حياة نيلسون مانديلا
ولد نيلسون مانديلا بتاريخ 18 يوليو 1918 في مفيزو بجنوب
أفريقيا.
كان زعيمًا وطنيًا ومناضلًا في سبيل إنهاء نظام الفصل العنصري في
جنوب أفريقيا.
وقد قاد على مدار20 عامًا نشاطات سلمية تهدف للوقوف في وجه سياسات القمع للحكومة، ولكنه
عندما أدرك فشل تلك النشاطات، تبنى الحل العسكري بوصفه السبيل الوحيد
لتحقيق أهدافه.
نيلسون مانديلا، الزعيم الأفريقي والبطل
الذي ناضل سنين عديدة دفاعًا عن مبادئه وقيمه، وحقوق شعبه، وأصبح مع مرور
الزمن أيقونةً للنضال في العالم، اعتُقل لمدة 27 عامًا، وعندما أُطلق سراحه تسلم
سدة الرئاسة ليصبح أول رئيس أسود في البلاد.
حاز جائزة نوبل للسلام
بالاشتراك مع ويليم دي كليرك سنة 1994، وقد توفي عن عمر ناهز 95 عامًا.
نشأ مانديلا وكان المهاتما غاندي مصدر
إلهامه، فقد كان يعتنق أفكاره المندّدة بالعنف والمطالِبة بالسلم.
توفي والده جادلا هنري مفاكانيسو، رئيس قبيلة ماديبا، حين كان في التاسعة من عمره، فنشأ مع أحد حكّام القرى في منطقته ويدعى جونغينتابا.
دخل المدرسة
الابتدائية مع عدد قليلٍ من الأولاد، ثمّ أكمل دراسته في مدارس إرساليّة، وكان
طالباً مميّزاً، فالتحق بكليّة فورت هاري لدراسة الحقوق، ولكنّه طُرد منها بسبب مشاركته
في الاحتجاجات الطلابيّة على التمييز العنصريّ، فأكملها بالمراسلة في جوهانسبرغ.
وبعد حصوله على الشهادة، افتتح هو ورفيقه مكتباً للمحاماة، والذي يعدّ
الأوّل من نوعه لذوي البشرة السوداء في جنوب أفريقيا.
وفي جوهانسبرغ، التقى
مانديلا بزوجته الأولى عام 1944، وأنجبا أربعة أولاد، ولكنّ زواجهما لم يدم
فافترقا عام 1957 ليلتقي بزوجته الثانية
بعد سنة، ويُرزقا بابنتين.
قاوم التمييز العنصري
انضم مانديلا إلى المؤتمر الوطني
الأفريقي عام 1942.
وفي إطار المؤتمر، انضمت مجموعة صغيرة من الشباب الأفارقة إليه، كان هدفهم تحويل حزب
المؤتمر الوطني الأفريقي إلى حركة شعبية واسعة النطاق، مستمدة القوّة من ملايين
الفلاحين الريفيين والعاملين الذين لم يكن لهم شأن في ظل النظام السياسي.
في عام 1994، أجرت جنوب أفريقيا أول انتخابات ديمقراطية، وانتُخب حينها مانديلا رئيساً للبلاد، ليكون أوّل رئيس من العرق الأسود لجنوب أفريقيا، عن عمر ناهز 77 سنة، وكان دي كليرك نائبه الأول.
في تلك السنة، مُنح مانديلا وسام الاستحقاق.
وبعد انتهاء ولايته في الحكم،
تقاعد مانديلا، ولم يترشّح لفترة رئاسيّة ثانية، فقضى عمره ناشطاً في
الأعمال الخيريّة.
كما أصيب عام 2001 بسرطان البروستاتا، وعن عمر ناهز
الـ85 سنة أعلن اعتزاله رسميا العمل في الشأن العام، وفضّل العودة إلى قريته
الأصلية كونو.
لكنّه ورغم تقاعده، ظل ملتزماً بقضية محاربة مرض الإيدز وغيرها من
القضايا كتعزيز السلام ومساواة المرأة بالرجل والقضايا المتعلقة بالأزمات
الإنسانية.
وحصل على العديد من التكريمات والميداليات من العديد من رؤساء العالم،
واختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة عام 2005، كما شُيّد له
تمثال في ميدان البرلمان في لندن عام 2007، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام
1993.
وكان آخر ظهور لنيلسون في المباراة النهائية لكأس العالم في جنوب
أفريقيا عام 2010.
وبقي بعيداً من الأضواء بسبب مرضه، ومع ذلك، رافق السيدة
الأميركية الأولى ميشيل أوباما أثناء زيارتها جنوب أفريقيا عام 2011.
توفّي مانديلا في الخامس من ديسمبر عام 2013 في منزله في
جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا، عن عمر ناهز 95 عاماً.
وقد حضر مراسم
التشييع أكثر من 4500 شخصية، منهم العديد من الشخصيات المهمّة، ونعاه العديد
من رؤساء العالم، وقد تأثّر العالم بأسره بوفاة شخصيّةٍ كانت رمزاً للشجاعة
والعدالة.