الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوعد الحرام


أحب الأنبياء ولا أحب قاتليهم ؛ أحترم جيوش الدفاع ولا أحترم جيوش الاحتلال ؛ أتعاطف مع دموع الابرياء ولا أتعاطف مع دموع التماسيح ؛ أشفق على القتيل ولا أشفق على القاتل . 

" الجولان " .. هنا يسرق السلام ؛ وتغتال الشرعية ؛ وينتهك القانون ؛ هنا تكتب المسيرات الاستعمارية ؛ والصفحات الاحتلالية ؛ ويزيف التاريخ ؛ ويقنن العدوان ؛ وتسرق الارض الحرام ؛ فهنا سرق الارض من بين عينى؛ والصمت يطلق ضحكته الساخرة .

هنا تدهس قرارات مجلس الامن ؛ وتلغى كلمات السلام ؛ فكيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس؟ .

عدو صدر بيان جيشه المحتل في 10 يونيو 1967 أن " الهضبة السورية في أيدينا " ؛ هنا تبكى الجولان بعد 52 عاما من الاغتصاب من عدو لا يحترم مقدسات ؛ محتل لا يعرف ولا يعترف بشرعية. 

.. هنا اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على الجولان ؛ هدية ترامب لنتنياهو ؛ هدية من لا يملك لمن لا يستحق ؛ لتتواصل الوعود الحرام من بلفور الى ترامب ؛ فمن شابه " وغده" ما ظلم .

بحسب القرارات الأممية والقانونية والانسانية ؛ القرار الأمريكى باطل شكلا وموضوعا ؛ فهنا تنتهك كافة مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ؛ هنا يسقط مبدأ الأرض مقابل السلام ، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى" .

هضبة الجولان أراض عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل في يونيو 1967، بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي؛ ولكن هضبة الجولان لم تعد محتلة ؛ بل بالقرار الامريكى أصبحت أراضى اسرائيلية ؛ أراضى تنضم الى الاراضى العربية المحتلة التى سرقها لص محترف فى السرقة ؛ لص يسرق تاريخا وجغرافيا ؛ لص احترف عمليات السرقة الممنهجة ؛ ولم يعرف يوما الا ان يسرق أراضى عربية ؛ لص جاء بوعد بلفور ليجمع الشتات من اطراف الارض ليسرق جزءا من الاراضي الفلسطينية ؛ ليعرف بعدها كيف يحتل ويتوسع ويستوطن ؛ ليتحول من لص هاوٍ سنة 1948 الى لص محترف فى 2019 ؛ لص يعرف جيدا من أين تؤكل الارض ؛ وممن يستعين من الاوغاد ليمكنه من سرقاته ويصدر له وعودا او رسوما تقول ان الارض لك ؛ ولا فرق هنا بين أراض مقدسة او غير مقدسة ؛ فالاحتلال فى دمه ؛ والتهام الاراضى الحرام فى جيناته ؛ تماما مثل القتل والاغتصاب و التدمير والاغتيال.

يا من لكم فى كل صفحة من صفحات التاريخ " سطور سوداء " ؛ ويا من لكم فى كل بيت عربى " شهيد " ؛ يا من استبحتم المقدسات " الجولان ستظل سورية عربية وليست عبرية " .

نعدك يا جولان لن ننساكِ؛ ونعلم انك عريقة كالقاهرة ؛ جميلة كـبيروت ، صامدة كـدمشق ، أنيقة كـباريس ، حزينة كـبغداد ، متمردة كصنعاء ، منسية كـالقدس ، هادئة كـمسقط ؛ ويوما ما ستعودين لأحضان وطنك العزيز " سوريا"؛ وستكونين منتصرة .. هذا وعد ولكن ليس كوعدهم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط