الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسرين حجاج تكتب: عمار يا ماليزيا

صدى البلد

وتكررت زيارتى لماليزيا بلد الإبتسامة والنظافة والتعددية الدينية وناطحات السحاب البلد التى كلما ذهبت لمنطقة فيها جذبنى تنسيق أشجارها ونباتاتها فهم مبدعون فى التنسيق والنظافة فى الشوارع إذا ذهبت لكوالالمبور لن تغمض عينيك فربما فاتك شكل جمالى فى شارع من الشوارع .

شهادتى أصبحت مجروحة فى ماليزيا ولكن اليوم سأكتب مقالى عن أبدع وأجمل شئ رأته عينى فى كوالالمبور وتحديدا فى "نيجارا الحديقة الوطنية للحيوانات" 

وللتشويق لن أذكره الآن فى منتصف المقال ولكن أوعدكم أنها معلومات مهمه جدا وسأرويها بالتفصيل ويهتم بها الكبير والصغير لأنها عن حيوان نعشقه ونفضله جميعا ونتداول فيديوهاته بحالة من السعادة .

والآن سأسرد لكم بعض المعلومات عن الحديقة العظيمة جدا وهى حديقة تعد من أكثر وأهم المزارات السياحية "
وعند مدخل الحديقة تجد قطعة رخام كتب عليها بالعربية الآتى :

حديقة الحيوان الوطنية 

أسست عام ١٩٦٣ وإفتتحت رسميا من قبل سيادة "تنكو عبدالرحمن بوترا الحاج" أول رئيس وزراء فى ماليزيا . وتغطى الحديقة مساحة ٤٢ هكتارا وهى تدار بالكامل من قبل جمعية حدائق الحيوانات فى ماليزيا . والهدف الرئيسى من إنشاء حديقة الحيوانات الوطنية المحافظة والتعليم والبحث إضافة إلى تقديم المتعة للسكان المحليين والزوار الأجانب.

أنشئت أول حديقة للحيوان فى ماليزيا عام ١٩٥٧ عندما قامت جمعية البستنة والسياحة الزراعية بإنشاء أول حديقة حيوان مصغرة بمناسبة قيام معرضها الزراعى الأول وبعد ذلك تطورت الحديقة مع إنشاء جمعية حدائق الحيوان الماليزية عام ١٩٦١ ويعتبر "تان سرى" فى أم هوستن مؤسس حدائق الحيوان المسؤول عن المستوى الحالى الذى وصلت إليه حديقة الحيوان الوطنية.

وفى البداية كانت الحديقة تحتوى على مجموعة قليلة من الحيوانات منها النمر الهندى والصينى ويلقب "نيكى" وثلاثة قرود محلية سميت "جاكو وسوزان وجين" وستة تماسيح وبعض الحيوانات الأخرى فكانت بذلك أول مجموعة للحيوانات فى الحديقة أما الآن فهى تستضيف ما يقرب من ٤٠٠٠ حيوان من ضمنها الثدييات والزواحف والطيور والأسماك فى مناطق متطورة ومتعددة.

والأن لن أطيل عليكم وسأفجر مفاجأة حديقة نيجارا الوطنية :

كل ما رأيته هناك شيئا مبهرا وتنسيقا وجمال ونظافة ورقى فى التعامل مع السياح وهناك حيوانات رائعه مثل طيور الفلامنجو والقرود المطلقة المنتشرة على الارض بالقرب من الزرافة والبجع وتتسلق الأبواب والحدائق وتمشى بجوارنا ونحن نمشى كل ذلك جميل ولكن هناك لافته خرجت أعينى من كثرة السعادة والإنبهار ماذا قرأت ...
نعم إنها هى يا الله تمنيت ولكنى كنت متأكده أنه حلم ولكن الحلم تحقق وفجأة شكرا حديقة نيجارا الوطنية ....
المفاجأة.

إنها الباندا يا ساده نعم إنها هى ذلك الكائن اللذيذ الذى يشعرك بأنه من عائلتك وأنه يجب أن تحتضنه وترتمى بين أحضانه بكل حب.

لن أطيل عليكم وسأدخل فى الشرح هو مبنى ضخم بنى بعناية وبمواصفات عالمية مركز متخصص فقط للباندا وسأروى لكم حكاية أسرة تتكون من أب وأم وإبن وإبنة من الباندا.

تكلمت مع المسؤولة هناك وهى سيدة ماليزية تبلغ من العمر ربما ستين عاما وهى متطوعة لحبها للباندا حكت لى أن أسرة الباندا الموجودة حاليا فى الحديقة هى باندا مؤجرة من الصين لمدة عشرين عاما وقد إشترطت الصين بناء هذا المكان بناء على المواصفات القياسية التى حددتها وقد وافقت الجمعية القائمة على الحديقة وبنته وتم الإتفاق على أنه كلما ولدت الأم صغيرا ترعاه الجمعية حتى عمر سنتين ثم يفصل ويسافر للصين وهكذا .

وبالفعل كان هناك إبن ذكر تم السنتين ثم فصل عن أمه وسافر إلى الصين.

