EN 
المشاركة فى الاستفتاء حق كفله الدستور، ونظمه القانون وأقرته المواثيق والمعاهدات الدولية، ومشاركة المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، واجبا وطنيا، ودليل قاطع على أنهم على وعى تام بحقوقهم الدستورية.
كما أن مشاركتهم تظهر الصورة الإيجابية لمصر والمصريين، تلك الصورة المشرفة التى تليق بمصر الجديدة وشعبها العظيم.
وقد سجل المصريون اليوم في تاريخًا جديدًا نحو المستقبل، وكعادتهم يثبتون دائما أنهم شعب عظيم ، سجل ولازال يسجل ملحمة وطنية رائعة ويضربون كعادتهم المثل في حب الوطن بصورة مشرفة تثبت للعالم أجمع بأن الشعب المصرى يمارس حقوقه السياسية بكل حرية ونزاهة وأن شعب مصر من أعظم شعوب العالم.
وبصفة خاصة الشباب الذين كانوا في طليعة العمل الوطني والسياسي خلال الفترة الماضية، كذلك كانوا فى طليعة المشاركين فى الاستفتاء ، وأتصور أن هذا دليلا على وعى الشباب المصرى وثقته فى ذاته وفى قدرته على التأثير.
وأخيرا إن المواد المقترح تعديلها تم مناقشتها باستفاضة داخل مجلس النواب وفى الإعلام وفى الندوات العامة للرأى العام وعرف الشعب ماهية المواد التي سوف يتم تعديلها والتصويت عليها.
المهم والفيصل والحكم الآن هو كلمة الشعب فى هذه التعديلات ، من يراها تأتى لتواكب التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر خلال السنوات الماضية ، فليدعمها ، ومن يرى غير ذلك ، فهذه قناعاته التى يجب ألا يتردد فى التعبير عنها فى صندوق الاقتراع ، فالموافقة والرفض ليس مقرهما القلب وفقط ، أو حتى السوشيال ميديا ، الإيجابية الحقيقية ، هى الحرص على التغيير الحقيقى بما يتوافق مع الصالح العام ، فقد عانينا عصورا غابت فيها الديمقراطية ، وانتشرت فيها السلبية واللامبالاة .
لا نريد أن نعود خطوات للوراء ، بعد أن تأكد كل فرد فى الشعب المصرى أنه مؤثر وفعال فى مجتمعه ، وأنه من حقه التعبير عن رأيه وقناعاته ، فبلادنا تخطو خطى واثقة نحو مزيد من التقدم ، وتأخذ وضعا يليق بها وبمكانتها بين دول العالم ، فلا يجدر بشعبها إلا أن يكون على قدر كبير من الوعى ، بما يتوافق مع تاريخه المشرف منذ آلاف السنين.
