الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد عسكر يكتب: تحرير الجسد.. وعودة الروح

صدى البلد

سيناء المبتدأ والخبر.. فهي قدس الأقداس وأمر الرب الذي ينبض به الوطن، والجزء الأغلى من جسد مصر المبارك،

وفي الذكرى السابعة والثلاثين لتحرير سيناء الحبيبة، تستعيد أذهاننا ملحمة الشرف التي سطرها أبطال قواتنا المسلحة بدمائهم الطاهرة لاسترداد روح "طيبة" من يد بني صهيون.. ليعود خفقان الفؤاد المصري بعودة معشوقته الأولى والأخيرة، ورغم محاولات إسرائيل سرقة كنوزنا التاريخية فترة احتلالها وتدنيسها لأرض سيناء، ما زالت بقايا الآثار المصرية شاهدة على هذا العشق الأبدي الذى كرمه الله عندما تجلى بنوره لمخاطبة نبيه موسى. 
 
استشهاد أبناء المحروسة لاستعادة سيناء لم يكن فقط نصرا عسكريا بل تاريخي وحضاري أيضا، فأرض الفيروز أو "تا مفكات" كما سماها أجدادنا الأول، حظيت باهتمام كبير من جانب المصريين وقادتهم على مر العصور، هذا ما تنطق به مدينة "ثارو" الأثرية، أكبر منظومة دفاعية مركزية في مصر القديمة، وكان عبور أكتوبر العظيم بتضحيات أبطالنا البواسل وقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الشهيد محمد أنور السادات ومن خلفه جهود كتيبة الدبلوماسية المصرية، تأكيدا على ارتباط نيلنا المقدس بطور سينين، وحدود مصر الأبدية التي حددتها قلاع وحصون طريق حورس الحربي، ونقشت على جدران معبد الكرنك بالأقصر في عهد الملك سيتي الأول.. لتبقى مصر "بلد أمين" كما وعد الله في كتابه الكريم.

وكما تحدى أبطال عبور أكتوبر العظيم تحالف كبرى القوى العالمية في نهاية الألفية الثانية.. محطمين خط بارليف أقوى الخطوط الدفاعية على مر التاريخ، لتعود روح الوطن إلى جسده بالتحرير الكامل ورفع العلم المصري يوم الخامس والعشرين من أبريل عام 1982 ، ثم استعادة طابا في الخامس عشر من مارس عام 1989 ، عادت قواتنا المسلحة درع مصر وسيفها لتجديد العهد والوفاء عبر تحدٍ جديد حملته الألفية الثالثة، بتطهير سيناء من جماعات الشر، حملة رايات الإفك والضلال وخفافيش الظلام الذين حاولوا بسط أيديهم لسلب جزء من حدودنا الشرقية، بدعوة ومباركة من المعزول مرسي وقيادات جماعته المحظورة وعشيرته المعتدية، ومع كل روح غادرت جسد أحد شهدائنا وصعود نفسه المطمئنة لبارئها بعد أن روى رمال أرضنا المقدسة بدمائه الزكية.. تستعيد سيناء سرا أبديا من أسرار روحها الخالدة. 

ومثلما سعى المصري الأول لاستغلال ثروات سيناء باستخراج معدن النحاس وأحجار الفيروز قبل بدء تدوين التاريخ، استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يمنحها قبلة حياة جديدة باستثمارات حكومية بلغت خلال العام الماضي نحو ملياري جنيه ومشروعات عديدة بين إسكان وتحلية للمياه وطرق، بالإضافة إلى مدينة رفح الجديدة وأنفاق قناة السويس التي تؤكد على ربط سيناء بجسد الوطن لزيادة معدلات التنمية بها.. مشروعات عملاقة تضم مزارع سمكية وخمسة عشر مصنعا للرخام وخطين لإنتاج الأسمنت، ومناطق صناعية وأكثر من مئتي ألف فدان أراض زراعية، بالإضافة لإنشاء عدة مدارس بأحدث النظم والوسائل التعليمية لخدمة أبناء سيناء، فبالدماء والبناء والتنمية تقدم قواتنا المسلحة وقائدها الأعلى الرئيس السيسي ملحمة أسطورية جديدة من التضحيات والإنجازات.. لتحيا مصر.