قالت لى المسؤولة والمشرفة على الباندا هناك أسطورة تحكى عن الباندا وأنهم يعتقدون فى هذا الشئ يحكى أن الباندا كان لونه أبيض وعندما كانت تجلس الباندا فى كهف كانت ترعاه المحاربة القديمة وتهتم لشأنه وتطعمه وتحميه وتقول الأسطورة ذات مره دخل عليهم نمر آسيوى ضخم مخيف فواجهته المحاربة بكل شجاعة وبأسلحتها الموجودة فى هذا الوقت وخافت الباندا وهربت . 

بعدما حمت المحاربة الباندا من هجوم النمر هجم النمر على المحاربة وقتلها وهرب وعادت الباندا لتجد المحاربة قد ماتت فأشعلت الباندا شعلة حدادا على المحاربة وحزنت حزنا شديدا وعندما انطفئت النار أخذت الباندا الرماد المتبقى ووضعته حول أعينها وحول أذنيها ووضعته على أيديها وأرجلها ومنذ ذلك الوقت تغير شكل الباندا ليصبح من اللون الأبيض إلى اللون الأبيض فى أسود بالشكل الذى نراها فيه ونعرفها به وهنا إنتهت الأسطورة الذى يقتنع الصينيون بها.

قالت المشرفة المسؤولة وهى تتحدث الإنجليزية وهى ماليزية وتشبه الصينيين بأن الأب والأم هنا لهم أسماء وبيانات وكل شئ يسجل يوميا بمنتهى الدقة وأن أعمار الباندا تكون ٢٥ سنه عادة ولكن بعد الإهتمام والمراعاة بنوعية وجودة الطعام والإشراف الطبى اليومى وإضافة الطعام الصحى الممزوج بالبامبو كى تأكله الباندا دون الإعتراض وصل العمر إلى ٣٥ عاما وهذا تقدم يحسب للقائمين بهذا المجهود والأبحاث المستمرة عن الباندا .

الأم هنا فى المركز تسمى "فينج يي" مواليد الصين شهر أغسطس ٢٠٠٦

إسم الأم "في في" إسم الأب "ووه جانج" هواياتها تسلق الشجر والتكاسل تم إختيارها من ضمن أيقونات أوليمبياد بكين ٢٠٠٨.

الأب يسمى "فو وا" ولد فى الصين مواليد أغسطس ٢٠٠٦ أيضا وإسم الأم "لونج زين" إسم الأب "لو لو" شخصيته صديق ودود ومطيع تم إختياره واحد من أيقونات أوليمبياد بكين ٢٠٠٨.

هناك لوحات بها إرشادات للزائرين سواء كانت معلومات عن الباندا أو تنبيهات مثل عدم إزعاج الباندا وعدم التصوير بفلاش أو أى إصدار أصوات من شأنها تعكير مزاجها أو إفساد هدوئها ولحظات التكاسل والإستجمام التى تعيشها الباندا هناك .

هناك لوحة كتب عليها وكأن الباندا تحكى عن نفسها فتقول : عضلات وعظم فكى تستطيع أن تكسر البامبو بسهولة ضروسى أقوى سبع مرات من البنى آدمين . وعندى ٦ أصابع ، أنا لا ألجأ للبيات الشتوى لأن البامبو لا يعطينى دهونا لأختزنها ولكنى ألجأ للجلوس فى الكهوف والصخور والأشجار المجوفة .

وقالت المشرفة المسؤولة عن المركز أن هناك مطبخا مخصوصا لإعداد طعام الباندا سواء الصغير أو الأب والأم وهناك كيكة الباندا وهى عبارة عن : بيض حبوب صويا ذرة ارز سكر ملح كالسيوم بودر زيت الذرة . وهذه مقادير تصنع منها كيكة للصغير.

وبرغم أن الباندا لا تأكل إلا نبات البامبو إلا أنهم يدخلون البامبو فى الطعام كى تأكلها ولكى يمدوا جسمها بكل ما تحتاجه .

أخذتنى المسؤولة عن الباندا وأدخلتنى ممرا طويلا به غرفة العناية بالباندا وهى مولودة وغرفة للكشف الطبى وغرفة لإعداد الطعام "المطبخ" وجميعها مغلقة وبها حائط زجاجى ننظر من ورائه وهو غير مسموح للزوار .

جلست عند الباندا ساعتين ونصف الساعة وربما أكثر لا أشعر بالوقت كانت تغمرنى أحاسيس لا أعرف حتى وصفها تمعنت صغيرة الباندا وهى تبلغ من العمر ١١ شهرا  وهى كبيرة الحجم ولكنها بالتأكيد ليست بحجم الأم أو الأب وقلت سبحان الله على هذا التكوين الجميل.

معلومة مهمه قالتها المشرفة لى وهى أن الأب بعد الزواج ينتقل إلى مكان ويأخذ مكانا ليعيش فيه بمفرده شبه منعزل عن الإزعاج ولا علاقة له بالأم أو بالصغير بعكس الأم ترافق صغيرها وتلازمه حتى بعد الفطام .

