الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خذوا الحكمة من أفواه المجانين.. تعرف على قصة مثل شعبى جسد إنقاذ مجنون لـ صاحبه

صدى البلد

تعتبر الأمثال الشعبية نتاج الروافد الثقافية، وهي خير معبر عن التراث الشعبي لأي مجتمع؛ كما تشكل هذه الأمثال وعي المجتمع نحو الحلال والحرام، واحترام القيم، وتمثل أيضا أهم دلالات الحكمة والخبرة.

ويستعرض "صدى البلد" فى هذا التقرير أحد أهم الأمثال الشعبية المصرية المتوارثة منذ عصور وتاريخ ومناسبة هذا المثل وهو "خذوا الحكمة من أفواه المجانين"، الذي يستخدم للتعبير عن أن الحكمة والحلول أحيانا قد تأتى من أشخاص غير متوقعين.

وتعود قصة هذا المثل الشعبى إلى أنه كان هناك في يوم من الأيام رجل ثري يعمل بالتجارة وكان لديه أربعة من الأبناء البالغين، وقد سافر هذا الرجل في يوم من الأيام لشراء بضاعة لتجارته، فقد سافر وترك أبناءه وفي سفره قد مرض ومات وكان يبعد بينه وبين بلده وأولاده مسافة كبيرة للغاية، فجاء خبر وفاة الرجل لابنه الكبير الذي أخبر أخواته وحدد يوم للعزاء حتى يستقبلوا الناس للعزاء في والدهم، إلا أن الأخوات الثلاثة طالبوا بالميراث ووجدوا أن هذا سوف يكون له فائدة عن العزاء، طالبهم الأخ الأكبر على إتمام مراسم العزاء قبل أن يكون هناك تقسيم للميراث فهذا حق الأب عليهم خشية كلام الناس على عدم صبرهم، لكن كان الإصرار الأكثر على الأبناء الثلاثة أن يقسموا الميراث ومن بعدها يتم العزاء أو من عدمه فالأهم هو توزيع الميراث، من هنا حدث الاختلاف ما بين الأخوات ما بين أخ كبير يريد أتمام العزاء أولا في الأب وما بين الأخوات الثلاثة ورغبتهم في تقسيم الميراث.

لجأ الأبناء الثلاثة إلى المحكمة والقضاء ورفعوا دعوة على أخيهم بالفعل ليفصل القاضي فيما بينهم من خلاف، حينما علم الأخ الأكبر بهذه الدعوة ذهب إلى أحد العقلاء لكي يستشيره في أمره وما يمكن أن يفعله مع أخواته في هذا الشأن، نصحه الحكيم أن يذهب إلى واحد في المدينة فسوف يجد عنده الحل وحينما أخبره عن أسمه تعجب الأخ الأكبر كثيرا كون من اختاره هذا هو من مجانين المدينة، فأكد له الحكيم أنه سوف يجد الحل من هذا المجنون وأنه مهما بحث فلن يجد أفضل من ذلك الشخص الذي سوف يفتيه في أمره.

وفي النهاية ذهب إليه وسرد عليه القصة وبعد أن انتهى من كلامه قال له المجنون قل لإخوانك: هل عندكم من يشهد بأن أبي قد مات؟

فقال "خذوا الحكمة من أفواه المجانين، كيف لم أفكر في هذا؟"، وهرول إلى المحكمة وقال للقاضي ما قال له المجنون، فقال القاضي إنك محق. ووجه كلامه للأخوة: “هل عندكم شهود؟”، قالوا أبونا توفي في بلد بعيد وجاءنا الخبر ولا يوجد شاهد على ذلك.

قال لهم القاضي أتوا بالشهود. وظلت القضية معلقة سنة ونصف السنة. فقال لهم أخوهم: “لو صبرتم أسبوعًا لكان خيرًا لكم”.