الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من عيسى حياتو إلى أحمد أحمد .. 32 سنة اتهامات فساد بـ الكاف

عيسى حياتو وأحمد
عيسى حياتو وأحمد أحمد

على مدار سنوات تخطت الثلاثين عاما قضاها الثنائي الكاميروني عيسى حياتو وخليفته أحمد أحمد من مدغشقر رئيسا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" واتهامات الفساد تلاحق مسئولى الكاف.

وبات منصب رئيس الكاف تلاحقه اتهامات الفساد على المستوى المالى والإدارى فى المحافل الدولية وأصبحت سمعة القارة السمراء على المحك بعد القبض أمس الخميس على أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على خلفية بلاغات وردت إلى السلطات الفرنسية من قبل عمرو فهمى سكرتير الكاف السابق.

صدى البلد يستعرض اتهامات سبق وأن طالت الأسد الكاميرونى والسياسي الملغاشى بعد تولي كل منهما رئاسة الكاف.

الأسد الكاميروني العجوز

تولى عيسى حياتو منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لمدة 30 عاما، وثبت تورطه مع اثنين من أعضاء "فيفا"، في قضية فساد والحصول علي رشاوى من وكالة اتصالات متخصصة فى التسويق الرياضي، لبيع الحقوق الحصرية لكأس العالم، وتتعلق هذه الوثائق الخاصة بالمؤسسة بـ157 دفعة غير قانونية فى الفترة الممتدة بين 1989-1999 بقيمة 100 مليون دولار.

الكاميروني عيسي حياتو تورط في الكثير من قضايا الفساد والمخالفات المالية والإدارية خلال رئاسته للكاف وتم توجِيه اتهامات بالفساد تتعلق بملف استضافة قطر كأس العالم 2022، بتقديم الهدايا والمال لدعم ترشيح قطر لاستضافة المونديال، لكنه نفى هذه الاتهامات بشكل قاطع.

كما قدم جهاز حماية المنافسة المصرى، بلاغا ضد مسؤولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لمخالفته القانون رقم (3) لسنة 2005، باستغلال رئيس الاتحاد لما يتمتع به من حصرية لحقوق الرعاية لبطولات القارة الأفريقية وحقوق البث، والقيام بمنحها مباشرة وبصفة باتة مستمرة لشركة وحيدة، وهى التى حصلت على هذا الحق.

كما وجهت لـ"حياتو" اتهامات بوجود مجاملات من جانبه في اختيار البلدان المستضيفة للبطولات الكبري في القارة السمراء، هذا بجانب بعض المخالفات المالية الأخري داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، والحصول على رشاوى وفساد إداري كبير بالكاف، بجانب فساد التحكيم خلال سنوات رئاسته للكاف.

القضية تم إحالتها للمحكمة في مارس 2017، وذلك لقيامهما بمخالفة قانون حماية المنافسة المصري رقم 3 لسنة 2005، والمتمثلة في استغلال الاتحاد ما يتمتع به من حصرية لحقوق الرعاية لبطولات القارة الإفريقية وحقوق البث، والقيام بمنحها مباشرة وبصفة باتت مستمرة لشركة وحيدة، وهي التي حصلت على هذا الحق وفقًا للعقد المنتهي في سبتمبر 2016، وليتم التجديد لها مرة أخرى، حتى قبل انتهاء تاريخ العقد، ولفترة زمنية أخرى إلى 2028، بل مع إعطاء أولوية لذات الشركة في التمتع بهذه الحقوق حتى عام 2036. هذا وجاء التجديد على الرغم من محاولة جهاز حماية المنافسة منذ عام 2010 ثم يونيو عام 2016 بمخاطبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والاتحاد المصري لكرة القدم، بضرورة التنسيق مع جهاز حماية المنافسة المصري عند إعادة طرح حقوق تسويق وبث المسابقات الرياضية لكرة القدم في إفريقيا، بما يضمن الاتساق مع القانون ويحمي المنافسة، ويصون حقوق المشاهد المصري الشغوف بكرة القدم، وهو الأمر الذي لم يتلقَّ عنه الجهاز أي رد أو استجابة من الأطراف كافة.

وفي مارس 2017، أحال النائب العام المصري "حياتو"، للمحكمة الاقتصادية، بتهمة مخالفة قانون المنافسة المصري بشأن حقوق بث البطولات القارية.

