنتها قائلة: "نابلسي فاروق صابون ظريف استعملته فوجدت فيه ما يشرف الصناعة المصرية".

ومن نابلسي فاروق، ظهر الزعيم سعد زغلول بأحد إعلانات الصابون، وبتصريح خاص منه ظهر إعلان الصابونة كتب فيه "سعد زغلول هو زعيم المصريين.. ونابلسي سعد زغلول هو زعيم الإسكندرية"، الصابونة كانت نفس شكل وتصميم نابلسي فاروق، إلا أنها من إنتاج مصانع بطرس جرجس وباس بك بالإسكندرية.


ظلت صابونة نابلسي فاروق في السوق المصرية، ولكن مع قيام ثورة يوليو وتنحي الملك فاروق، وجب على الشركة تغيير اسم الصابون حتى لا تخسر شعبيتها في مصر، فخرجت للمصريين في أحد الأيام ببيان جاء فيه: "في الساعة السادسة مساء يوم 26 يوليو شُطب اسم فاروق عن تاريخ مصر إلى الأبد، بعد أن أيقن الشعب والجيش الباسل بأن فاروق قد تغير، فأصبح حربًا على كيان مصر وخطرًا على مستقبلها، ولذلك نحوه عن ملك مصر، ومحوا اسمه من كل مكان، ونابلسي شاهين الذي كان قد قرن اسمه باسم فاروق، يسعده اقتداء بالجيش، ويدافع عن وطنيته، أن يقذف باسم فاروق، وأن يجعل اسمه من اليوم: نابلسي شاهين من زيت الزيتون النقي 100%».

كان سعر الصابون عام 1935 يبلغ 3 قروش، وفي عام 1980 أصبح سعره 35 قرشًا، وفي الوقت الحالي تخطى سعره الـ5 جنيهات، ولاتزال خطوط إنتاجه سارية حتى اليوم، ويتواجد في منازل الأحياء الشعبية ويفضله كبار السن عن المنتجات الحديثة التي غلبت عليها الكيماويات.