الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل لون معنى ومغنى.. الفسيخ والبصل والبيض قصص على جدران الفراعنة.. نوستالجيا

عيد الربيع - أرشيفية
عيد الربيع - أرشيفية

يحتفل الشعب المصري وعدد من دول العالم بعيد الربيع إلا أن المأكولات تحديدا فى هذا اليوم تمتاز بخصوصية عند المصريين ارتباطا بما عكسته جدران الفراعنة برسومات الأطعمة التى ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذا اليوم.

وللبيض والفسيخ والبصل الأخضر حكايات ورموز عند القدماء الفراعنة جسدتها الجدران بنقوش ورمز ومدلولات.


وإذا تحدثنا عن "البيض" فهو يرمز عند المصريين القدماء إلى خلق الحياة من الجماد ، وكان قدماء المصريين يخرجون باكرًا في هذا اليوم لاستقبال شروق الشمس،و ينقشون على"البيض" الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ،و يجمعونه في سلال من سعف النخيل الأخضر ويتركونه في شرفات المنازل، أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق ، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم. حاملين طعامهم وشرابهم مرتدين ملابسهم الجديدة متزينين بباقات الزهور، ويحمل أطفالهم سعف النخيل المزين والملون.


وقد صورت بعض برديات منف الإله "بتاح" إله الخلق عند الفراعنة وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد ، وقد أخذ العالم عن مصر القديمة أكل البيض في شم النسيم فصار البيض الملون هو رمز "عيد الفصح" الذي يتزامن مع شم النسيم .


أما "الفسيخ "الاسماك المملحة فقد ظهر مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة "الفسيخ" ، و اعتبروه رمزًا للخير والرزق وتناوله في تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد .


وقد ارتبط "البصل" بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، وارتبط ظهوره برواية وردت في إحدى برديات أساطير "منف" القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة لعدة سنوات وعجز الأطباء والكهنة في معبد منف في علاجه ، ولجأ الفرعون إلى الكاهن الأكبر لمعبد "اون" معبد إله الشمس والذي أرجع سبب مرض الابن إلى سيطرة الأرواح الشريرة عليه وأمر بوضع ثمرة ناضجة من البصل تحت رأس الأمير بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ،كما علق على السرير وأبواب الغرف بالقصر أعواد البصل الأخضر لطرد الأرواح الشريرة وعند شروق الشمس قام بشق ثمرة البصل ووضع عصيرها في أنف الأمير الذي شفى تدريجيًا من مرضه ومنذ ذلك الوقت اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة.


 أما "الخس" وكان يسمى بالهيروغليفية "عب"، اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة. بالإضافة إلى "نبات الحمص الأخضر" وهو ما يعرف عند المصريين باسم "الملانا"، فقد جعلوا من نضوجه إشارة إلى قدوم الربيع.