الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصريون في إسرائيل!


كنت من أول الصحفيين المصريين، بل وصحفيي العالم، الذين فتحوا ملف المصريين في إسرائيل، وكان هذا منذ حوالى عشرين عاما، في أربعة حلقات بمجلتى روزاليوسف، وتبعنى عديد من الزملاء في أخر ساعة والمصور.. وكان لدى مشروع كتاب لم يكتمل بسبب ضغوط أخرى، أفكر الآن في تجديده.
أتذكر هذه القصة الآن، مع متابعتى للتطورات المعقدة، التى طرأت على ملف المصريين في إسرائيل، حيث تكون بشكل كبير جيل ثانى كامل، إسرائيليين من أصول مصرية، تسقط عنهم الجنسية المصرية من حين لآخر، وفق تبليغات ما، أو من خلال إجراءات روتينية لأبناء المصريين في الخارج عموما.
وهذا البعد، هو واحد من أبعاد شديدة التعقد، يجب أن نرقبها، في هذا الملف، فرغم إن غالبية المصريين الذين ذهبوا هناك منذ الثمانينات وحتى التسعينات، مالوا ناحية المناطق العربية في الشمال، وتزوجوا من عربيات، مع اختلاف الديانات المسلمة والمسيحية، إلا إن هناك أيضا من وصل به الأمر للزواج من يهوديات وتهود، ودينيا وقانونيا أبنائهم أصبحوا يهود إسرائيليين، لأن إبن اليهودية يهودى!
وحتى هذه النقطة، أراها عقدة متوقعة بالنسبة والتناسب، لكن الأعقد والأكثر قلقا في هذا الملف برمته، هو أن الولاء تراجع حتى من الجيل الأول، فما بالك بالجيل الثانى، والثالث، الذي قاربنا منه كثيرا؟!
وللأسف، هناك مؤشرات كثيرة تؤكد على فكرة تراجع الولاء بشكل يعرض الأمن القومى المصري لخطر كبير، ووفق ما لدى من معلومات، فإن خطاب الأغلب أصبح إسرائيلى الهوى، بشكل كبير، وكأنك تطالع صفحات وأكونتات إسرائيلية باللغة العربية، يتباهون بكل ما في إسرائيل، وكأنها جنة الله في أرضه، ويحملون مصر والعرب مسئولية كل الأضرار التى تضرب المنطقة، على مختلف الأبعاد، ولا يحملون إسرائيل أية مسؤولية!
والأكثر من ذلك، إنهم يروجون لنتنياهو وغيره من المتطرفين، أكثر من الليكوديين واليمينيين عامة، ولا يفكرون بصورة أو أخرى في العودة لمصر.
وطبعا أنا أرفض التعميم، لكن هذه الحالة تحتاج لوقفة حقيقية، بإحترافية وحساسية ما، خاصة إنه من الممكن أن يكون بعضهم وطنيون، ومنطقيا أن يكونوا امتدادا لنا بأى شكل كان، ما بين معلن وغير معلن، ومن الممكن أيضا أن نكون لوبي منهم يدخل أحدهم الكنيست، لكن هل تتصورون أن الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية على مختلف أنواعها، لا تدرك ذلك!؟
الأمر معقد جدا، ويحتاج رؤية غير تقليدية.. فهذا الملف الخطير جدا، لا يمكن تغييبه أبدا!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط