الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي رضوان يكتب: الممر..محاولة جيدة لعودة السينما الحربية

صدى البلد

عندما كان يتم شحن مشاعري وأحاسيسي، وانتبه لأحداث الفيلم وربما تصل لحد تساقط "الدموع" تأثرا فجأة يوقظني السيناريو والحوار "الضعيف" وأفقد الحالة السينمائية التي وصلت لها! هكذا كان حالي أثناء مشاهدة فيلم "الممر" للمخرج شريف عرفة، لذلك كنت أفضل أن يقتصر الفيلم على الناحية العسكرية وجبهة القتال مكانا لأحداث الفيلم بدلا من "الحشو" بمشاهد رومانسية وإجتماعية تفصل المشاهدين عن الحالة وبالتالي يضعف تأثيره النفسي والمعنوي عليهم، وربما تراجع الفيلم للمركز الثاني في الإيرادات بسبب اعتقاد الجمهور ان الفيلم كانت جرعة الاكشن به ستكون أكبر وأفضل "تنفيذا" مما شاهده، وعادة تلك النوعية من الأفلام تتصدر إيرادات السينما العالمية، ولو أكتمل الفيلم بنفس قوة الجزء الثاني كان سيكون موقفه أفضل جماهيريا.

كنت قد كتبت سابقا عقب مشاهدتي لفيلم "دانكيرك" عن أهمية عودة الأفلام الحربية وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخنا النضالي في سنوات الحرب الطويلة، ولذلك سعدت بأخبار مشروع فيلم "الممر" بعد أن كانت هناك محاولة لإخراج فيلم ايضا عن بطولات الصاعقة وقائدها الأسطوري ابراهيم الرفاعي ولكن ظهر فيلم "الممر" عن رجال الصاعقة أيضا وعملياتهم أثناء حرب الاستنزاف التي أعقبت هزيمة يونيو 1967، البداية كانت جيدة تصويرا وإخراجا من أرض المعركة وتصوير ضربة العدو المفاجئة ولحظات الانسحاب، ولكن فجأة ذهب السيناريو لمنزل الضابط وأسرته وأحد الجنود مع خطيبته ليفقد الفيلم "ريتم" أحداث البداية المتسارع بعد أن شحن عاطفة الجمهور.
لا أعرف اذا كان هناك مستشار سياسي للفيلم أم لا !؟ حتى يوضح خلفيات تلك الهزيمة "النكسة" وأطرافها السياسية والإعلامية، طالما تحدثنا عنها كنقطة بداية للأحداث فيجب توضيح خلفيات كثيرة لها طالما ذهبنا للحياة المدنية بدلا من القفز وصناعة "خناقة بدائية" في سنترال بين الضابط وبعض أبناء شعبه أو شاب يترك خطيبته! أو استعراض في تياترو لتوضيح موقف الشعب من تلك الهزيمة!
هل كان الأولى للسيناريو ظهور نموذج "هيكل" ام نموذج "إحسان"رمزا للصحافة عن تلك الفترة الهامة؟! بالطبع دور هيكل كان أهم طالما قرر السيناريو الحديث عن الصحافة وفي رأيي كان يجب أن تقتصر الأحداث منذ البداية للنهاية على "الجبهة" والثكنات العسكرية، فجزء الجندي وخطيبته والضابط مع زوجته وابنه "أضعف" أجزاء الفيلم وبسهولة تسمع أصوات الجمهور في صالة العرض تعلو خلالها!

في كل الأحوال فيلم "الممر" إعادة تأريخ لفترة هامة من نضال رجال الجيش المصري ويجب أن يتبعه أفلاما أخرى عن تلك الفترة وحتى حرب العبور في 1973 والتركيز على التحديات والصعوبات التي واجهت الجنود والضباط فهناك عمليات كثيرة تمت تستحق أفلاما.
ويحسب للمخرج شريف عرفه إنجاز الفيلم بعد كثيرا من المحاولات لصناعة فيلم حربي، وظهور فريق التمثيل بمستوى متميز لأغلبهم وكانوا مناسبين جدا لادوارهم.
بطل الفيلم أحمد عز يقدم مرة أخرى أداءا متميزا ويحسب له انه ابتعد عن تفاصيل شخصية ضابط الشرطة التي جسدها في فيلم "الخلية"، ولكن الحوار لم يساعده أحيانا في إظهار إنفعالات جيدة! وإياد نصار "مقنع جدا" في دور الضابط الإسرائيلي ومن أفضل ممثلي الفيلم ومعه أحمد رزق ومحمد فراج وان كان تأثر فراج بعض الشيء بالجندي "أحمد سبع الليل" في فيلم البريء خاصة حركات جسده، أما أحمد صلاح حسني وأحمد فلوكس ومحمود حافظ فمن أفضل الأدوار التي شاهدتها لهم ومحمد الشرنوبي وامير صلاح الدين ايضا، وظهور مميز للفنان شريف منير بشخصية ضابط الشرطة.
والعنصر النسائي ظهوره كان محدود هند صبري وأسماء ابواليزيد "ظهور مشرف" كما نقول.
الموسيقى لعمر خيرت من أهم العناصر التي لمست مشاعر الجمهور مع الاغنية التي كتبها امير طعيمه وأداها الشرنوبي، وساعدت على تفاعل الجمهور في أجزاء كثيرة من الفيلم.
بالتأكيد هي عودة جيدة لصناعة الأفلام الحربية بعد سنوات طويلة ومع صناعة أفلاما أخرى حربية ولكن "بتركيز" أكثر حتى تكون النتيجة أفضل، الغرض من مثل تلك الأفلام عودة الروح للشعوب وإستحضار عاطفته لذلك الغرب مستمر في صناعة أفلاما عن بطولاته ومعاركه والعام الماضي انتجت السينما العالمية 12 فيلم على رأسها فيلم المخرج المبدع كريستوفر نولان "دانكيرك" والذي ركز في أحداثه على إبراز العوامل النفسية ومشاعر وأحاسيس الجنود المحاصرين بعد هزيمة الإنجليز "المذلة".
في النهاية إعادة الحياة من جديد لتلك الأفلام سيتيح لصناع سينما أخرين فرصا أخرى بتكنيك جديد.