الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم أزهري: كل ما يصطدم مع مصالح الناس لا أصل له في الشرع الشريف

ندوة للأوقاف
ندوة للأوقاف

أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بالأزهر، أن الإنسان مخلوق لحكمة سامية وغاية عالية، فتعالى الله أن يخلق شيئًا عبثًا، أو أن يترك الإنسان سدى.

وأضاف «عاصي» خلال ندوة دينية لوزارة الأوقاف بمسجد سيدنا الحسين -رضي الله عنه-، أن الله تعالى بين وظائف الإنسان في الكون في آيات عديدة من القرآن الكريم، منها خواتيم سورة الحج، حيث يقول الله -عز وجل-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».

وأوضح أنه من أجل هذه الوظائف فعل الخيرات، فافعل الخير مع نفسك، ومع غيرك، حتى مع عدوك، حيث جاءت «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ» بدون متعلق، أي وافعلوا الخير على جميع الوجوه، وعلى كافة الأشكال، ومع جميع الأشخاص، فعنوان المسلم فعل الخير، ويؤكد نبينا - صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى بقوله: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ».

وأشار إلى أن تعدية النفع للغير من أعظم العبادات، وأكبر القربات، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ»، فلا يكون الإنسان شوكة في ظهور الآخرين.

وتابع: إنه أجمع الفقهاء على أن العبادة التي يتعدى نفعها خير من العبادة القاصرة، لأن العبادة القاصرة يعود نفعها على فاعلها، أما المتعدية فنفعها لك ولغيرك، فالمتأمل في أحكام الشريعة الإسلامية يجد أنها جاءت لتحقيق مصالح البلاد والعباد، والسُّمُوّ بالنفس البشرية، والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات، فكل ما يحقق النفع العام للناس يكون موافقًا للشرع وإن لم يرد فيه نص صريح، وكل ما يصطدم مع مصالح الناس ومنافعهم فلا أصل له في الشرع الشريف.