كلمة معسكر تعنى الانضباط، وعلى كل فرد أن يلتزم بقواعد المكان وقوانين القائد الأعلى، فالكل فى حالة تأهب من أجل مهمة مقدسة وواجب وطنى يستحق التضحية والتركيز وعدم التقصير، وأُطلقت الكلمة التى تحمل مواصفات الأداء العسكرى على أى فريق عمل داخل أى مهنة لإنجاز النتائج، فالمخرج وطاقمه الفنى يبدعون داخل البلاتوه أو على خشبة المسرح، وصاحب المشروع التجارى مع عماله وموظفيه يكافحون لزيادة الإنتاج وجنى الأرباح، والعالم مع تلاميذه وخلفائه يسهرون بالساعات على أجهزة المعمل وأمام الكتب والنظريات فى سبيل اكتشافات واختراعات علمية تفيد البشرية، والمدرب وسط لاعبيه ليقودهم إلى النصر وإسعاد الملايين بعشرات الأهداف داخل الشباك!
وللمعسكر آدابه وقاموسه، ولأننا لم نسمع عن خرق أو انتهاك لقوانين ونظام أى معسكر رياضى منذ عهد الجنرال محمود الجوهرى، وصولا إلى المعلم حسن شحاتة وكتيبته النادرة، فجاءت النتيجة منطقية وعادلة بحصولنا على البطولات وبأرقى أشكال الأداء الفنى، فضلا عن الأرقام والإحصائيات التى تبرهن على عظمة وموهبة اللاعب المصرى وعبقرية وشخصية المدير الفنى "الوطنى"، وإذا صادفنا ذات مرة ظهور نموذج شاذ ضمن صفوف الفريق، سرعان ما يتم لفظه خارج السرب واستبعاده لكيلا تنتقل أعراض "الجرثومة" إلى بقية أعضاء الجسم السليمة، وكل شيء داخل المعسكر بميعاد ومحسوب بالدقيقة والثانية، وتناول الطعام والشراب يتحدد بكميات معينة ونوعية مدروسة، ومحظور الحديث فى التليفونات وتبادل المكالمات مع الأحباء والأقارب إلا بعد انتهاء المهمة، والذهاب إلى فراش النوم فى ساعة موحدة للجميع دون تفرقة أو استثناءات، ولا مجال للتذمر أو الاعتراض، بل على العكس يحترم ويعشق اللاعب المحترف هذه الأجواء ويكتسب من حالة المعسكر الجماعى سلوك الكبار ليغرسه فى أسرته ويتوارثه الأبناء من بعده، فيخرجوا للمجتمع زهورا نافعة وعقولا مفيدة فى كل مجال وداخل أي موقع!