الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صاحبه تابعي... حكاية مسجد الإمام الذي حاز 4 خصال لم يكملها عالم

صدى البلد

قال الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، أن مســجـد الإمام الليث بن سعد بن عبد الرحمن وكنيته أبو الحارث هو من تابعى التابعين، من المساجد المهمة في القاهرة.

وتابع لموقع صدي البلد: "المسجد يقع فى شارع الإمام الليث بمدينة القاهرة وكان فى بدايتة قبرًا للإمام يشبه المصطبة، ويقول الموفق ابن عثمان إن الضريح جدد وأجريت عمارة المسجد فى أيام الناصر فرج بن برقوق على يد الشيخ أبى الخير محمد وكان ذلك فى عام 811 هـ/ 1408م.

يذكر المقريزى أن المسجد جدد فى سنة 832 هـ/ 1428م على يد امرأة قدمت من دمشق فى أيام السلطان المؤيد وعرفت باسم مرحبا بنت إبراهيم بن عبد الرحمن.

وفى عهد السلطان الملك الأشرف قايتباى أقام الأمير يشبك بن مهدى مئذنة لجامع الإمام الليث فى الطرف الغربى وذلك فى عام 884 هـ/ 1479م كذلك أجرى السلطان الغورى عام 911 هـ/ 1505م عدة تجديدات بالمسجد على المدخل الرئيسى.

أما القبة والمقصورة الموجودتان الآن على ضريح الإمام فى الضلع الجنوبى للمسجد فقام بعملهما الأمير موسى جوربجى مستحفظان فى عام 1138 هـ/ 1725م.

والإمام الليث بن سعد ولد فى شعبان عام 94 هـ/ مايو 713م وهو اصفهانى الأصل مصرى المولد إذ ولد ببلدة قلقشندة إحدى قرى القليوبية ، وقد كان الإمام الليث من الشخصيات البارزة فى مصر وكان الإمام الشافعى رضى الله عنه يتأسف على فوات لقائه.

وكان مع علمه وثرائه زاهدًا جوادًا فقد كان دخله كل سنة نحو مائة ألف دينار وما وجبت عليه زكاة قط لأن الحول لا ينقضى حتى كان ينفقها ويتصدق بها حتى لقب بأبى المكارم وقيل إن الإمام مالك كتب إليه من المدينة يقول "بلغنى أنك تأكل الرقاق وتلبس الرقاق وتمشى فى الأسواق".

فكتب إليه الليث بن سعد يقول "قل من حرم زينة الله" الآية. وقد أجمع العلماء على إمامته فى الفقه والحديث وقال يحيى بن بكير "ما رأيت أحدًا أكمل من الليث بن سعد،فقد كان فقيهًا عربى اللسان يحسن القرآن والفقه والنحو ويحفظ الحديث والشعر وحسن المذاكرة بها".

وتوفى إلى رحمة الله يوم الخميس منتصف شهر شعبان عام 175 هـ/ ديسمبر 791م ودفن يوم الجمعة بالقرافة الصغرى وقد أسف عليه أهل مصر وصاروا يعزى بعضهم بعضًا.

ويروى أن الإمام الشافعى لما وقف على قبره قال: "لله درك يا إمام لقد حزت أربع خصال لم يكملهن عالم: العلم والعمل والزهد والكرم".