الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريهام سعيد.. اعتذارك لن يقبله المصريون.. !


تعرضت الإعلامية ريهام سعيد لحالة من الهجوم والانتقادات اللاذعة بعدما ظهرت في احدى حلقاتها " صبايا الخير" وهي تنتقد مرضى السمنة واعتبرتهم يشوهون المنظر العام، حيث قالت إن الناس التخينة ميتة وأصبحت عبئا علي أهلها وعلي الدولة، وقالت في إسفاف واضح موجهة كلامها لأمهاتنا وأخواتنا وجاراتنا وزوجاتنا " يعني كدا وأنت ماشية بالإسدال أو العباية وبتعرجي عشان ركبك وجعاكي، وبتبقي عرقانة عشان كمية السموم عندك غير طبيعية، وفقدتي كل أنوثتك وضحكتك .. فقدتي كل حاجة."

كلمات ريهام غير المسئولة وإهانتها لنساء مصر وأمهاتنا أغضبت الجمهور وجعله يذكرها بأيام كانت تعاني من مرض السمنة المفرطة وأجرت أكثر من عملية تجميل من شفط ونحت وتكميم حتي وصلت إلي وضعها الحالي، كما أن السمنة ليست مرضا كما أنه من الممكن أن الشخص الذي لديه سمنة لم يكن لديه القدرة المادية للتخلص منها .

بجانب أن السمنة ليست وجاهة اجتماعية كي تعجبه ولكن لكل شخص ظروفه الخاصة سواء كانت جسدية أو مادية وكان من الأفضل اختيار ألفاظ وأسلوب جيد لمناقشة هذه القضية بدون تجريح أو إهانة لأمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا بهذا الشكل السيئ، لكنه من الواضح أن حالة التنمر التي عانت منها ريهام سعيد في الماضي حينما كان وزنها يساوي نصف فيل أو خرتيت وحينما كان وزنها أكثر مما هي عليه الآن بأكثر من 50 كيلو جراما قبل أن تخضع لأساليب العلاج الحديثة لتفقد هذا الوزن وتصبح بالشكل الذي عليه الآن، يبدو أن حالة التنمر في الماضي مازالت تسبب لها ألما شديدا فقررت أن تعالج هذا النقص الذي عانت منه علي الآخرين .

لكن في مثل هذه المواقف يجب أن نفكر بإمعان لماذا حاولت ريهام نقل عقدتها لفئة معينة في المجتمع المصري.. إليكم هذه الحقائق ..

في عام 2005 حاولت المذيعة المذكورة خوض تجربة التمثيل أمام النجم الكبير يحيى الفخراني في مسلسل "المرسى والبحار " وحلمت أن يتوسط لها المخرج رامي إمام للوقوف أمام الزعيم عادل إمام في عمل فني ولكنها فوجئت في أول جلسة مع عادل إمام وقال لها " إنتي ماتنفعيش " لكنها ردت عليه وقالت له أنها بطلة أمام يحيي الفخراني فرد عليها الزعيم يمكن علشان لاقاكي تخينة مالية الشاشة جنبه" فضحك الحضور في موقف لم تنسه ريهام ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد ولكن كان هناك مواقف مشابهة عندما كانت تعمل بقناة المحور وكانت تقدم احتفالية توزيع جوائز القناة وكان ضمن المكرمين النجم الراحل نور الشريف، وفي اليوم الثاني ذهبت ريهام إلي نور الشريف بصحبة ابنته للتعرف علي والدها وقالت له أنا كنت في حفل قناة المحور وكنت بسلم حضرتك الجائزة فرد نور الشريف وقال لها " إنتي تخينة قوي .. ليه عاملة في نفسك كدا.. منظرك امبارح كان سيئ جدا ".

ما تعرضت له ريهام سعيد جعلها تبعد عن فكرة النجومية في التمثيل بسبب سمنتها التي كانت تعاني منها فاتجهت الي تقديم البرامج، لكنها لم تتعرض للتنمر في حياتها العملية فقط بل تعرضت للسخرية أيضا من زوجها قبل انفصالها عنه واعترفت بأنه كان دائم الاستهزاء بها وقالت " أنه كان يستهزئ بها طول الوقت " وتعدي عليها كثيرا وهو الأمر الذي جعلها تستقوي بأحد البلطجية واستضافته في حلقة لها، بالإضافة للجمهور الذي أطلق عليها لقب المذيعة التخينة المقلبظة "، وبعدما تعرضت للتنمر المستمر قررت أن تخضغ الي نظام غذائي قاس وذهبت الي احدي المصحات النفسية في سفاجا بمحافظة البحر الأحمر للعلاج النفسي واستمرت هناك قرابة ثلاثة أشهر .

