الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا أعرف كيف أكون مضحكا بعد الآن.. السر وراء انتحار اسطورة الكوميديا روبن ويليامز

صدى البلد

"أنا لا أعرف كيف أكون مضحكا بعد الآن".. بروحه وطلته الكوميدية رسم الضحكة على أفواه الملايين حول العالم، أضحك الحزانى وأدخل السرور على قلوبهم، وبقدر ما أسعدهم، أحزنهم، ارتجل في أدواره ورسم سيناريو آخر لها، حتى ارتجل وغير سيناريو حياته ليقرر إنهاء حياته بالانتحار، ليودع العالم عملاق الكوميديا الأمريكي روبن ويليامز، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 21 يونيو.



"كل ما يتطلبه الأمر هو أن تُزيف ابتسامة جميلة ، فتخفي خلفها روحك المجروحة ، ولن يلاحظوا أبدا كم أنت محطم"، لم تفارق الابتسامة ثغره حتى أصبح مصدرا للبهجة للمحيطين به، خلال أدواره التي برع في تقمص شخصياتها الكوميدية والتراجيدية، بعد تألقه في مسلسل Mork & Mindy عام 1978، ليكون بمثابة نقطة انطلاقه لها، ويقدم بعده سلسلة من الأفلام والمسلسلات.



تربع على عرش هوليوود، ليحصد الأوسكار والعديد من الجوائز عن أفلامه التي خلدت ذكراه حتى اليوم كواحد من أباطرة التمثيل في هوليوود، الذي انتهت حياته بمأساة أحزنت العالم، ولكن هذه الحياة التي امتلأت بالضحكات، أخفت وراءها حزن قابع في قلب الرجل الضاحك، حتى أفجع جمهوره برحيله عن عالمنا منتحرا في 11 أغسطس عام 2014، عن عمر يناهز 63 عاما.

قال عن حياته :"أنا لم أخدع أحدًا في حياتي، ولم أسرق أو أقتل أو أكذب , فلماذا حياتي تعيسة ؟ لقد أجبت على سؤالك بنفسك"، عانى روبن ويليامز من اكتئاب حاد في أواخر أيامه، ولم يظهر ذلك عادة، وتدهورت صحته النفسية حتى لاحظت أسرته والمحيطين به ذلك التدهور، حتى قال عنه صديقه المقرب بيلي كريستال : "لم يكن على ما يرام، كان يبدو لي غير سعيد لم أكن أعلم ما كان يحدث"، وبعد تدهور صحته، شخص الأطباء مرضه بشلل الرعاش، الأمر الذي كان كالطعنة في روح روبن ويليامز، ليتدهور الحاله به بعد ذلك إلى معاناته من خرف جسيمات ليوي، وهو نوع من أنواع الأمراض التي تصيب الدماغ وتؤثر على التفكير والذاكرة والتحكم في الحركة، وهو ثاني أنواع الخرف شيوعا بعد مرض الزهايمر، فكان ينسى جمله خلال أدواره، فتذرف عيونه بالدموع حزنا على ما آلت إليه صحته.



وبالرغم من شجاعته وجرأته طوال حياته، كان روبن ويليامز أضعف من الاكتئاب، فاستسلم للحزن في حياته، إلا أنه ظل مصرًا لأخر حياته على عدم شعور جمهوره بحزنه ومرضه، واستمر في التظاهر بالسعادة ورسم البهجة على وجوههم، وظهر في المناسبات والحفلات متماسكا، إلا أن أصدقاءه شعروا بتغيير به، وهيئته التي ظهر عليها التعب والإرهاق، وجسده النحيف، تبدلت ملامحه بالحزن والعجز حتى ظهرت عليه الشيخوخة مبكرا من تعاسته، وبعد آخر ظهور له بأيام، ربط الحبل على عنقه، قبل أن تعثر الشرطة الأمريكية عليه مشنوقا في منزله بولاية كاليفورنيا يوم الاثنين الموافق 11 أغسطس.