الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصري ولا مغربي.. من أرض المغرب صدى البلد يكشف أصل حكاية الطربوش .. نوستالجيا

الطربوش الأحمر فى
الطربوش الأحمر فى إحدى مطاعم المغرب- تصوير: ميس رضا

عندما تطأ قدماك أرض المغرب وتتجول بشوارعها وتمعن النظر بمحالها ومطاعمها وفنادقها التي تزين شوارعها يمينا ويسارا، يلفت انتباهك الطربوش الأحمر الذى يعرفه كل مصري ومغربي وعربي.


خلال جولة بشوارع طنجة بالمملكة المغربية رصدت كاميرا صدى البلد سر تمسك المغرب بالطربوش رغم محاولات اندثاره فى دول كثيرة منها مصر وبلاد الشام .


ويكتسب الطربوش الأحمر المعروف بمظهره الجذاب أهمية عند المغرب حيث يجده المارة فى أشكال عدة إما عالقا فى أحد أركان الشوارع والمنازل  أو متدليا من أسقف المحال والفنادق أو متجسدا فى شكل منحوتة مصنوعة من الأسمنت الأبيض تتوسط مكانا يحظى بزيارات سياحية واسعة، وتحول من قطعة كانت أساسية من الزى إلى تحفة ديكورية فى المنازل والمطاعم والوجهات التى يقصدها السياح كالكافيهات..

 

كل هذه المشاهد التى تعيد تاريخ الطربوش إلى الذاكرة ومشهده فى الأفلام المصرية والحقبة التاريخية التي شهدها الذي فى مصر مقترنا بارتداء الطربوش ،  ليتبادر إلى الذهن سؤال على الفور .. ما حكاية الطربوش في المغرب وما سر بقائه ..وهل اصله مصري أم مغربى؟


البداية كانت

الطربوش” هو غطاء للرأس كالقبعة، أحمر اللون أو من مشتقات اللون الأحمر، بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق أو أبيض اللون، وهو على شكل مخروط ناقص تتدلى من جانبه الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء.

 

نشأ الطربوش في المغرب تم انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية، يتم ارتداؤه بكثرة في المغرب الأقصى ومازال هناك عدد كبير من المغاربة يرتدونه.


يعتبر استخدامه حالياً مقصوراً على مناطق محدودة، وعلى بعض الأشخاص، وربما رجال الدين الذين يضيفون العمة البيضاء أو الملونة السادة أو المنقوشة حول الطربوش.

 

وهناك نوعان من الطرابيش: بعضها يصنع من الصوف المضغوط (اللباد) أو من الجوخ الملبس على قاعدة من القش، أو الخوص المحاك على شكل مخروط ناقص.


وقد يختلف شكل الطربوش ومقاسه من بلد إلى آخر، ففي سوريا ولبنان وفلسطين كان طويلاً وأشد احمراراً منه في تركيا، وقد شهد الثلث الأخير من القرن العشرين طرابيش ذات شهرة عظيمة، منها الأبيش، المهايني، العظمة، البكري، الحسيني، السبيعي، وغيرها.

 

ظل الطربوش مستخدماً في الدول العربية مثل مصر، سوريا، فلسطين، لبنان، تونس، الجزائر، وكان ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي إلى أن انتهى استخدامه نهائيا وبقي في سير الذاكرة الشعبية والتراثية.


ظل الطربوش الأحمر أحد أساسيات زى المصريين فى فترة ما استمرت على مدى عقود طويلة،  كان يرمز إلى الوقار والانضباط وكان من يرتديه يطلق عليه "الأفندي"

 

ففي مصر استعمل الطربوش، وبقي منتشراً حتى عام 1952، بعد ذلك انزوى نهائياً، ولم يبق منه سوى الصور التذكارية، وقد اشتهر أفراد العائلات المصرية العريقة بارتداء الطربوش، مثل عائلة سعد زغلول الزعيم الوطني المعروف، وحبيب باشا السعد، وفكري اباظة، رئيس تحرير المصور، وطه حسين ومصطفى لطفي.


يصنع الطربوش من الخام الخاص (الجوخ) ويوضع معه القش الذي يستعمل كعازل للرطوبة ويكسبه متانة، وقد يصنع بدون القش، ولكل رأس قالب خاص يتراوح ما بين 25 سم و 75 سم. لصناعة الطربوش يفصّل الصانع القماش اللازم على القالب، ثم يدخل إليه القش وتركب الشرابة السوداء ويكبس على الستارة، والعملية في مجملها تستغرق نصف الساعة.

 

أحد أصحاب محلات بيع الطرابيش يقول فى المغرب يقول ” في الماضي كنا نبيع كميات كبيرة جدا من الطرابيش تتجاوز الآلاف فى العام، أما اليوم فأصبح الطربوش من التراث، وكان سعره لا يتجاوز دنانير قليلة، أما اليوم فارتفع كثيراً، ويعود ذلك إلى انقراض الطربوش وعدم وجود الصناع.