تعلمت في مشواري المهني علي يد أكبر أساتذة في الصحافة بمصر والوطن العربي والعالم كله .. فتعلمت النقد البناء اللاذع في نفس الوقت الذي يحافظ علي كرامة الآخرين، لكن يبدو أن الزميلة ريهام سعيد لم تتعلم في مشوارها إلا صحافة التهييج وأسلوبها الرخيص في لفت نظر المشاهد أو المتلقي سواء كان قارئا أو مشاهدا، ولجأت الي أسلوب رخيص لجذب أكبر عدد من المشاهدين حتي ولو كانت هذه الزيادة ستأتي علي حساب كرامة أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا في مصر، وتوجيه إهانات نفسية وجسدية لهن، وإن دل هذا فإنه يدل علي عدم الإدراك والشعور بالآخرين .. ولكن كيف تدرك ريهام سعيد او تشعر بالآخرين وهي في الأساس خريجة مصحات نفسية.

كما أنني أود توجيه نصيحة خالصة الي ريهام سعيد التي أخذت وقتا واهتماما يفوق حجمها كثيرا ويجب أن تدرك أن " التخن أو الرفع " ليس له علاقة بالشيالة التي تتحدثين عنها " أو بالروح الحلوة أو الشكل كما أنه يجب الا تصدري مشكلتك للرأي العام وتسردي مشكلة تعانين منها كما أن الناس الذين تتعمدين إهانتهم رائحتهم رائعة ونحن كرجال نحب هذه الرائحة لأنها رائحة أمي التي تتعب وسهرت الليالي كي تنفق علي أولادها و أن الست السمينة التي تستهزئين بها هي أمي وأختي وزوجتي وجيراننا في الشارع، وهم الناس الذين يتعبون لتربية أبنائهم ويعانون من الفقر والحاجة وهم أيضا من أخرجوا لمصر عظماءها وعلماءها وإنهم ليسوا مسئولين عن رائحتك الكريهة التي تعانين منها لأن العرق والرائحة ليس لهما علاقة بالسمنة أو غيرها .. كما أن النظافة مسئولية شخصية .. أنت وأمثالك تفتقدين لها .. فلا تصدري رائحتك العفنة لمجتمع نظيف بطبعه... وأمهات وأخوات وزوجات تختلط رائحة عرقهم برائحة المسك .

كما أن هناك طرقا أفضل لعرض قضية معينة درسناها في علم النفس تحت أسلوب علم الترغيب بدلا من أسلوب الترهيب ، مثل تعريف المجتمع مثلا بخطورة السمنة علي القلب واستضافة أطباء متخصصين وزرع الأمل في نفوس المشاهد بدلا من أسلوب البلطجة الفكرية التي تعودت علي استخدمها لتوصيل المعلومة .

سيدتي .. هؤلاء النساء هن أمي وأختي وزوجتي وجارتي اللاتي أنجبن لمصر رؤساءها وعلماءها وإعلامييها المحترمين ومبدعي هذه الأمة ومفكريها أولاد هؤلاء النساء اللاتي وجهت لهن إهانات لن تغتفر .

في النهاية .. أقدم نصيحة خالصة .. اذهبي لنهر النيل واغسلي وجهك وقومي بإزالة براميل البويه الموجودة علي وجهك ثم انظري بعد ذلك في المرأة كي ترى الحقيقة .. لكنني أعتقد أنك ستكرهين نفسك وحياتك أكثر مما أنت عليه الآن .. واختبئي خلف جدار الزمن لأنك الوحيدة وأمثالك من الإعلاميين الذين تسببوا في تشويه صورة الإعلام  وتسببوا في الوصول الي ما نحن عليه الآن وأن إعلامكم المشبوه أفرز مجتمعا يعاني من الانقسام وأصبح كارها لكل شيء حوله ... كما أن اعتذارك لن يقبله المصريون.. نصيحة أخيرة .... أحيانا يكون السكوت أفضل ألف مرة من الكلام .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-