زاهي حواس يحكي أسرار تاريخه الأثري.. ويكشف كواليس البث الحي لفتح تابوت فرعوني

أجرى الدكتور زاهي حواس حوارا مع صحيفة "صنداي جارديان" الهندية، تحدث خلاله عن تاريخ عمله بالآثار، وعرض قناة "ديسكفري" الأمريكية لعملية فتح تابوت فرعوني على الهواء مباشرة.

وقال حواس إن أكثر مواقع العمل صعوبة وأهمية خلال مسيرته، كانت مقابر بناة الهرم في الجيزة، والسبب وراء أهمية هذ الاكتشاف هو وجود الكثير من الأشخاص حول العالم، حتى في الهند، لا يزالوا يعتقدون أن الفضائيين هم الذين بنوا الأهرامات، "لم يفهم الناس ثقافتنا قبل ذلك، لكن اكتشاف مقابر بناة الأهرام أثبت أن الأهرامات بناها المصريون" وهذا هو السبب في أن هذا الاكتشاف قريب جدا من قلبي.

وأشار حواس إلى أنه كان يريد أن يصبح محاميا ولكن عندما التحق بكلية الحقوق وقرأ كتب القانون أدرك أنه لا يرد أن يعمل بهذا المجال، موضحا أنه بدأ العمل بمجال الآثار بالصدفة، عندما طلب منه بعض العمال القدوم معهم وتنظيف مقبرة تم اكتشافها مؤخرا، وخلال تنظيفها عثر على تمثال، وهو ما شجعه على الاستمرار في ذلك المجال، والتخصص في دراسته.

ودعا حواس الدول التي ليس لديها خبرة بمجال الآثار لنشر مزيد من برامج التوعية للجمهور، وأن تقوم حكوماتها بجمع الاموال وجلب الخبراء لتقديم المشورة بشان الحفاظ على الآثار ذات الأهمية التاريخية.

وتابع أنه كان وزيرا للآثار لفترة قصيرة، وخلال هذا الوقت بدأ في إنشاء المتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم، والذي سيجرى افتتاحه بهاية عام 2020، كما بدأت حملات لاستعادة القطع الأثرية، وبالفعل أعيدت إلى مصر حوالي 6000 قطعة أثرية مسروقة من جميع أنحاء العالم. وأنه يعمل على استعادة رأس نفرتيتي وحجر رشيد، على رأس فريق من المثقفين المصريين.

وأكد حواس أن أكثر أفكار الحضارة المصرية، والتي يجب أن يتبناها العالم اليوم، به فكرة ما بعد الحياة، وأنه بسبب هذه الرؤية والتفكير أصبحت القباب والأهرامات معجزات للعالم، وكذلك فكرتهم عن العدالة، والتي وصفها بالمذهلة، وأنه "باتباع طريق العدالة، يمكننا الوصول إلى القمة"، كما فعل الفراعنة.

وتحدث أيضا عن فرص العمل بالنسبة لدارسي الآثار، قائلا إنه إذا كنت عالم آثار جيد، يمكنك بسهولة العثور على وظيفة، يجب أن يكون لديك طريقة تفكير فريدة لتكون عالم آثار. لكن من الضروري أيضا التحلي بالصبر في أي وظيفة بشكل عام.

وعن كتبه، قال إنه تحدث في كتاب "لعنة الراعنة" عن كل اللعنات التي أثرت في حياته والحوادث التي وقعت أثناء عمليات التنقيب، لكن الكتاب يؤكد أنه لا توجد لعنة.

وأضاف أنه نشر مؤخرا كتابا يكشف جميع أسرار مصر. ويسمى "مصر السرية إديز"، مشيرا إلى أنه أحب دائما من خلال كتبه أن يثقف الجمهور، بالإضافة إلى جعلها مرجعا للعلماء.

وعن كواليس عرض قناة "ديسكفري"، أضاف أن القناة توصلت إليه والتقى نانسي دانيلز رئيسة قسم العلامات التجارية بالقناة، وأقنعته بأن يكون افتتاح التابوت في بث مباشر، ثم تعرف بعد ذلك على المذيع جوش جيتس، والذي رافقه أثناء عملية الحفر.

ولفت إلى أن العرض هام للغاية لأنه يجلب الأنظار إلى مصر، ويمثل توثيقا حيا للآثار تجنبا لتعرضها للسرقة، ويساهم في زيادة الوعي بقيمة الآثار المصرية.