هنا لوحات استرشادية عندما تدخل مركز الباندا اللوحة عليها مجسمات للباندا من وقت الولادة الا اكتمال بلوغه وتطور عمره مكتوب تحت كل مجسم الوزن المثالى فى هذا العمر وهناك مجسم آخر ولكنه حقيقى جماجم للباندا بالفك وبالأسنان .

تنزل السلم الطويل الحلزونى النظيف جدا لتنتهى بباب زجاجى وتدخل لتتفاجأ بالبرودة تكييفات عالية جدا وكشافات كبيرة وكثيرة فى كل مكان تعمل عندما يحتاجونها السقف زجاجى ولكنه يغلق ويفتح من تحت الزجاج ولكنه محكم الغلق بالطبع الأشجار الطبيعية فى كل مكان المنسقة والمدروسة بشكل جميل يبهر الناظرين هناك شلال صغير جمالى عند صعودك لسلم الكوبرى الذى ستقف فوقه لتشاهد الباندا تحت أو على الشجر او عند ألعابها المكان كأن به حديقة وغابة وكهفا صغيرا جدا.

وهناك مواعيد لإطعام الباندا وكانت ستفوتنى لولا ملحوظة أتتنى من المشرفة لتقول لى "إذا كنت تريدين أن ترى الباندا وهى تأكل اخرجى وتعالى بعد نصف ساعة.

وبالفعل خرجت من البوابات الداخلية لأدخل لمكان المطعم ومكان "السيفونير" أشياء تذكارية للباندا حتى الطعام فى المطعم على اشكال باندا والحلويات والآيس كريم والبونبون على شكل باندا.

دخلت مره اخرى للباندا بعد مرور النصف ساعة ووجدت الباندا استيقظت من نومها بمنتهى الكسل وهى تجلس فى مكان عال مبنى لها بالخشب كالأشجار وبه مكان للتسلق آمن لأن الباندا الإبنة "شقية" دخل شابان عمرهم لا يتجاوز ٢٥ ينظفون المكان للباندا ويحملون بواقى البامبو وهى مطحونه من فك الباندا وهى بالقرب من مكان جلوسها ينظفون المكان ثم يأتون بالطعام طبق به فاكهه وخضار "جزر تفاح كمثرى" مقطعين لأصابع طويلة يوزعهم الشاب بطريقة عشوائية قطعه فوق شجرة واخرى عند صخره والباقى ما بين طرف "المرجيحة" او تحت مكان عال يجلسون فوقه أو على السلم وهكذا يتم التوزيع فى كل مكان وعروق البامبو الطويلة توضع على أحد الجوانب وعلى الباندا أن تبحث عن طعامها ذهابا وإيابا وتسلق الشاب المكان التى تجلس فيه الباندا الصغيرة وأعطى لها قطعة جزر اخذتها وهى جالسة على ظهرها "وتتدلع" ثم جلست على بطنها ووضعت رأسها على يديها وهى نائمة على بطنها فأتى الشاب بقطعة كيك مستطيلة بحجم كف اليد وأشمم الباندا ووضعها بجانبها وتركها فإستدارت الباندا واخذت تأكل الكيكة .

المكان مقسم لجزئين جزء يمين وجزء يسار وبينهما كوبرى للزائرين ننظر منه عليهم ، ولكن المكان اليمين واليسار هما منفصلان متصلان يجلس الأب حيث الهدوء والوحده وعيدان البامبو بجانبه والجزء الآخر تجد الأم جالسه على الأرض تأكل عيدان البامبو وتأكل الذى يعجبها وتقذف بالذى لا يعجبها على الأرض وبجوارها إبنتها تلعب وتمرح وسرعان ما غضبت وأخذت تدخل رأسها بين الباب الحديدي الإلكترونى وبين الحائط و"تدق" على الباب ليسمعها الحارس فسألت المشرفة ماذا تفعل ؟ قالت هى تريد أن تدخل غرفتها .

ذهبت بتفكيرى عندما كنت ارى فيديوهات الباندا وأقول أريد أن أسافر الصين فقط لأرى الباندا ولم أعرف أن كلانا أنا والباندا سنسافر إلى ماليزيا كى نتلاقى وجها لوجه هناك أنا من القاهرة وهى من الصين.

فنظرت للباندا الأم وعينى إمتلأت بالدموع أحببتها حبا جما شعرت أنها تخصنى ولانى عاشقة للحيوانات جلست عندهم كثيرا وأخذت صورا كثيره جدا وفيديوهات فى كل مكان معهم وتركت قلبى عندهم وأنا فى إشتياق لم يرتو حتى بمرور عدة ساعات مع الباندا فأصبح الحلم أن أزور نيجارا مرة أخرى لأحلم وأقول أنا والباندا وهواكى يا ماليزيا .

وبإذن الله سأعود للباندا فكنت أعشقها قبل أن أراها وبعد أن رأيتها خطفت قلبى وتركته عندها.

تمنيت لو أن أبناء بلدى يحافظون على نظافة شوارعها فمتى ستشعر أيها المواطن أن بلدك مثل بيتك نظافتها من نظافة بيتك وأن جمالها مسؤوليتك كمسؤولية صاحب العمارة .. وعمار يا ماليزيا.