الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة المسجد النبوى .. ما يستحب فعله في مدينة النبى ومسجده وعند قبره

زيارة المسجد النبوى
زيارة المسجد النبوى

زيارة المسجد النبوي مشروعة ويستحب ترديد دعاء دخول المسجد النبوي الذي روي عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ - أَو عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ - رضي الله عنهما؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ». 

دعاء زيارة قبر الرسول

وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يستحب بعد دخول المسجد النبوي أن يصلّى الزائر تحية المسجد ويستقبل القبر الكريم يستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار القبر، وسلَّم مقتصدًا، لا يرفع صوته، ويقول: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللّه! السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللّه مِنْ خَلْقِهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ! السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلىٰ آلِكَ، وأصْحابِكَ، وأهْلِ بَيْتِكَ، وَعَلىٰ النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ؛ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وأدَّيْتَ الأمانَةَ، وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَىٰ رَسُولًا عَنْ أُمَّتِهِ». 

وأوضح الدكتور على جمعة، أن الحافظ بن حجر قال عن هذا الحديث: لم أجده مأثورًا بهذا التمام، وقد ورد عن ابن عمر بعضه، أنه كان يقف علىٰ قبر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ويقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عُمَر» وهو موقوف صحيح. وعن مالك يقول: «السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته». وهذا الوارد عن ابن عمر وغيره، مال إليه الطبري فقال: وإن قال الزائر ما تقدم من التطويل فلا بأس به؛ إلا أن الاتباع أولىٰ من الابتداع ولو حَسُنَ. 

وتابع الدكتور على جمعة، "وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسَّلام علىٰ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «السَّلام عليك يا رسولَ اللّه من فلان بن فلان!»، مضيفًا ثم يتأخرَ قدر ذراع إلىٰ جهة يمينه فيُسلِّم علىٰ أبي بكر رضى الله عنه، ثم يتأخرُ ذراعًا آخرَ للسلام علىٰ عُمر بن الخطاب، ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فيتوسلُ به في حقّ نفسه، ويتشفعُ به إلىٰ ربه سبحانه وتعالى، ويدعو لنفسه ولوالديه، وأصحابه وأحبابه، ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين، وأن يَجتهدَ في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف، ويحمد اللّه تعالىٰ، ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله، ويُصلِّي علىٰ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ويُكثر من كل ذلك". 

دعاء الروضة

واستطرد الدكتور على جمعة، "ثم يأتي الروضةَ بين القبر والمنبر، فيُكثر من الدعاء فيها، فقد روىٰ البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ». 

دعاء مغادرة المدينة بعد زيارة المسجد النبوى

واستكمل الدكتور على جمعة، "وإذا أراد الزائر الخروج من المدينة والسفرَ استحبّ أن يُودِّع المسجد النبوي بركعتين، ويدعو بما أحبّ، ثم يأتي القبر فيُسلّم كما سلَّم أوّلًا، ويُعيد الدعاء، ويُودّع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ويقول: «اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ العَهْدِ بِحَرَمِ رَسُولِكَ، وَيَسِّرْ لي العَوْدَ إِلىٰ الحَرَمَيْنِ سَبِيلًا سَهْلَةً بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، وَارْزقْنِي العَفْوَ والعَافِيةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَرُدَّنا سالِمِينَ غانِمِينَ إلىٰ أوْطانِنا آمِنِينَ»، وعن العُتْبيّ قال: كنتُ جالسًا عند قبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فجاء أعرابيٌّ فقال: السلام عليك يا رسول اللّه! سمعتُ اللّه تعالىٰ يقول: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا» وقد جئتُك مستغفرًا من ذنبي، مستشفعًا بك إلىٰ ربي، ثم أنشأ يقول: يا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالقاعِ أَعْظُمُهُ فطَابَ مِن طِيبِهِنَّ القاع وَالأَكمُ نَفْسِي الفِدَاءُ لقبرٍ أَنتَ سَاكِنُهُ فِيهِ العَفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ قال: ثم انصرفَ، فحملتني عيناي فرأيت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في النوم فقال لي: يا عُتْبيّ، الْحَقِ الأعرابيَّ فبشِّره بأن اللّه تعالىٰ قد غفر له".