الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار: رأس محمد تراث ثقافي وطبيعي رائع..ولا بد من تسجيلها باليونسكو..صور

رأس محمد
رأس محمد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن منطقة رأس محمد بجنوب سيناء موضوعة على القائمة المؤقتة لليونسكو منذ عام 2002 ،وتحتاج لتضافر الجهود لإعداد ملف كامل لتسجيلها تراث عالمى ثقافى وطبيعى وستكون الموقع الأول فى مصر الذى يسجل تراث ثقافى وطبيعى معًا 

وبخصوص التراث الثقافى أكد ريحان أن منطقة رأس محمد هى منطقة مجمع البحرين الذى التقى فيها نبى الله موسى بالعبد الصالح، والمذكورة فى القرآن الكريم فى سورة الكهف من آية 60 حتى 82  وذلك طبقًا لدراسة علمية للباحث المؤرخ عماد مهدى عضو اتحاد الآثاريين المصريين 

وأضح أن الدراسة  تستند إلى المعلومات التاريخية والدراسات الجغرافية والجيولوجية لطبيعة سيناء والنصوص القرآنية وتحليلها ووضع الفرضيات ومناقشتها والمسح التصويرى الفضائى باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية للمواقع.

كما تقدم الدراسة قراءة تاريخية ونظرية حول تحديد موقع لقاء نبى الله موسى والخضر - والذي حدث على أرض سيناء منذ حوالي 3200 عام تقريبا فى الموقع المذكور في القرآن الكريم ( مجمع البحرين) بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ، عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء.

وأشار إلى تحديد خمسة مواقع تؤكد نصحة نظرية الباحث عماد مهدى، وهى "مجمع البحرين " الموقع العام للقاء بين موسى والعبد الصالح الخضر، و"صخرة الحوت " نقطة اللقاء بين موسى والخضر، والممر المائي سبيل الحوت للخروج للمياه العميقة و"صخرة الارتداد " نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت والرصيف البحرى موقع انطلاق رحلة سفينة موسى مع الخضر، موضحًا أن التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين فى القرآن الكريم لا ينطبق جغرافيًا على أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد، حيث مجمع بحرين وهما خليجى العقبة والسويس والتقائهما بعد ذلك فى بحر واحد هو البحر الأحمر.

وبخصوص الصخرة التي التقى عندها نبى الله موسى بالعبد الصالح،قال ريحان أنها الصخرة التى تقع على البحيرة المائية برأس محمد وتتطابق منطقيًا وجغرافيًا لتسرب الحوت، كما أنها تتوسط طريق الدخول لرأس محمد، وهى الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت فى طريق السير المستقيم للداخل فى عمق يابسة رأس محمد، وتمثل نقطة مشاهدة لمجمع البحرين كما تمثل نقطة اليقين للنبى موسى لبلوغه أخر نقطة فى اليابسة لمجمع البحرين.

ونوه إلى أن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالى كيلومترين، وأن المسافة التى قطعها نبى الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقد الحوت توازى نفس المسافة كيلومترين، وأن هذه الصخرة تتوسط الأحداث وهى نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد.

وأكد ريحان أن وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفى برأس محمد، وبرسم خط مستقيم من الصخرة حتى المياه العميقة، يتضح أن هذا الممر المائى يخترق الخط المستقيم ويشكل قناة مائية متعرجة وأن هذه المنطقة أكثر عرضة للمد والجزر وتنحصر فيها المياه وتبقى هذه القناة لا تجف عنها المياه، حيث تكمن المعجزة لتكون شاهدا طبيعيا على هذه الأحداث وعلى معجزة الحوت فى هذا الموقع.

وتابع أن الباحث أشار إلى الشاهد الأثرى على رحلة نبى الله موسى، والعبد الصالح وهو الرصيف البحرى برأس محمد، مرسى سفينة الخضر الذى يقع على بعد ثلاثمائة متر من صخرة اللقاء، ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجانى على الشاطئ لمسافة 50 مترا حتى الغاطس، ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملي منقول من مواقع أخرى من خارج رأس محمد موضحا أن الطبيعة الصخرية لرأس محمد تتكون من أحجار وصخور جيرية، وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.

ومن حيث مقومات رأس محمد كتراث طبيعى أوضح الدكتور ريحان أن رأس محمد محمية طبيعية مصرية بجنوب سيناء على بعد 12 كم من شرم الشيخ،وتقع عند التقاء خليج السويس بخليج العقبة فى البحر الأحمر.

وأسست محمية طبيعية عام 1983 لما تحتويه من الأنظمة الأيدلوجية الهامة وعالية الحساسية مثل (الشعب المرجانية، وبيئة المانجروف وبيئة الأدوية الصحراوية والبيئات الساحلية، وتتمثل في سهول طينية وأراضى ملحية وبيئة الحشائش البحرية وبها مقومات سياحية مختلفة مثل الغوص والسباحة علاوة على السياحة الدينية،  مساحتها 480 كم، وتمتاز بطقس شديد الحرارة صيفًا ومعتدل شتاءً

وقال ريحان أن الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد تمثل حائطًا صخريًا مع مياه الخليج المتواجد به الشعاب المرجانية، كما توجد قناة المانجروف التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول 250 م، وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة.

وتابع: الشعاب المرجانية تحيط برأس محمد من كافه جوانبها البحرية كما تشكل تكوينًا فريدًا،حيث أن هذا التكوين له الأثر الكبير فى تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية "الزلازل" تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة،كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا بالليل، كما أن المحمية موطن للعديد من الطيورالهامة مثل البلشونات والنوارس

ومن هذا المنطلق طالب الدكتور ريحان كل الجهات المعنية من آثار وبيئة ومحليات والجهات الأمنية بإعداد ملف متكامل لتسجيل رأس محمد تراث ثقافى وطبيعى باليونسكو، خاصة أنها موضوعة بالفعل على القائمة المؤقتة لليونسكو منذ عام 2002  وتنتظر الإعداد الجيد للملف .