وقال جهاز حماية المنافسة في مصر، إن "حياتو أعطى شركة لاغاردير سبورتس حق البث لفترة 12 عاما من 2017 وحتى 2028، وكان قد منح الشركة الحق ذاته عام 2008 حتى عام 2016 لتستحوذ على هذا الحق لفترتين متصلتين لمدة 20 عاما" وذلك بناءا على بلاغ تقدمت به الدكتورة منى الجرف، رئيسة جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية التى اتهمت خلاله رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم السابق، بمخالفة المادة "8" فقرات "أ"و"ب" و"د" من قانون "5"، حماية المنافسة، وإساءة استخدام حق امتلاك استغلال البث المتعلق ببطولات كرة القدم.

ومن ضمن الاتهامات أسند عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم سابقا، لشركة "لاجاردير سبورت" دون طرحه للشركات الأخرى الراغبة فى الحصول عليه، وذلك لمدة 12عامًا ما بين 2017 و2028 وقضت محكمة القاهرة الاقتصادية حينها بتغريم عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم سابقا، وهشام العمرانى، سكرتير عام الاتحاد، سابقًا مبلغ خمسمائة مليون جنيه لكل متهم، وإحالة الدعوتين المدنيتين إلى المحكمة الجنائية، فى اتهامهما بمخالفة قانون منع الممارسات الاحتكارية.

الملغاشي أحمد أحمد
في مارس 2017 سيطر التفاؤل على جماهير الكرة الأفريقية واعتبرت قدومه بأنه نهاية عصر الفساد الذي استشرى نحو 30 عاما في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بزعامة عيسى حياتو بعدما فاز أحمد أحمد، رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم وقتها، برئاسة الاتحاد الأفريقي “كاف” خلال الفترة من 2017 – 2021 بعدما حصل على 34 صوتًا مقابل 20 لعيسى حياتو الذي ترأس الاتحاد لمدة 30 عاما.

عام واحد مر على انتخاب أحمد أحمد وملفات الفساد صارت تلاحقه فى عهده فضيحة فساد في الكرة الأفريقية طالت نحو 100 حكم ومسؤول في دول عدة وتم إصدار قرارات بالشطب بحق العديد من قضاة الملاعب الى جانب فضائح التحكيم الأفريقي الذي عانى ضعف المستوى بشكل عام خصوصا في السنوات الأخيرة، وهو ما ظهر جليا في نهائي النسختين الأخيرتين من دوري أبطال أفريقيا على خلفية أزمة الحكم الجامبي بكارى جاساما مما تسبب فى إعادة مباراة إياب نهائى دورى أبطال إفريقيا بين الترجى والوداد البيضاوى.

منذ بداية 2018 طفت على السطح اتهامات قام بتوجيهها الأمين العام السابق للاتحاد الإفريقي عمرو فهمي بفساد رئيس الكاف أحمد أحمد وكانت بداية إشعال الفتيل بعدما عززها تقرير من الموقع المتخصص في هذه القضايا Inside World Football، وكشف هو الآخر جزءا من مستندات حصل عليها تتعلق بفساد مستشر بأروقة الكاف تطال الرئيس نفسه.

سمعة الكرة الأفريقية أصبحت على المحك على إثر اتهامات طالت أحمد أحمد ووفقا لصحيفة «جون أفريك» الفرنسية، تم إلقاء القبض على رئيس الاتحاد الأفريقي داخل أحد فنادق العاصمة الفرنسية باريس، الذي يقيم فيه على هامش مشاركته في اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا من قبل المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية (Oclif)، ويأتي على خلفية العقد الذي تم فسخه من جانب واحد من قِبل CAF مع الشركة المصنعة للمعدات الألمانية Puma.

ونشرت وكالة "رويترز» خلال شهر أبريل الماضي تقريرًا حول تهم الفساد التى تحيط رئيس "كاف"، حيث أشار إلى أن أحمد أحمد أنفق 470 ألف دولار على أربع سيارات خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى فاتورة تبلغ 740 ألف دولار تقريبًا، من المفترض أن يتم توزيع الشحن الجوي من إحدى الشركات التي تتخذ أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، وانتهاك القوانين لزيادة التمثيل المغربي داخل الاتحاد الأفريقي.

وخضع أحمد أحمد إلى الاستجواب أمام السلطات السويسرية قرابة الـ 10 ساعات وتم إطلاق سراحه مع إلزامه بالخضوع إلى التحقيقات فى أى وقت يتم استدعاؤه إضافة إلى اعتزام السلطات الفرنسية إرسال لجنة تفتيش إلى مقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فى القاهرة فى إطار استكمال التحقيقات الجارية.