قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قصة تمثال أبو أصبع بالأوبرا.. نحته فنان فرنسى بطلب من الخديوي إسماعيل وتسبب فى أزمة بين مصر وتركيا


من منا لم يمر بميدان الأوبرا بالقاهرة ولا يقف أمام تمثال إبراهيم باشا المهيب الذي يمتطى جواده فى كبرياء ويشير بإصبعه السبابة ناحية اليمين فى شموخ وعظمة، ليسأل نفسه عن تاريخ هذا التمثال العظيم وسبب تواجده فى هذا المكان وسبب نحته، ولهذا يستعرض "صدى البلد" فى هذه السطور تاريخ التمثال وسبب إنشاؤه.

يعد إبراهيم باشا هو الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، وعاش فى الفترة ما بين (1789 – 10 نوفمبر 1848)، وعرف أنه أحسن قادة الجيوش في القرن التاسع عشر وقد حارب وانتصر في الجزيرة العربية والسودان واليونان وتركيا وسورية وفلسطين، وقتل مسمومًا في القاهرة خوفًا من توليه السلطنة.

أمر الخديو إسماعيل فى عام 1872 من الفنان الفرنسى "كورديية" بصنع تمثال لوالده الوالى إبراهيم باشا وأقيم التمثال بميدان العتبة الخضراء بالقاهرة، وفى أعقاب الثورة العرابية وقف الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية إلى جانب عرابي وأيدوا ثورته، لغضب البعض من أسرة محمد على باشا وبناء على بعض الأحداث نٌقل التمثال إلى ميدان الأوبرا.

تسبب هذا التمثال فى أزمة سياسية كبيرة بين مصر وتركيا وذلك بعد أن صنع الفنان الفرنسى "كورديية" لوحتين لوضعهما على قاعدة التمثال الرخامية، أحدهما تمثل معركة نزيب، والثانية تمثل معركة عكا، وهى المعارك التى انتصر فيها إبراهيم باشا، ولكن السلطات التركية تدخلت ورفضت اللوحتين لأنها تمثلان هزيمتها أمام جيوش مصر.

أخذ كورديية اللوحتين وسافر إلى فرنسا، وعرضهما فى معرض باريس عام 1900، وبعد انتهاء مدة العرض أخذهما إلى بيته وحفظهما في استوديو صغير، ولم يعرف مكانهما.

وحينما قررت الحكومة المصرية الاحتفال بمرور 100 سنة على وفاة إبراهيم باشا عام 1948 أرادت أن تضع اللوحتان في مكانهما، فاتصلت مصر بفرنسا، وبحثت عن اللوحتين عند حفيد كورديية، وفى متاحف باريس الكبرى، لم يعثروا لهما على أثر، فقام الفنانان المصريان أحمد عثمان ومنصور فرج، بصنع لوحتين شبيهتين بلوحتى كورديية وهما اللتان موجودين حاليا على جانبى التمثال.