الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى توليه حكم مصر.. كيف تخلص محمد علي من المماليك والزعامة الشعبية؟

محمد علي
محمد علي


في 17 مايو من عام 1805 انفرد محمد علي باشا بحكم مصر، بعد مبايعة شيوخ ووجهاء مصر للباشا، عقب ثورة الشعب على سلفه خورشيد باشا.

خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، وكانت أول خططه للسيطرة على الحكم هي مذبحة المماليك التي خطط لها الباشا في الأول من مارس عام 1811، فقضى عليهم بعد أن أعد عدته، وجهز رجاله، ونصب الفخ، ودعا أمراء المماليك إلى حفل بالقلعة بمناسبة تنصيب ابنه طوسون على رأس حملة مصرية في الحجاز، لكن نية الباشا كانت مبيتة: القضاء على المماليك وفلولهم.

اجتمع المماليك في القلعة، وهناك أمر محمد علي باشا رجاله بغلق جميع الأبواب، تفاجأ المماليك، وأحسوا بالمؤامرة، وقبل أن يتداركوا الموقف، كان قضاء محمد علي نافذ، قُتلوا جميعًا بالرصاص في أشهر مذبحة في التاريخ، وهكذا انفرد محمد علي بالحكم وأحكم قبضته على المحروسة، وكان له ما أراد.

التخلص من الزعامة الشعبية

بعد أن استقر الوضع الداخلي للباشا بالتخلص من الألفي وفشل حملة فريزر وهزيمة المماليك وإقصائهم إلى جنوب الصعيد، حتى قرر محمد علي باشا إزاحة الزعماء الشعبيين.

في شهر يونيو من عام 1809، فرض محمد علي ضرائب جديدة على الشعب، فهاج الناس ولجأوا إلى عمر مكرم الذي وقف إلى جوار الشعب وتوعد بتحريك الشعب إلى ثورة عارمة ونقل الوشاة الأمر إلى محمد علي.

استغل محمد علي محاولة عدد من المشايخ والعلماء للتقرب منه وغيرة بعض الأعيان من منزلة عمر مكرم بين الشعب كالشيخ محمد المهدي والشيخ محمد الدواخلي، فاستمالهم محمد علي بالمال ليوقعا بعمر مكرم. 

وكان محمد علي قد أعد حسابًا ليرسله إلى الدولة العثمانية يشتمل علي أوجه الصرف، ويثبت أنه صرف مبالغ معينة جباها من البلاد بناء علي أوامر قديمة وأراد يبرهن علي صدق رسالته، فطلب من زعماء المصريين أن يوقعوا علي ذلك الحساب كشهادة منهم على صدق ما جاء به. إلا أن عمر مكرم امتنع عن التوقيع وشكك في محتوياته.

فأرسل يستدعي عمر مكرم إلى مقابلته، فامتنع عمر مكرم، قائلًا "إن كان ولا بد، فاجتمع به في بيت السادات." 

وجد محمد علي في ذلك إهانة له، فجمع جمعًا من العلماء والزعماء، وأعلن خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات، معللًا السبب أنه أدخل في دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال، وأنه كان متواطئًا مع المماليك حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، ثم أمر بنفيه من القاهرة إلى دمياط.

وبنفي عمر مكرم اختفت الزعامة الشعبية الحقيقية من الساحة السياسية، وحل محله مجموعة من المشايخ الذين كان محمد علي قادرًا على السيطرة عليهم إما بالمال أو بالاستقطاعات.