الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نزار القباني.. شاعر النساء الذي فشل في أولى تجاربه الزوجية

صدى البلد

شاعر الغرام والهيام، أحبته النساء فظل فارس أحلام الكثيرات منهن، وقعن في حبال حبه من شعره، حتى ظنوه الزوج المحب الهائم لشريكة حياته، فعلقت النساء صوره على جدران غرفهن، وحفظن قصائده عن ظهر قلب، ومع كل قصيدة وبيت شعري، تطلق النساء العنان لخيالهن لتخيل كم الرومانسية التي كان بها شاعر المرأة الأول نزار القباني.


وبعيدا عن شعره ورومانسيته وقصائده التي لطالما دعم فيها المرأة وتغزل بها، كانت حياته الشخصية بعيدة كل البعد عن أشعاره، فلم يكن نزار القباني موفقا في اختيار زوجته الأولى، فبعدما كلل حياته بالزواج، لم يستمر به كثيرا لينهيه بالطلاق، بالرغم من فهمه للمرأة وعقليتها، إلا أنه لم يتمكن من الوفاق مع زوجته، فقررا سويا الطلاق.

تزوج نزار القباني في حياته مرتين، الأولى من زهراء آقبيق، ابنة عمه التي كان والدها رئيسًا لمحكمة الجنايات في الأربعينيات، وأنجب منها ولدا وفتاة، ولكنهما لم يعيشا طويلا فوافتهما المنية وهما شابين. 


ست سنوات فقط قضاها نزار القباني في عش الزوجية مع زهراء، ليعش سنينه بعد ذلك وحيدا، يسطر أبيات شعره في حب المرأة ويبحث عن الفتاة التي يتغزل بها في قصائده، لم ينبض قلبه ويخفق حبا مرة أخرى، ولكن واحدة أيقظت فؤاده وأشعلته بحب امرأة تصغره بـ16 عاما، إلا أنها سحرته بجمالها.

وقع شاعر النساء الأول في غرام بلقيس الراوي، تلك الفتاة التي خطفته بنظراتها، وبملامحها سحرت قلبه فأسرته في إحدى الأمسيات الشعرية في بغداد، ابنة العراق التي وقع في حبها نزار القباني، ذاب في غرامها شوقا حتى تقدم لخطبتها، لتقف عائلتها عائقا أمامه، ورفضته، كيف يزوجون ابنتهم لشارع النساء، الذي اعتاد التغزل في المرأة بقصائده الغرامية.


سنوات من الحيرة والرفض قضاها قباني، لم ييأس مع رفض أسرة حبيبته، حتى تدخلت أيادٍ عليا في العراق لتسيير الأمر، حتى كلل قباني حياته بحب حياته التي حلم بها، ليتزوج حبيبته بلقيس أخيرا، ويعيش معها أجمل سنون عمره، ويبدع في قصائده بأحلى الكلمات.

ولكن يبدو أن الحزن عرف طريقه إلى قلب نزار القباني فقرر عدم تركه وارتبط به، ليودع حبيبته في تفجير أودى بحياتها في السفارة العراقية ببيروت في وقت كان لبنان ينزف من حرب أهلية طويلة.

لم يتخيل أنه يوما سيكتب أبياته الشعرية رثاءً لحبيبته، فكتب في نعيها قائلا: "بلقيسُ كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِلْ .. بلقيسُ كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ .. كانتْ إذا تمشي ترافقُها طواويسٌ .. وتتبعُها أيائِلْ .. بلقيسُ يا وَجَعِي ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ هل يا تُرى .. من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ؟".

حمل نوار القباني نفسه مسئولية وفاة حبيبته، بعدما شعر بالذنب لتركها ترحل إلى بيروت وقت الحرب الأهليه التي اشتدت ضروسيها آنذاك، فكتب أفضل قصائده على الإطلاق التي حملت اسم حبيبته "بلقيس".