الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وردة فى المعسكر!


كلمة معسكر تعنى الانضباط، وعلى كل فرد أن يلتزم بقواعد المكان وقوانين القائد الأعلى، فالكل فى حالة تأهب من أجل مهمة مقدسة وواجب وطنى يستحق التضحية والتركيز وعدم التقصير، وأُطلقت الكلمة التى تحمل مواصفات الأداء العسكرى على أى فريق عمل داخل أى مهنة لإنجاز النتائج، فالمخرج وطاقمه الفنى يبدعون داخل البلاتوه أو على خشبة المسرح، وصاحب المشروع التجارى مع عماله وموظفيه يكافحون لزيادة الإنتاج وجنى الأرباح، والعالم مع تلاميذه وخلفائه يسهرون بالساعات على أجهزة المعمل وأمام الكتب والنظريات فى سبيل اكتشافات واختراعات علمية تفيد البشرية، والمدرب وسط لاعبيه ليقودهم إلى النصر وإسعاد الملايين بعشرات الأهداف داخل الشباك!

وللمعسكر آدابه وقاموسه، ولأننا لم نسمع عن خرق أو انتهاك لقوانين ونظام أى معسكر رياضى منذ عهد الجنرال محمود الجوهرى، وصولا إلى المعلم حسن شحاتة وكتيبته النادرة، فجاءت النتيجة منطقية وعادلة بحصولنا على البطولات وبأرقى أشكال الأداء الفنى، فضلا عن الأرقام والإحصائيات التى تبرهن على عظمة وموهبة اللاعب المصرى وعبقرية وشخصية المدير الفنى "الوطنى"، وإذا صادفنا ذات مرة ظهور نموذج شاذ ضمن صفوف الفريق، سرعان ما يتم لفظه خارج السرب واستبعاده لكيلا تنتقل أعراض "الجرثومة" إلى بقية أعضاء الجسم السليمة، وكل شيء داخل المعسكر بميعاد ومحسوب بالدقيقة والثانية، وتناول الطعام والشراب يتحدد بكميات معينة ونوعية مدروسة، ومحظور الحديث فى التليفونات وتبادل المكالمات مع الأحباء والأقارب إلا بعد انتهاء المهمة، والذهاب إلى فراش النوم فى ساعة موحدة للجميع دون تفرقة أو استثناءات، ولا مجال للتذمر أو الاعتراض، بل على العكس يحترم ويعشق اللاعب المحترف هذه الأجواء ويكتسب من حالة المعسكر الجماعى سلوك الكبار ليغرسه فى أسرته ويتوارثه الأبناء من بعده، فيخرجوا للمجتمع زهورا نافعة وعقولا مفيدة فى كل مجال وداخل أي موقع!

وحسنًا فعل اتحاد الكرة عندما طرد اللاعب المستهتر "المتحرش" عمرو وردة من معسكر المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية الحالية التى تنظمها مصر، إذ إن الموقف يستدعى سرعة التصرف واتخاذ القرار حفاظا على الروح المعنوية لزملائه الملتزمين، وتقديسا لروح ومبادئ المعسكر المغلق، ولا تقتصر المحاسبة أو العقاب على اللاعب "الصغير" فقط، وإنما لابد من تأنيب المسئول فى الجهاز الفنى والإدارى عن مراقبة سلوك المجموعة سواء بالخصم المادى أو الاستبدال، وعلى مستوى آخر تنبهنا الواقعة إلى أن المدرب الوطنى هو الأجدر والأقدر على ضبط الأمور وامتصاص تركيبة الفريق النفسية وملكات اللاعبين الفنية، ولنا فى التاريخ العظة والفائدة، ومع نهاية البطولة لنا حديث آخر حول تجربة "الخواجة" أجيرى!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط