قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. مجدى بدران يكتب: الرطوبة و الجو الحار و الحساسية

من أسباب ارتفاع نسبة الرطوبة بهذا الشكل فى فصل الصيف تأثر مصر دائمًا في شهري يوليو وأغسطس بمنخفض الهند الموسمي. تصل نسبة الرطوبة بالمدن الساحلية إلى 100% وبالقاهرة إلى 80%. الرطوبة الجوية هي كمية بخار الماء الموجود فى الهواء ، وهى تزيد من شعور الناس بحرارة الجو ، و للأسف نسبة الرطوبة الكلية للكوكب إرتفعت و سترتفع في السنوات المقبلة.

الفورمالديهايد مادة كيمائيه لا لون لها ذات رائحة قوية نفاذة. الفورمالديهايد من أكثر مصادر تلوث الهواء داخل المنازل خاصة الجديدة البناء أو التأثيث ، حيث يتصاعد من خشب الديكورات و الخشب الحبيبى و ألواح الفوم و المواد اللاصقة المنتشرة فى الآثاث. ينتج الفورمالديهايد أيضا مع الاحتراق غير الكامل للمواد التي تحتوي على الكربون مثل حتراق الوقود كالكيروسين و الجازولين والغاز الطبيعى و تدخين التبغ و حرق الأخشاب . يستخدم الفورمالديهايد في صناعة النسيج خلال التشطيب لجعل الأقمشة أكثر مقاومة للحرارة ، و لتحسين خواص تثبيط النار ،و لتظل جافة نظيفة بتحسين القدره على مقاومة المياه و بخار الماء ، و لتكون أكثر متانة . كما يستخدم الفورمالديهايد فى المسابك و تحضير الأحبار و إنتاج الصبغات و الفوط الورقية . يزداد انبعاث الفورمالديهايد في داخل المباني المغلقة،و مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يتحول لغاز مما يهيج العين والأنف و الحلق والجلد و يسبب زيادة تحسس الأغشية المخاطية لمسببات الحساسية البيئية و الصداع .

الحساسيه ضد الفورمالديهايد تحدث نتيجة الإستنشاق خاصة فى أماكن العمل و المنازل المغلقة ، و تزداد مع الرطوبة وسوء التهوية، و اللمس خاصة مع الملابس الجديده التى تظهر كحساسية تلامسية على الجلد ،و تراكم العرق و الاحتكاك مع الملابس. للإقلال من مشاكل الفورمالديهايد يفضل التهوية و منع التدخين و مكافحة الرطوبة .

تسبب الرطوبة زيادة في الملوثات البيولوجية مثل حشرة الفراش و البكتيريا و الفيروسات و الفطريات و العفونات الجوية و الغبار مما يضر الجسم خاصة الجهاز التنفسي، و يسبب معاناة مرضى حساسية الأنف و حساسية الصدر و حساسية الجلد. إستنشاق مرضى الربو هواءا حارا عالى الرطوبة يسبب زيادة فورية مؤقته فى مقاومة المجارى الهوائية لسريان الهواء،و ضيق الشعب الهوائية و الكحة و زيادة فى إفراز المخاط . عالميا المناطق ذات الرطوبة النسبية أقل من 50 % أقل فى معدلات الربو . تشير الدراسات الحديثة إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في الرطوبة النسبية داخل المنازل ترتبط بزيادة قدرها 2.7% في انتشار الربو.

تزيد مستويات الرطوبة العالية من نسب الفطريات التي تزيد من الربو. تنعش الرطوبة حشرة الفراش المسبب الأول للحساسية داخل البيوت ، و لذلك تزداد أعداد حشرة الفراش بزيادة الرطوبة، لتصل لأعلى معدلاتها عند وصول الرطوبة النسبية إلى 80 % ، و تقل أعدادها عند إنخفاض الرطوبة النسبيه للنصف. عندما تكون الرطوبة أكبر من 50 % تزداد كمية حشرة الفراش في الهواء، و عند انخفاض شدة الرطوبة لأقل من 50% تموت حشرة الفراش، ونادرا ما تتواجد حشرة الفراش فى المناطق الجافة. تكثر حشرة الفراش فى فصلى الصيف والخريف وتقل فى فصلى الشتاء والربيع، و تتفاقم مع التدخين و الملوثات الجوية و الرطوبة و ارتفاع درجة الحرارة.

تعرض الملح أو السكر للرطوبه يزيد من تكوينها لكتل كمؤشر للميوعية. ارتفاع الرطوبة الموجودة في الحمامات والمطابخ يقلل من تركيز الفيتامينات و المكملات الغذائية المخزنة فيها ، حتى لو كانت أغطية العبوات ضيقه أو محكمة الغلق . لذا يجب الحفظ بعيدا عن الحرارة، و البيئات الرطبة لضمان فعاليتها. المواد البلورية مثل فيتامين سى و بعض أشكال فيتامين ب و بعض المكملات الغذائية عرضة لعملية تسمى الميوعية ،تحت تأثير الرطوبة و إرتفاع درجة الحراره تبدأ المواد الصلبة البلورية في الذوبان فى الماء ، و تتدمر جزئيا، و بعد إنخفاض الرطوبة تعود للحاله الصلبه ولكن تقل الفعالية نتيجة ما حدث من تدمير .

التهوية تفيد فى تجديد الهواء ،و خفض الرطوبة ،و درجة الحرارة الداخليه للمبانى و الإقلال من الملوثات خاصة ملوثات هواء المنازل و أماكن العمل . يراعى تهويه الحمامات و عدم ترك الملابس فيها ، و عدم تجفيف الملابس فى داخل المنزل.

فتح النوافذ هو الأكثر فعالية لإزالة الرطوبة الداخلية ببساطة ، و هو أرخص طرق التهوية .يفضل استخدام شفاطات الهواء فى المطابخ والحمامات والمخازن، و استخدام المرواح ، و يراعى تصميم فتحات للتهوية عند تعذر وجود شبابيك، مع تنظيف الجدران وطلائها بشكل دوري حتى لا تتجمع عليها الفطريات و العفونات، و صيانة مواسير مياه الشرب والمجارى وإصلاح شقوق المبانى بشكل عام لمنع تسرب المياه للجدران و الأرضيات والأسقف ، و تجفيف أرضية المطابخ و الحمامات دوما . لا داعى لرش المياه أمام المبانى و المحلات فى الشوارع، حتى لا تزداد نسبة الرطوبة فى الغلاف الجوى، ويجب تهوية المنازل خاصة المطابخ والحمامات و أماكن العمل و الأماكن المغلقة يوميا.