الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران في مرمى النيران


لم تكن القمم الثلاث التي أقيمت في مكة منذ أيام، سوى رسالة إنذار شديدة اللهجة للعالم على ما تفعله إيران، وان إسلامها إنما تستخدمه لأهداف أخري، أهداف تعادي بها دول المسلمين أكثر من دول الغرب، وقد وضعت السعودية ومعها جُلّ الدول العربية العالم أمام مسئوليته التاريخية، حين كشفت مزيدا من مساوئ النظام الإيراني الذي يزداد ويتغلغل بطريقة تدميرية وتهديدية لكل جيرانه، كما كان الرئيس السيسي واضحا حين أعاد رسالته بأن أي تهديد لدول الخليج يقتضي منا مواجهته بمنتهي الحكمة والحزم.

خلال الفترة الماضية ومع اشتداد الخناق علي إيران كشفت عن وجهها الحقيقي الذي كثيرا ما كانت تخفيه، وتدعي غير الحقيقة، فما إن كثرت رسائل التهديد الأمريكية وتحرك أسطولها في البحر حتى بادرت إيران عبر وكلائها الذين تدعمهم، بإرسال رسائل التخويف والتحذير، فكان أولي الرسائل هي تعرض السفن التجارية في الخليج للتخريب من قبل مجهولين، كشفت فيما بعد أنها إيرانية بأيدٍ حوثية، ثم إطلاق صاروخ في محيط السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد، وهو من نفس الطراز الذي تروجه إيران، وتستخدمه الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، ثمّ أخيرا خروج أهم وكيل لها وهو زعيم حزب الله حسن نصر الله بعد انعقاد القمم في مكة محذرا من حرب علي إيران، حيث قال في خطابه " الحرب على إيران تعني أن كل المنطقة ستشتعل، وكل القوات الأمريكية والمصالح الأمريكية في المنطقة ستباح، وكل الذين تواطأوا وتآمروا سيدفعون الثمن، وأولهم إسرائيل وآل سعود" كل ذلك يدل دلالة مباشرة أن إيران بالفعل مهددة لجيرانها ومخترقة عددا من الدول العربية والخليجية عبر مليشيات تأتمر بأمرها،وجاهزة لتفجير الوضع والمنطقة عند أول إشارة من طهران.

لا يخفي على أحد أن طهران طيلة 40 عاما منذ قدوم الخميني عام 1979 ونشأة الحرس الثوري، وهي لا تكف عن إحداث الأزمات وخلق الصراعات، فبعد ترأس النظام هناك بثلاث سنوات حتى وجدنا احتجازا للرهائن الأميركيين، وبعدها بدأت سياسة تصدير الثورة ودعم الإرهاب كما حدث من هجوم على السفارة الأميركية في بيروت عام 1983 ، وقبلها الحرب مع العراق ، ثمّ القيام بعمليات إرهابية كما ما حدث من استغلال لموسمي الحج لعامي 1986 و1987 وإرسال متفجرات مع الحجاج وتحريض حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، وهكذا تاريخ طويل لا ينتهي من التدخل في شئون الدول وشيطنة الأحداث فيها، كما يحدث في لبنان واليمن والبحرين وغيرها.

قمم مكة الثلاث كانت واضحة في رسائلها وتحذيراتها، وأن إيران ما لم تتوقف عن أعمالها التخريبية وتدخلها السافر في شئون الدول فستكون في مرمي نيران العالم العربي أجمع فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تطيق صبرا على أفعالها الاستفزازية ومواصلة نشاطها النووي المهدد للسلم العالمي، فالآن أصبحت هناك خريطة طريق إسلامية وعربية وخليجية في مواجهة المخاطر الإيرانية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط