الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مبدعون فوق العادة


سبحان الخالق العظيم، رغم إصابة بعض خلقه من وجهة نظر البعض، بضعف في القدرات العقلية أو الجسدية، إلا أن المولي عز وجل قد وهبهم قوة خارقة وتحمل لم يهبه لبعض الأصحاء، فأصبح لديهم قدرات علي النجاح والتقدم وعزيمة قد لا يمتلكها بعض الناس وهم في كامل هيئتهم الصحية والجسدية.

انبهرت بقوة وعزيمة هؤلاء الأبطال، وأبهرتني النتيجة التي حصدوها في الأولمبياد الخاص لذوي القدرات الخاصة، الذي أقيم مؤخرًا في أبو ظبي، حيث تسابقت ١٩٥ دولة ، وكانت البعثة المصرية ممثلة في ٦٩ لاعبا ولاعبة، في ١٤رياضة مختلفة، فكان نصيب أبطال مصر من المبدعين ٨١ ميدالية متنوعة، منهم ٣٢ميدالية ذهبية، 
و٢٥ميدالية فضية، و٢٤ ميدالية برونزية.

النتيجة مبهرة وتدعوا إلي التساؤل، كيف استطاع هؤلاء الأبطال التغلب علي منافسيهم من الدول الأخري للوصول إلي تلك النتائج الرائعة، رغم إصابتهم بإعاقة ذهنية. نتيجة تثبت أن الإنسان يستطيع التغلب علي إعاقته وقلة حيلته مهما كانت نسبة الضعف، المهم الإرادة القوية والعزيمة والمثابرة.

وقد ازداد انبهاري عندما علمت أن بعض اللاعبين يمارس أكثر من نوع من أنواع الرياضات المختلفة، ويبدع في كل منها، وهذا ما يصعب علي بعض الأصحاء، سبحان المبدع في خلقه، يثبت لنا أن خلقه سواسيه، رغم الضعف، فالقوة لا تكمن في جمال الهيئة أو كمال العقل إنما تكمن في الإرادة والمثابرة والصبر علي البلاء.

ويقف خلف هؤلاء الأبطال، أبطال آخرون، فريق من المدربين والداعمين لهم ماديًا ومعنويًا، وأهم من هذا وذاك ، أب وأم وعائلة استطاعت أن تحول الابتلاء الذي أصاب أولادهم إلي قوة ونصر ومثل يحتذي به ، مثل مشرف يعلم الآخرين معني الصبر والتحمل والإصرار ،يستحق هؤلاء كل التقدير والاحترام، فقد تحملوا الكثير من الألم والعمل حتي يصل أبناؤهم إلي تلك النتائج المشرفة.

هؤلاء الأبطال يستحقون التكريم ليس فقط من الدولة، إنما من كل الشعب المصري، بكافة طوائفه، فقد علمونا أن الإنسان المصري يستطيع التحدي والانتصار ليس فقط وهو بكامل هيئته وقدراته الجسدية والعقلية، إنما يستطيع التفوق وهو مصاب بنوع من الإعاقة الحركية أو العقلية، ويستطيع أن يثبت أن الضعف قوة، قد تُحَقِق الكثير ، وقد ترفع إسم مصر عاليًا بين الدول.

وقد يبدع هؤلاء في كافة المجالات وليس فقط في المجال الرياضي، ولكن يحتاجون إلي من يقف بجانبهم ويساندهم، ويفجر الطاقات الخفية لديهم، حتي يبهروا العالم بأسره في كافة الدول كما فعل ستيفن هوكينج الذي أصيب وهو في الحادي والعشرين من عمره بمرض أقعده ، ولا علاج له وبالصبر والاجتهاد أصبح من أشهر علماء الفيزياء في العالم.

أمثلة كثيرة لأبطال فوق العادة، كل منهم تحدي إعاقته وأبدع في مجال يحبه، منهم من قام بالتمثيل ومنهم من مارس الرسم بإحتراف، ومنهم من أبدع في الأدب ، ومنهم من أبدع في أحد المجالات العلمية، وللمولي عز وجل حكمة في خلقه، قد يري البعض أن الإعاقة ابتلاء مدمر يقضي علي صاحبه وعلي أسرته، ويفتح أبواب الحزن الذي يلتهم القلوب، إلا أن رحمته وسعت كل شئ، فقد يعطي المبتلي القدرة والحماس الذي لا يعطيه للسليم، فيصبح آية في الإبداع ، ويعلم البشر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط