الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي رضوان يكتب: حملة فرعون..مولد وصاحبه غايب!

صدى البلد

أسوأ مما توقعت، هكذا قلت بعد مشاهدة فيلم "حملة فرعون" كنت أتوقع فيلم تجاري جيد الصنع خاصة بعد الدعاية الكبيرة التي سبقت الفيلم والأسماء الكثيرة التي تشترك في بطولته "عربية وأجنبية" ولكن أغلب الظن أن تصميم جهة الإنتاج على "التعجل" بصناعة الفيلم بفريق عمل جديد وبدون تحضيرات بعد إنسحاب الفريق القديم سبب النتيجة "السلبية"! 

معظم أحداث الفيلم عبارة عن مشاهد مفاجأة للجمهور دون رابط أو منطق بينها سوى الأكشن "المهم نكمل الفيلم" بأكبر كم من مشاهد الأكشن ! فيلم لا يحرك مشاعر الجمهور سلبا او إيجابا مع أبطاله، لماذا سوريا ولماذا المليشيات و داعش ولماذا ولماذا! قصة بلا دراما جيدة ومقنعة للجمهور، حتى الشخصيات "نسى تعريف الجمهور بها" لو تم صناعة الفيلم هنا وعصابه تختطف الطفل وتطلب فدية "قصة طبيعية محلية" بالطبع سيكون أفضل كثيرا ويستطيع صناع الفيلم "السيطرة" على الأمور التي ذهبت بعيدا وبتنفيذ سييء! ولذلك كنت أستمع لسخرية الجمهور تقريبا طوال مدة عرض الفيلم، بسبب عدم إقتناعهم بما يشاهدون سواء أكشن أو ما ندر من دراما! وللاسف حتى الأداء كان مخيبا للآمال رغم "حفنة" الموهوبين بالفيلم.

المنتج أحضر في فيلمه السابق " بويكا" ولكن توظيفه كان جيدا ومقنعا ونفذ مشاهده بلياقه بدنية مرتفعة، عكس من استعان بهم في "حملة فرعون" فالأمر مجرد أسماء فقط دون توظيف جيد لها، بطل عالمي في الملاكمة اعتزل منذ سنوات وأصبح بعيدا عن ممارسة الرياضة وظهر ذلك في مشهد "الجري" والاشتباك كان مضحكا للجمهور وممثل اجنبي "ذا ماونتن" اعتمد على ضخامة جسده وبطلين رياضيين مصريين لا يجيدان التمثيل ما كل هذا؟! يبدو انه عملا بمبدأ "زيادة الخير خيرين"! بالطبع هي مغازلة للجمهور وفشل توظيفهم فنيا، مثلا الشحات مبروك لو محل مايك تايسون كان سيكون أفضل ! 

مشاهد الأكشن قديمه وغير مناسبة لأبطاله بعضهم كان يلزمه تدريبات لأسابيع حتى ينفذ مشاهده بشكل جيد ولكن الفيلم كان أشبه بالمولد زحام من الممثلين بدون فائدة، كنا في الماضي نصنع معارك بسيطه أكثر اقناعا للمشاهدين! هل يعقل أحد الابطال يقوم بتصنيع متفجرات بدائية يواجه ميليشيات دولية تستخدم أحدث الأسلحة مثل الجيوش النظامية!؟ ثم ينتحر بشكل هزلي! 

ولكن يبدو أن صناع الفيلم كانوا على قناعة تامة ان الأكشن يجب أن يكون من البداية للنهاية ولكن كيف وأبطال الفيلم ليسوا نجوم أكشن وبمغامرة ساذجة لا تتحمل ما شاهدنا، وللأسف أمتدت العناصر الفنية السيئة بالفيلم لعنصري التصوير والمونتاج غير جيدين، رغم أن مخرج الفيلم رؤوف عبدالعزيز من أفضل مديري التصوير!
فريق التمثيل بعضهم من أصحاب المواهب الكبيرة ولكن ليس في الإمكان أفضل مما كان! فمشاهدهم الدرامية تعد على أصابع اليد، بطل الفيلم عمرو سعد لا أعرف كيف وافق على هذا السيناريو واقتنع به ! بالتأكيد اقتنع بشيء واحد انه سيحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر وهو ما يبحث عنه ولكن للأسف ما حدث ضده ولم يقترب من نجاح "مولانا" الجماهيري والنقدي! لماذا يهدر موهبته بمثل تلك الاختيارات والمغامرات الغير محسوبة، ومعه ممثلة موهوبة " روبي"والتي تبحث أيضا عن توليفه تجارية ناجحة وهو حق للفنان ولكن لا يجب أن أوافق "بثقة عمياء"،
كان هناك إجتهاد من حمدي الميرغني في إلقاء بعض الافيهات كانت تخفف من الأكشن المتتالي فوق رؤوس المشاهدين ومعه رامز امير الوحيد الذي وضح انه قادم من "الجيم" للبلاتوه! فتحرك برشاقة في مشاهد الأكشن، ومحمد لطفي ومحمود عبدالمغني وسوزان نجم الدين كانوا أيضا من ضيوف تلك "الغارة" السينمائية! والتي لم تحقق أهدافها في شباك التذاكر فاحتل المركز قبل الأخير في أيام العيد!

رغم مرور أكثر من 25 سنة على إنتاج "شمس الزناتي" إلا أن "حملة فرعون" ظهر أقل فنيا رغم إنه المفترض العكس!؟
أرجو من شركات الانتاج التفكير كثيرا قبل الاستعانة بممثلين أجانب في أفلام قادمة.