- بحيرات توشكى جنوب أسوان ضمن بحيرات مصر التى سيتم تنميتها
- بحيرات توشكى تتضمن مجموعة منخفضات
- البحيرات ساهمت في إنشاء مشروع توشكى عام 1997 لإستصلاح واستزراعالعديد من الأراضى الزراعية
بحيرات توشكى تمثل مفيضا طبيعيا لتصريف المياه الزائدة خلف السد العالى بأسوان حيث أن ووجودها ساعد على إنشاء مشروع توشكى الزراعى القومى، وتم حفر قناة تمتد من مفيض توشكى بالقرب من مدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أعطى توجيهاته أثناء افتتاحه لمشروع الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب العسكرية السبت الماضى لتنمية بحيرات مصر ومنها بحيرات توشكى.
وفى هذا الصدد تلقى " صدى البلد " الضوء في السطور التالية عن التسلسل التاريخى لهذه البحيرات والتى تتضمن مجموعة منخفضات على خط موازى تقريبًا لنهر النيل ويبعد عنه ما بين 50 إلى 200 كم ومنخفض جنوب الوادى يعتبر إمتدادًا طبيعيًا لمنخفض الواحات الخارجة ويمتد جنوبًا حتى وديان ومنخفضات توشكى جنوب أسوان بحوالى 250 كم وتبلغ مساحة منخفض جنوب الوادى حوالى 8 مليون فدان وإلى الغرب منه درب الأربعين الذى يصل السودان بمصر عبر الواحات الخارجة.
وكانت هناك دراسات لهيئة تعمير الصحارى للقيام بالمسح الطبوغرافى والدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية والجيوفيزيقية وتصنيف التربة حيث ثم تنفيذ المشروعات التجريبية في إستصلاح الأراضى ، كما ظهرت فكرة تنمية الأراضى حول منخفض توشكى مواكبة لفكرة إنشاء السد العالى باعتبار أنه سيتيح إمكانيات لتحسين إدارة المياه وتوفير المناسيب والتصرفات اللازمة لها مباشرة من بحيرة السد العالى بحيرة ناصر.
وبدأ وقتذاك وضع عدة مقترحات فيما يختص طبيعة البنية الأساسية والمواقع والمساحات المقترحة للتنمية في هذه المنطقة ، وخلال هذه الفترة أجريت العديد من الدراسات وبرامج وخطط التنمية منها على سبيل المثال الدراسات التى انتهت فى عام 1963 عن كيفية الاستفادة بمياه بحيرة ناصر فى زراعة الوديان وتغذية الخزانات الجوفية بالواحات المصرية وخاصة الواحات الخارجة ومناطق جنوب الوادى، وفى عام 1969 تمت أعمال تصنيف التربة ووضعت عدة خيارات لترعة تمتد من خور توشكى عبر المنخفض إلى الوادى الجديد لاستصلاح بعض الأراضى الممتدة من جنوب الوادى إلى قرب مدينة الخارجة.
ثم أعيد طرح هذا المشروع في صورة مخطط لتنمية الصحراء الغربية في الفترة من عام 1975 إلى 2025 حددت فيه عدة خيارات لمسارات الترعة معتمدة على الرفع الآلى لنقل المياه عبر المرتفع المحدد لمنطقة جنوب الوادى الجديد في حين تضمن إقتراح آخر إنشاء نفق ضخم لتفادى هذا الرفع الآلى لمياه الترعة.
وفى عام 1980 صدرت دراسة عن مشروع وادى جديد يبدأ من توشكى مارًا بجنوب الوادى الجديد فالواحات الخارجة ثم الداخلة فواحة الفرافرة والواحات البحرية وينتهى في منخفض القطارة ، كما قام مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء بالعديد من الدراسات التى شملت الحصر التصنيفى لأراضى المنطقة وإعداد الخرائط اللازمة وقد أظهرت هذه الدراسات وجود مساحات كبيرة من الأراضى الصالحة للاستزراع.
كما قامت أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا عام 1989 بالاشتراك مع معهد بحوث الصحراء بإعداد موسوعة الصحراء الغربية التى حوت في أجزائها الأربعة العديد من المعلومات والدراسات الخاصة بالموارد المائية والأرضية والسياحية والمصادر النباتية والحيوانية والتعدينية وأنشطة السكان منذ عصر الفراعنة وحتى الآن.
وقامت أيضًا الأجهزة البحثية بوزارة الموارد المائية والرى بالعديد من الدراسات الميدانية التى تناولت تقييم الخزانات الجوفية وحصر الآبار الموجودة وتقييم حالتها الراهنة ومشاكل الصرف الزراعى بمنطقة جنوب الوادى الجديد ومحددات التنمية ومتطلبات إزالة معوقاتها.
وفى أوائل التسعينات ومع التقدم الهائل فى تقنيات الإنشاء والوسائل الميكانيكية والكهربائية ونظم التحكم تم بلورة المشروع في وضعة الحالى حيث تم بدء العمل بمشروع توشكى خلال شهر يناير 1997 لإستصلاح وإستزراع 540 ألف فدان حول منخفضات توشكى ، ولإختيار موقع المأخذ المغذى لمحطة الطلمبات العملاقة تم إجراء عدة دراسات هيدروجرافية وهيدروليكية على الجانب الغربى لبحيرة ناصر من كلابشة حتى خور توشكى وحتى عمق 140 مترًا من قاع البحيرة وقد وضع في الإعتبار الدراسات والبحوث قبل وأثناء وبعد أعمال التنفيذ لمراحل المشروع لضمان تحقيق النتائج المتوقعة ولتعظيم الفوائد .
وكان قد ضم المشروع العديد من الأنشطة الإقتصادية منها القناة الرئيسية وفروعها من ترعة الشيخ زايد والتى تعتبر القناة الرئيسية لمشروع توشكي ويبلغ طولها 50,8 كم , ويبلغ جملة أطوال الأفرع الأربعة للترعة والدليلين التابعين لها حوالي 200 كم ، وأيضًا محطة الرفع العملاقة حيث يتم ضخ مياه النيل إلي ترعة الشيخ زايد من خلال محطة الرفع العملاقة ، وقد تم تصميم المحطة بحيث يكون أقصي رفع إستتيكي لها حوالي 52.5 مترا , وأقصي تصرف للمحطة 300م3/ثانية , أى حوالى 25 مليون م3/يوم , والمحطة مصممة بما يضمن إستمرارية تشغيلها عند إنخفاض منسوب المياه ببحيرة ناصر إلي أدني حد للتخزين الحي (وهو 147.5م) , وتتكون المحطة من 21 وحدة طلمبات (18 أساسية + 3 إحتياطية) .
لتساهم بذلك بحيرات توشكى في تحقيق التنمية الإستراتيجية نظرًا لما يستتبع مشروع توشكى من تكثيف النشاط السكانى والتنموى والخدمات والتواصل مع دول الجوار وأهمها السودان وليبيا ، بدأت دراسات منطقة جنوب الوادى وبخاصة الوادى الجديد فى الخمسينات من القرن الماضى عندما أنشئت الهيئة العامة لتعمير الصحارى بهدف إستصلاح الصحارى المصرية .