الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. عبدالله المصرى يكتب: ثورة ٢٣ يوليو والمصانع الحربية

صدى البلد

بعد فشل الثورة العرابية تم تسريح عدد كبير من الجيش وتوسعت الحكومات المتعاقبة في الإعفاء من التجنيد ودفع البدلية النقدية، وأصبحت الخدمة العسكرية في عهد الاحتلال الإنجليزى قاصرة علي الفقراء الفلاحين ويحال إلى الاستيداع من يصل إلي رتبة البكباشي ( مقدم ) أو من يظهر عليه علامات الوطنية، واقتصر الالتحاق بالمدرسة ( الكلية ) الحربية على أبناء الطبقة الحاكمة من الأتراك الجراكسة والمحاسيب. 

فكان ولاء الضباط والجيش للخديوي ثم السلطان ثم الملك الحاكم ،وبعد توقيع معاهدة ١٩٣٦م ( التحالف) وقرب وقوع الحرب العالمية الثانية قبلت الحكومة عددا كبيرا من الطلاب في المدرسة الحربية من حملة شهادة الكفاءة أو التوجيهية دون التدقيق في الهوية السياسية أو الفكرية للطلاب فإلتحق أبناء الطبقة الوسطي بها ومنهم : جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وغالبية الضباط الأحرار الذين انضموا للمدرسة العسكرية بين عامي ١٩٣٦،و١٩٣٧م ومنهم تكونت التنظيمات السرية الوطنية للضباط خلال الحرب العالمية الثانية .

وتكون أول تنظيم سرى في عامي ١٩٣٩،و١٩٤٠م ضم بعض ضباط الطيران وهم : عبداللطيف البغدادي ،وحسن إبراهيم ، وحسين ذو الفقار صبرى ، عبدالمنعم عبدالرؤوف، ووجيه أباظة ، وأحمد سعودى ،وحسن عزت ،وانضم إليهم أنور السادات وكان الضابط الوحيد من سلاح الإشارة ، ثم ظهرت عدة تنظيمات سرية داخل الجيش بعد الحرب العالمية الثانية هدفها جميعا تحرير مصر من الإنجليز ،وتهيئتها من الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية .

وبعد حرب فلسطين عام ١٩٤٨م وما حدث فيها دون فائدة ونتائجها الورقية المؤسفة بدأ جمال عبد الناصر يعمل علي تكوين تنظيم موسع هدفه تغيير نظام الحكم ،والتخلص من الاحتلال وفساد القصر ،وضم معه رفاق تنظيم الإخوان الذين كانوا معه داخل الجيش ،كما ضم ضباط من سلاح الفرسان ( المدرعات) وضباط التنظيمات الماركسية ، وإشترط أن يكون الأنضمام فردى وليس جماعيا ،وبصفة شخصية ليظل التنظيم دون وصاية من أى تنظيم سياسي أو حزبي أو جماعة .

وتشكل بذلك تنظيم الضباط الأحرار وضم كافة الأيدلوجيات الفكرية والسياسية ،وجمعهم عبدالناصر عام ١٩٤٩م بمهارة حتي أصبح التنظيم السري عنقودى ،وكانت كل خلية لا تعرف أعضاؤها إلا الضابط المسئول عن نقل المعلومات والتكليفات، ولم يعرف بعضهم البعض سوى ليلة ٢٣يوليو ١٩٥٢م .

وقد أحدثت ثورة ٢٣ يوليو تغييرا شاملا عند قيامها وكانت الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار تتكون من تسعة ضباط وهذا هو سر وجود رقم (٩) في مسميات المصانع الحربية التي أقامها الثوار من خلال مجلس الإنتاج برئاسة جمال سالم مثل مصنع (٩) الحربي - (٩٩٩) الحربي - مصنع (٩٩) الحربي أو بالمجموع الذى يحصل علي رقم (٩) مثل : مصنع (٣٦) الحربي-- (٦٣) الحربي -- (٥٤) الحربي -- (٢٧) الحربي ..الي آخره .

وهؤلاء التسعة هم :البكباشي ( المقدم) أركان حرب جمال عبدالناصر دينامو التنظيم-- البكباشي طيار جمال سالم -- البكباشي طيار عبداللطيف البغدادي -- البكباشي أنور السادات -- الصاغ( الرائد) أركان حرب عبد الحكيم عامر -- الصاغ أركان حرب صلاح سالم -- الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين -- الصاغ طيار حسن إبراهيم -- الصاغ خالد محيي الدين .

وفي مساء ٢٧يوليو ١٩٥٢م تحول اسم الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار إلي مجلس قيادة الثورة ،وضم اللواء أركان حرب محمد نجيب ، ثم ضم للمجلس في ١٥ أغسطس ١٩٥٢م كل من : البكباشي أركان حرب يوسف صديق -- البكباشي أركان حرب زكريا محيي الدين -- و البكباشي حسين الشافعي -- و البكباشي عبدالمنعم أمين نظرا للأدوار التي قاموا بها ليلة الثورة وأصبح العدد ١٤ ضابطا.

و في عام ١٩٥٤م ألغي مجلس قيادة الثورة بعد أزمة مارس الشهيرة أو أزمة الديمقراطية ، واستقال اللواء محمد نجيب ..طوبي لثوار ٢٣يوليو ..وعاشت مصر .