السيسي يشارك فى قمة الحزام والطريق.. اقتصاديون: المبادرة تحقق لمصر مكاسب كبيرة وجذب استثمارات صينية ضخمة.. وتعكس أهمية مكانة القاهرة دوليا
اقتصاديون لـ صدى البلد:
مشاركة السيسي بمنتدى الحزام والطريق تعكس مكانة مصر الدولية
الرئيس قادر على تضمين مبادرة طريق الحرير بما يخدم أجندة 2063
المبادرة ستجذب بمصر استثمارات صينية ضخمة وتحقيق المكاسب
أكد خبراء اقتصاديون أن الصين تدرك جيدا مكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بعد دعو الرئيس السيسي للمشاركة في عدد من القمم التي أجرتها بكين خلال العامين الماضيين.
قال الدكتور محمد النجار، الخبير الاقتصادي، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة فى قمة منتدى "الحزام والطريق" بالصين تعكس أهمية مكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، مشيرا إلى قوة مصر الناعمة جغرافيًّا حيث أنها تربط 3 قارات ببعضها هي: "آسيا وأفريقيا وأوروبا".
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ"صدى البلد"، أن الصين تدرك جيدا أهمية مكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى أهمية قناة السويس ومحور التنمية الذي سيتحول إلى مركز تجارة عالمي، بما يعزز من مشاركة مصر في مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وتعكس الزيارات المتبادلة بين القاهرة والصين اهتمام القيادة السياسية في الدولتين بتطوير العلاقات الثنائية بوضوح خلال السنوات الماضية، إذ حرص الرئيس الصيني "شي جين بينج" على دعوة الرئيس السيسي لحضور القمم الدولية التي تستضيفها بكين مثل "بريكس، ومجموعة العشرين، والقمة الصينية الأفريقية"، انطلاقا من تقدير الصين للمكانة الإقليمية والدولية التي تحظى بها مصر، وكذلك الاهتمام المصري بالعلاقات مع بكين في ظل اتجاه مصر نحو تعزيز علاقاتها مع القوى المهمة في شرق آسيا خاصة الصين".
أكد الدكتور عدلي سعداوي عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية بدول حوض النيل، بجامعة الفيوم، أن مصر شريك أساسى فى مبادرة الحزام والطريق، باعتبارها دولة مهمة ومحورية وتقوم بدور إيجابى على جميع الأصعدة وتمثل العلاقات معها نقطة انطلاق للعلاقات الصينية - العربية، والصينية - الإفريقية"، مضيفا أن مصر تمتلك الفرصة للعمل كمحور لمبادرة الحزام والطريق فى إفريقيا"، كما أن الرئيس السيسى قادر على تضمين المبادرة بما يخدم أجندة التنمية المستدامة الأفريقية 2063
وأضاف سعداوي، أن مبادرة " الحزام والطريق" أو ما يعرف بمشروع "طريق الحرير" الصينى، تمثل نقطة محورية على طريق الحرير البحرى، وتمثل قناة السويس نقطة العبور الرئيسية بين المحيط الهندى والبحر المتوسط، وبدون شراكة مصر فإن قطاع الطريق من مبادرة "الحزام والطريق" سيصبح خارج الخدمة تماما، ومن حسن حظ الرئيس الصينى شى جين بينج، أن الرئيس السيسى يسعى إلى جعل مصر محورا للمشروع ككل.
وأكد أن المبادرة ستحقق لمصر بشكل خاص مكاسب كبيرة من خلال جذب استثمارات صينية ضخمة وبخاصة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس"، مشيرًا إلى التوسعات التى تتم فى المنطقة والتى ستكتمل خلال عشر سنوات إلى جانب منطقة صناعية صينية فى منطقة العين السخنة.
وأشار إلى أن قيمة التبادل التجارى بين الصين والدول الإفريقية بلغت نحو 170 مليار دولار عام 2017 بزيادة تقدر بنسبة 14% عن العام السابق، وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية فى إفريقيا 3.1 مليار دولار فى ذات العام.
وذكر سعداوي أن المبادرة التى أطلقها الرئيس الصينى عام 2013 تتضمن استثمار ما يصل إلى تريليون دولار لتمويل استثمارات البنية التحتية فيما يزيد على 60 دولة فى مختلف أنحاء العالم، ويمكن أن يكون لمصر نصيب كبير من هذه الاستثمارات بحكم موقعها المميز ومشروعاتها العملاقة التى تنفذها حاليا مثل تطوير منطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، وتنمية منطقة الساحل الشمالى.
وفى هذا الشأن أشار أن تعد الصين ومصر واحدة من أكبر خمس دول مستهدفة لعمليات الإندماج والاستحواذ المحتملة خلال السنوات الخمسة المقبلة. كما أن البلدين رفعا علاقتهما إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية التى توفر الأساس السياسى لما يعد حاليا علاقة تجارية متنامية بين القاهرة وبكين.
يعتبر مشروع "حزام واحد، طريق واحد" أو ما يُعرف بـ"مبادرة الحزام والطريق" هو مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.
وترغب الصين من خلال المبادرة في المحافظة على أسواق التّصدير، وفتح أسواق جديدة، بحيث تتحول المبادرة تدريجيًا والتي تضم أكثر من (68) دولة، بما في ذلك 65% من سكان العالم، إلى تحالفات تجاريّة ترسخ مكانة الصّين تجاريًا بشكل مستدام.
وكشف الرئيس الصيني، شي جين بينج، عن المبادرة، في سبتمبر وأكتوبر 2013، خلال زيارات إلى كازاخستان وأندونيسيا، وتمت ترقيته بعد ذلك من قبل رئيس الوزراء لي كه تشيانج خلال الزّيارات الرّسميّة إلى آسيا وأوروبا، وكان التركيز الأول على الاستثمار في البنية التّحتيّة، والتّعليم ومواد البناء، والسّكك الحديديّة والطّرق السّريعة، والسّيارات والعقارات، وشبكة الطّاقة والحديد والصّلب.
وفي عام 2017 بدأت الصّين تجني أرباح هذه المبادرة، فارتفعت صادراتها إلى الدّول التي تقع ضمن المسارين (الحزام والطريق) بنسبة 16%، ونمت وارداتها بنسبة 27%، وزيادة الواردات بدوره يؤدي لزيادة الإنفاق وتعزيز اقتصادها.
كما تسعى الصّين لزيادة التّبادل التّجاري بالعملة الصّينيّة، ومن فوائدها تقليل تكلفة هذا التّبادل، وكذلك وقت التّسويّة (قياسًا بالتّعامل باليورو أو بالدولار)، وأيضا مخاطر تقلبات أسعار الصّرف بالنّسبة لشركاتها.
وتروج الصّين لاستخدام (اليوان) في التّعاملات التّجاريّة والمشاريع، حيث أن اتساع استخدام عملتها يجعلها عملة احتياطي وعملة صعبة.
وكان فتح بورصة لتداول عقود النّفط باليوان الصّيني، من بين جهود "بكين" أيضا، لذا فإنّ (اليوان الصيني يهدد الدولار)، من جهة، لإنّ الصّين أكبر مالك للاحتياطيات الأجنبية بـ3 تريليونات دولار، ومن جهة أخرى لأنّ 10,92 من احتياطات الدّول لدى صندوق النّقد باليوان، لذا فهو الثّالث بين العملات الأكثر استخدامًا كاحتياطي لدى صندوق النّقد.
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى مقر إقامته فى بكين، مساء اليوم، استعدادا لمشاركته فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، بمشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك بدعوة موجهة له من الرئيس الصيني "تشي جين بينج".