الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضيحة جديدة للمخابرات الأمريكية.. تجند جماعة معارضة لزعيم كوريا الشمالية لاقتحام سفارة بيونج يانج في مدريد.. وتبيعها للأمن الإسباني بعد افتضاح أمرها

فضيحة جديدة تضرب
فضيحة جديدة تضرب العلاقة بين ترامب وكيم

الاقتحام وقع قبل أيام من قمة هانوي بين ترامب وكيم
ظهرت الجماعة لأول مرة بعد تهريب نجل شقيق زعيم كوريا الشمالية
تشوليما تتهم المخابرات الأمريكية ببيعها بعد الكشف عن الاتفاق السري لمدريد


في فضيحة جديدة من العيار الثقيل للمخابرات الأمريكية، كشفت إسبانيا أن جماعة "تشوليما للدفاع المدني" المعارضة لحكم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ، كانت وراء اقتحام سفارة بيونج يانج في مدريد بدعم واتفاق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف. بي. آي" ووكالة المخابرات المركزية "سي. آي. إيه"

وجرى تسريب المعلومات التي تمت سرقتها من سفارة مدريد إلى أجهزة المخابرات الأمريكية، قبل أيام من قمة هانوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية.

وداهمت الجماعة مبنى السفارة قبل أن تنهب أجهزة كمبيوتر وهاتفا وأقراصا صلبة، في عملية نفذتها المنظمة في 22 فبراير الماضي.

وكشف المحكمة العليا الإسبانية عن المهاجمين العشرة قيدوا موظفي السفارة وضربوهم واستجوبوهم، وذلك قبل أن تطلب ترحيلهم.

ولم يتضح سبب اقتحام السفارة لكن جماعة "تشوليما" كتبت على موقعها على الإنترنت أنها أقدمت على ذلك "استجابة لحالة ملحة في السفارة في مدريد".

أضافت: "كان ذلك بغرض حماية أولئك الذين يطلبون مساعدتنا، وأولئك الذين يخاطرون لحماية الآخرين، ولا يمكننا أن نفصح عن المزيد حول القصة في الوقت الحالي".

وقالت إنها "قدمت معلومات ذات قيمة محتملة هائلة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي"، ووكالة الاستخبارات الأمريكية، في إطار التعاون السري بينهم.

وذكرت المجموعة في بيانها إن قمة هانوي لا علاقة لها بالعملية، مضيفة: "نعترف ونعتذر عن أي مضايقات تسببنا فيها للسلطات في إسبانيا، التي وجدت نفسها في وسط موقف صعب". وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن هناك تقارير تفيد أن واحد من أعضاء المجموعة كان على صلة مع "إف. بي. آي" بعد أيام من الهجوم، وأنه أعطاها معلومات قيمة للغاية، بعد الاتفاق على شرط السرية.

وتابع البيان أن "إف بي آي شاركت هذه المعلومات طوعا وبناء على طلبهم، وليس بناء على طلبنا، يبدو أن شروط السرية قد تم انتهاكها".

وقال قاضي التحقيق إن الجماعة عرّفت عن نفسها بأنها "حركة لحقوق الإنسان تسعى إلى تحرير كوريا الشمالية".

ويقال إن أحد أفراد الجماعة ويدعى، أدريان هونج تشانج، قد تمكن من دخول السفارة من خلال طلب مقابلة الملحق التجاري لمناقشة بعض الأعمال، وادعى أنه التقى به سابقا، وقال القاضي إنه بمجرد دخوله اقتحم شركاؤه السفارة.

واتُهمت الجماعة باستجواب الملحق ومحاولة إقناعه بالانشقاق، وقال قاضي التحقيق إنهم قيدوه وتركوه في قبو السفارة لأنه رفض الانشقاق.

كما ورد في المذكرة أسماء لعضوين آخرين من الجماعة هما، مواطن أمريكي يدعى سام ريو، وكوري جنوبي يدعى وو ران لي.

وأضاف القاضي أن موظفي السفارة قد احتُجزوا كرهائن لعدة ساعات.

وتمكنت امرأة واحدة من الفرار، عبر نافذة وبدأت بالصراخ طلبًا للمساعدة، واستدعى بعض الجيران الشرطة.

وعندما وصل الضباط استقبلهم أدريان هونج تشانج، متظاهرا بأنه دبلوماسي كوري شمالي وكان يرتدي سترة تحمل شارة كيم جونج أون.

وقال القاضي إن معظم أفراد الجماعة فروا في المساء في ثلاث سيارات دبلوماسية كورية شمالية. وغادر هونج تشانج والمتبقون من الجماعة في وقت لاحق عبر المدخل الخلفي باستخدام سيارة أخرى.

وقالت وثيقة المحكمة إنهم انقسموا إلى أربع مجموعات وتوجهوا إلى البرتغال.

وتهدف جماعة " تشوليما للدفاع المدني"، والمعروفة أيضا باسم "فري جوسون"، للإطاحة بأسرة كيم الحاكمة في كوريا الشمالية.

وظهرت الجماعة لأول مرة بعد أن أعلنت مسئوليتها عن إخراج كيم هان سول ابن أخت الزعيم كيم جونج أون، بأمان من ماكاو بعد اغتيال والده.

وكان كيم هان سول عبر عن رغبته في العودة إلى كوريا الشمالية، ووصف عمه الزعيم الكوري الشمالي بأنه "ديكتاتور".

وتقول التقارير إن منفذي علمية الاقتحام ربما كانوا يبحثون عن معلومات عن سفير كوريا الشمالية السابق في مدريد، كيم هيوك تشول، الذي طُرد من إسبانيا في سبتمبر 2017 بسبب برنامج التجارب النووية لكوريا الشمالية.

ويعمل هيوك تشول حاليا مبعوثا رئيسيا في محادثات كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة، كما ساعد في تنظيم القمة بين ترامب وجونج أون في فيتنام، وسافر إلى واشنطن في يناير الماضي برفقة كيم يونج تشول، أقرب مساعدي الزعيم الكوري الشمالي.

ونفت الحكومة الأمريكية صلتها بالهجوم، بعد وقت قصير من طلب القاضي خوسيه لا ماتا ترحيل الأمريكيين المتهمين في العملية إلى مدريد. وقال روبرت بالادينو نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس إن الحكومة الأمريكية لم تتورط في الهجوم على السفارة.